يواجه قطاع السياحة النيلية في مصر عددًا من المشكلات التي باتت تهدد مستقبله كواحد من أبرز أنماط السياحة المصرية، وهو ما أثار مخاوف خبراء السياحة في البلاد الذين عبروا عن سخطهم لما وصفوه ب "التهاون الحكومي في معالجة مشكلات هذا القطاع". وحسب ثروت عجمى، رئيس غرفة شركات السياحة في الأقصر، تنحصر مشاكل قطاع السياحة النيلية في الاحتجاجات الفئوية وظاهرة الجزر الرملية المنتشرة بين الأقصر وأسوان وسط النيل. كان قطاع السياحة النيلية بمصر قد تعرض لضربة قاسية حين أغلق مئات العمال المؤقتين بهويس إسنا القديم على نهر النيل الهويس أمام حركة البواخر السياحية في رحلاتها بين الأقصر وأسوان احتجاجًا على عدم تثبيتهم لليوم الثالث على التوالي ما أدى لان تظل 84 باخرة عالقة شمالي الهويس وجنوبه وعلى متنها آلاف السياح. ويقول الخبير السياحي المصري محمد عثمان إن هذا الأمر أضر كثيرًا بسمعة مصر في أسواق العالم السياحية. ودعت غرفة شركات السياحة في الأقصر ونقابة المرشدين السياحيين في المحافظة إلى تحرك عاجل لإنقاذ سمعة مصر السياحية في الخارج والعمل على عودة التدفقات السياحية على مصر إلى طبيعتها والتصدي للاحتجاجات الفئوية التي تتسبب في مزيد من التراجع السياحي بالبلاد، كما طالبت بضرورة فرض سيادة القانون وهيبة الدولة لأن السياحة هي العمود الفقري لمصر والأقصر خاصة أنها تدر علي البلاد 12 مليار دولار سنويًا بمعنى إن الخسائر تبلغ مليار دولار شهريًا. وقال أيمن أبوزيد، أمين عام جمعية المرشدين السياحيين في الأقصر، إن السياحة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمن والاستقرار وأن عملية التراخي الأمني تنعكس بصورة مباشرة ومؤثرة على قطاع السياحة في مصر ما يؤثر بدوره على معدل الدخل القومي العام وكشف عن أن وكالات السفر والسياحة في العالم تراقب الآن وباهتمام ما يحدث في مصر وتضع رؤية مستقبلية لما سيكون علية الموسم المقبل من خلال التواجد الأمني في المدن السياحية ومدى سلامة وتأمين الطرق البرية والمناطق السياحية. وشدد على ضرورة أن تضع الحكومة الحالية في أولوياتها توفير الأمن بصورة جيدة خاصة في المدن السياحية مثل الأقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ وتأمين الطرق البرية بينها، وعلاوة على ذلك لابد أن تقوم كل محافظة بعمل ندوات للعاملين و المسئولين على قطاع السياحة في كل محافظة لمناقشة المعوقات التي توثر على السياحة في المدينة والخروج بتوصيات لكيفية حلها ما سيكون له بالغ الأثر في التنمية والتي يجب أن تكون هدفنا جميعًا في المرحلة المقبلة. وتعد ظاهرة الجزر النيلية المنتشرة وسط النيل، حسب قول الخبير السياحي المصري مدحت الرزيقي، خطرًا آخر يهدد قطاع السياحة النيلية بمصر وهى الظاهرة التي تسببت في تسرب المياه إلى إحدى البواخر السياحية أمس الأحد حيث نجا 53 مصريًا كانوا على متنها من موت محقق. وطالب الرزيقى بالإسراع في توفير الاعتمادات اللازمة لتطهير المجرى الملاحي بين الأقصر وأسوان وتحديد مسار للبواخر السياحية في النيل وتزويده بالعلامات الإرشادية لتفادى حوادث الشحوط المستمر للبواخر والإسراع في توفير الاعتمادات اللازمة للقضاء على ظاهرة الجزر النيلية المنتشرة بطول نهر النيل والإسراع في إنشاء مرسى الأقصر الجديد لمواجهة ظاهرة وقوف البواخر والفنادق السياحية العائمة في طوابير بعرض النيل حيث يصطف ما يزيد على 200 باخرة متلاصقة في طوابير تصل إلى 10 بواخر بعرض النيل بمرسى وزارة السياحة بالأقصر الأمر الذي يهدد بوقوع كارثة محققة في حال اندلاع أي حريق. وكانت حركة السياحة النيلية بدأت في تجاوز أزمتها نسبيًا، خلال إجازة الكريسماس والأعياد ورأس السنة الميلادية ، وعادت حركة البواخر السياحية والفنادق العائمة للعمل مجددًا بين الأقصر وأسوان. وجاءت حركة الانتعاشة الموسمية أو النسبية في قطاع السياحة النيلية بفضل موسم الأعياد ورأس السنة بجانب بدء انتعاش السياحة الداخلية على متن البواخر والفنادق العائمة وسط النيل وبين المناطق الأثرية في الأقصر وأسوان ليعيدوا الحيوية لقطاع السياحة النيلية بالبلاد ويخرج ولو نسبيًا من حالة الركود التي كان يعانى منها منذ شهور. ويأتي إقبال المصريين على رحلات البواخر والفنادق العائمة بين الأقصر وأسوان مؤخرًا في الوقت الذي تكتسب فيه الرحلات النيلية شعبية متزايدة لدى السائحين الأجانب. وحسب دراسة أجرتها رابطة وكالات السفريات والحجز السياحي الألمانية، فإن أعداد الراغبين في القيام برحلات نيلية في مصر من السياح الألمان والأوروبيين ارتفع بنسبة 300 بالمئة. ويواجه كل من يرغب في إجراء حجز للقيام برحلة نيلية صعوبة في الاختيار. هل يقوم برحلة من الرحلات البسيطة أم من الرحلات التي تتسم بالرفاهية والترف؟ هل يقوم بالرحلة على متن باخرة سياحية ذات خدمات فندقية من فئة الخمس نجوم أم على ظهر مركب خشبي عتيق. وتعد الباخرة السودان من أقدم البواخر السياحية فوق نهر النيل وهى الأكثر طلبًا للقيام على رحلات على متنها من قبل هواة الروايات البوليسية، حيث كانت هذه السفينة الخشبية ذات عجلات الدفع الدوارة التي يزيد عمرها علي مئة عام، موقع تصوير الفيلم البوليسي الشهير "الموت على ضفاف النيل" للكاتبة المعروفة أجاثا كريستي الذي قام ببطولته بيتر أوستينوف وميا فارو وجين بيركين وبيتي ديفيز وديفيد نيفن وأنجيلا لانسبيري.