تنطلق فى الساعة الثامنة من مساء غد أعمال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بحضور أيمن الصفدى وزير الخارجية الأردنى، والذى ترأس بلاده الدورة الحالية للقمة العربية بحضور أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة، والذي سيسبقه اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية بنحو الساعة وتضم فى عضويتها كلا من الأردن (رئيسا) وعضوية مصر والبحرين وتونس والجزائر والسعودية والسودان والعراق وفلسطين وقطر ولبنان المغرب واليمن وسوريا (المجمدة عضويتها ) إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية. وذكر مصدر دبلوماسى عربى ل"بوابة الأهرام "، أن وزارى مبادرة السلام سيضع خلال اجتماعه الخطوط العريضة لمشروع القرار الذى سيتبناه الوزارى العربى فى ختام اجتماعاته والتى ستبدأ بجلسة افتتاحية يتحدث فيها كل من الصفدى وأبو الغيط ورياض المالكى وزير الخارجية والمغتربين الفلسطينى وسامح شكرى وزير الخارجية المصري ولفيف من وزراء الخارجية، على أن يعقد الوزراء جلسة مغلقة عقب ذلك والتى ستشهد - حسب المصدر ذاته -مناقشات صريحة بشأن الخيارات العربية التى يجب أن يتم المضى باتجاهها لحث إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للتراجع عن إعلان القدسالمحتلة عاصمة موحدة لاسرائيل ثم اتخاذ الإجراءات الخاصة بنقل سفارة الولاياتالمتحدة إلى المدينة المقدسة . ومن جهته قال دياب اللوح سفير فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، إن دولة فلسطين تقدمت بطلبها لعقد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بالتنسيق مع الشقيقة الأردن إدراكا منها لأهمية اللحظة التاريخية فى فلسطين والوطن العربى عقب الإعلان المشئوم للرئيس دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها . وأوضح فى تصريح ل"بوابة الأهرام "، هذا الإعلان يشبه وعد بلفور الذى صدر فى نوفمبر من العام 1917 ، فقد صدر بعده بمائة عام، وفى كليهما "أعطى من لايملك من لا يستحق"، مؤكدا أن مدينة القدسالمحتلةفلسطينية وعربية وإسلامية ومسيحية وهى جزء لايتجزأ من الأراضى العربية المحتلة فى الخامس من يونيو من العام 1967 وهى عاصمة لدولة فلسطين ولايجوز لترامب أو غيره أن يتصرف بها، فهى واحدة من الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف. وحول المطالب الفلسطينية من الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، لفت السفير اللوح، إلى أنه يتصدر هذه المطالب صياغة موقف عربى قوى يدعم الموقف الفلسطينى والحقوق الفلسطينية وفى مقدمتها إقامة دولة فلسطينية مستقلة فى الأراضى المحتلة فى العام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية إلى جانب التأكيد على رفض العرب وإدانتهم لقرار ترامب بأن القدس عاصمة لدولة اسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها واعتبارهذا القرار باطلا وخرقا خطيرا للقانون الدولى ولقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة بالقدس خصوصا والقضية الفلسطينية عموما خاصة فى ظل تداعياته الخطيرة والتى تكمن فى أنه سيقوض جهود تحقيق السلام ويوسع من دائرة الأزمة ويعمق التوتر فى الشرق الأوسط الأمر الذى من شأنه أن يزيد من حالة الاحتقان المتفاقمة فى المرحلة الراهنة. وأوضح السفير الفلسطينى أن الاجتماع الطارئ مطالب بالتأكيد على أن القدسالشرقية هى عاصمة لدولة فلسطين التى لن يتحقق الأمن والاستقرار فى المنطقة إلا بقيامها وأن تكون دولة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو من العام 1967 . وعما إذا كان هناك مشروع فلسطينى سيتم تقديمه إلى الاجتماع، أشار السفير دياب اللوح، إلى أن هذا أمر تقليدى لدراسة المشروع فى الاجتماعات التمهيدية قبيل انطلاق الوزارى العربى والذى يكون هو سيد نفسه ليقرر أي وجهة يمكن المضى فيها . وفيما يتعلق بما إذا كان وزراء الخارجية العرب سيبلورون خطوات عملية للضغط على واشنطن للتراجع عن قرارها، قال إنهم سيقررون آلية عمل لمتابعة تداعيات الإعلان الأمريكى بشأن القدس وما يمكن بذله من جهود يكون من شأنها دفع الإدارة الأمريكية للتراجع . وردا على سؤال عما إذا كان الاجتماع الوزارى سيقرر مراجعة العلاقات العربية الأمريكية، لفت السفير اللوح إلى أنه لايتعين استباق نتائج الاجتماع ولكن المطلوب هو التركيز على وضع آليات عمل وخطوات تحرك لثنى إدارة ترامب للتراجع . وفيما إذا كان من الوارد تبنى خطوة بتجميد مؤقت لمبادرة السلام العربية، شدد على تمسك الجانب الفلسطينى بهذه المبادرة التى يرى أنها ما زالت تشكل أرضية صالحة لأى تسوية سياسية للقضية الفلسطينية برمتها استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية. واختتم السفير اللوح تصريحاته، مؤكدا أن الوزارى العربى سيدعو واشنطن إلى إلغاء قرارها حول القدس والعمل مع الدول العربية والمجتمع الدولى لإلزام اسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإنهاء احتلالها للأراضى الفلسطينية والعربية المحتلة مع توفير الضمانات لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف حتى لاتظل الأمور تدور فى الإطار النظرى .