بدأت وفود الأمانة العامة للجامعه العربية في التأهب للسفر الي العراق لعقد القمة العربية المرتقبة والتي تستضيفها أرض الرافدين يوم 29 من شهر مارس الجاري. وتعد هذه القمة هي الأولي بعد ثورات الربيع العربي ، كما أنها القمة الأولي التي يستضيفها العراق منذ أكثر من 20 عاما حيث كانت آخر قمة عقدت ببغداد تلك التي سبقت غزو نظام صدام حسين للكويت في أغسطس 90 ، فيما شهدت السنوات الماضية ما يشبه انعزال العراق عن محيطه العربي بفعل جريمة صدام ، ثم ما ترتب بعدها من غزو لأراضيه وسقوط للنظام ، وتردي الأوضاع الأمنية. وكان من المقرر عقد قمة بغداد في مارس الماضي وفقا لقرار قمة سرت مارس 2010،غير أن اشتعال ثورات ما عرف بالربيع العربي في تونس ثم امتدادها الي مصر وليبيا واليمن وأخيرا سورية حال دون انعقادها بهذا التوقيت. ولم تفلح محاولات التشكيك بامكانية استضفة العراق للقمة وقدرته علي احتضان هذا الحدث لحجج واعتبارات عديدة سواء تتصل بأوضاعه الداخلية أو الاقليمية ، حيث أصر العراق بكل طوائفه وتكويناته علي تجاوز أية تباينات وخلافات داخلية والاصرار علي ممارسة حقه في رئاسة واستضافة القمة ، باعتباره واحد من الدول العربية القليلة التي شهدت مولد الجامعة واطلاق ميثاقها عام 1945 . وسيتوجه الأمين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي الي بغداد السبت المقبل لحضور اجتماعات وزراء الاقتصاد والخارجية التي تسبق القمة،وذلك عقب عودته من جولة أوربية تشمل بروكسيل وجنيف خلال الفترة من 18 23 مارس. وسيعقد وزراء الاقتصاد والمالية"أعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي" التابع للجامعة العربية اجتماعهم يوم الأحد 26 مارس يليه اجتماع وزراء الخارجية في اليوم التالي 27 مارس لاعداد جدول أعمال القمة في شكله النهائي وبما يتضمنه من مشروعات قرارات لرفعها الي القمة المقبلة.