أرغم انفجار قوي عمال الانقاذ الثلاثاء على وقف عمليات البحث حول بركان فويجو الملتهب في جواتيمالا، بعد 48 ساعة على ثورانه الذي أسفر عن 75 قتيلا على الأقل وحوالى 200 مفقود. وذكر معهد الأدلة الجنائية إيناسيف أن 75 شخصا قد لقوا حتفهم في الكارثة، بعد العثور على جثتين جديدتين الثلاثاء، وتم التعرف حتى الآن على 23 جثة فقط. من جانبه، أكد سرجيو كابانياس مدير عمليات الإغاثة للتنسيق الوطني لمكافحة الكوارث الطبيعية (كونريد) الثلاثاء، في لقاء مع صحفيين أن "192 شخصا" تتوافر لديه أسماؤهم وأمكنة إقامتهم "يعتبروا من المفقودين" منذ الأحد. وأسفر ثوران البركان أيضا عن سقوط 46 جريحا وأدى ذلك إلى إجلاء 3271 شخصا، كما ذكر كاباناس. من جهة أخرى، أعيد 2625 شخصا إلى منازلهم. وأثرت الكارثة بدرجات متفاوتة على 1.7 مليون جواتيمالي بالاجمال. واضطر انفجار قوي الثلاثاء السلطات لاجلاء سبع قرى قريبة من البركان بسبب مخاطر ازدياد النشاط البركاني. وتوقفت ايضا عمليات الإنقاذ. وأوضح المتحدث باسم كونريد ديفيد دو ليون، أن خبراء يقولون إن تدفق حمم بركانية جديدة يمكن أن يحصل. وهذه الحمم مكونة من رماد ووحول ومياه وصخور ذات درجة حرارة عالية. وأدت زيادة النشاط البركاني إلى حالة هلع في مدينة اسكوينتلا الواقعة قرب البركان الذي يبلغ ارتفاعه 3763 مترا. وتبعد هذه المدينة 35 كلم جنوب غرب العاصمة. وسارع سكانها إلى مغادرة منازلهم بسياراتهم، ما تسبب بفوضى عارمة. قال مصور لوكالة فرانس برس في منطقة البركان إنه سمع هديرا قويا، وشاهد عمودا كبيرا من الرماد يرتفع نحو السماء. واضطر رجال الانقاذ والشرطة والعسكريون إلى مغادرة المنطقة أيضا. وبعد يومين على ثوران البركان الذي قذف كميات كبيرة من الوحول والحمم والرماد الملتهب، باتت امكانات العثور على ناجين ضعيفة جدا، كما اعترف كابانياس قبل ساعات من توقف عمليات الاغاثة. وقال "اذا وقعنا في الطين والحمم، فمن الصعب البقاء على قيد الحياة"، مشيرا إلى أن بعض الجثث المتفحمة يمكن ألا يعثر عليها. وكانت انبعاثات الحمم والرماد من البركان أثارت الذعر الأحد في القرى الريفية القريبة منه وأدت إلى القيام بأول عملية إجلاء أكثر من 4500 شخص. واستؤنفت عمليات البحث التي توقفت ليلا، فجر الثلاثاء في ضواحي البركان التي لا تزال مغطاة بقشرة سميكة من الرماد الأسود. وقال إدي سانشيز مدير معهد العلوم البركانية لوكالة فرانس برس إن ثوران الأحد أطلق "كميات كبيرة من الطاقة" وأن البركان الذي دخل "في مرحلة استراحة نشطة" يمكن أن يطلق أيضا تدفقات متفجرة يفترض مع ذلك "ألا تكون كارثية".