قال ناشطون سوريون في شمال لبنان: إن المصور الصحفي البريطاني بول كونروي قد وصل إلى مستشفى في بيروت بعد تهريبه من سوريا اليوم الثلاثاء، فيما أسفرت أعمال العنف التي شهدتها سوريا عن مقتل 45 شخصا. كان كونروي 47 عاما المصور الصحفي لصحيفة "صنداي تايمز" قد أصيب الأسبوع الماضي في قصف أودى بحياة الصحفية الأمريكية ماري كولفين والفرنسي ريمي أوشليك في حمص السورية الأسبوع الماضي، وأصيبت صحفية فرنسية أخرى هي إيديت بوفييه خلال الهجوم أيضا. وقال ناشط سوري يقيم في شمال لبنان يطلق على نفسه أبو محمد "تم تهريب كونروي منتصف الليل إلى شمال لبنان ونقل إلى المستشفى الأمريكي في بيروت". وفي لندن، قالت كيت زوجة كونروي: "سمعت أنه خرج، كل ما يمكنني قوله هو أننا سعداء للغاية بالأنباء، لكنني لن أقول أكثر من ذلك في هذه المرحلة". في الوقت نفسه تواصل قصف المناطق المضطربة داخل حمص لليوم الخامس والعشرين على التوالي، مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص، حسبما أفاد نشطاء في المنطقة. وقال الناشط عمر حمصي أحد نشطاء المعارضة في المنطقة، إن أكثر من ثمانين قذيفة سقطت على احياء الحامدية والخالدية وكرم الزيتون. وأضاف حمصي أنه عثر على 64 جثة أمس الاثنين قرب نقطة تفتيش أمنية تابعة للجيش، لأشخاص كانوا يحاولون الفرار من حي بابا عمرو. وأشار إلى أن كل الجثث لرجال تتراوح أعمارهم بين 25 و40 عاما، وأن أسرهم لا تزال في عداد المفقودين، مضيفا أن أعداد المفقودين تبلغ 190 شخصا معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن. يذكر أن بابا عمرو إحدى المناطق التي تتعرض للقصف والحصار من جانب القوات الحكومية منذ الرابع من فبراير. وفي محافظة حماة بوسط سوريا، قتلت القوات الأمنية 32 شخصا خلال اجتياحها قرية الحلفاية بحسب نشطاء. وقال الناشط محمد الحموي عبر هاتف متصل بالأقمار الصناعية: إن عشرات الأشخاص أصيبوا أيضا في الحلفاية، وبعضهم في حالة حرجة. واندلعت اشتباكات في محافظة إدلب شمال البلاد في وقت مبكر صباح اليوم الثلاثاء بين قوات الجيش الحكومي والمنشقين عن الجيش. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن تبادل إطلاق النار استمر عدة ساعات وأسفر عن مقتل ثلاثة من عناصر القوات الحكومية وإصابة عدد من المنشقين. وكانت أعمال العنف أسفرت أمس الاثنين عن مقتل 135 شخصا في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في محافظتي حمص وإدلب. ويتعذر التحقق من الأنباء الواردة من سوريا حيث تمنع الحكومة الصحفيين المستقلين من تغطية ما يدور على أراضيها. وبحسب " لجنة حماية الصحفيين" فإن ثمانية صحفيين على الأقل، سوريين وأجانب قتلوا في سوريا خلال الأربعة أشهر الأخيرة. وفي جنيف، قالت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي، اليوم الثلاثاء: إن نحو 500 طفل قتلوا جراء أعمال العنف في سوريا، رافعة بذلك تقديرا سابقا للضحايا من الأطفال السوريين الذي كان قد توقف عند 400 طفل. واستشهدت بيلاي بتقارير غير محققة كمصدر لبيانها الذي صدر بعد ثلاثة أسابيع من التقدير السابق لصندوق الأممالمتحدة للطفولة.