نظمت كل من الجمعية المصرية للاستثمار المباشر وجمعية الخريجين والمتدربين من بريطانيا، ندوة بحضور حوالي مائة من خبراء الاستثمار وممثلي كبرى المؤسسات الاستثمارية في مصر، وخريجي الجامعات البريطانية بمصر. وأكد محمود السقا، رئيس مجلس إدارة جمعية الخريجين والمتدربين من بريطانيا بمصر، تزايد اهتمام البنوك والمؤسسات المالية بسوق الأوراق المالية، متوقعًا أن تشهد الفترة المقبلة عدد من الطروحات الجديدة لبعض الشركات خاصة تلك التي تقدم البنوك خدمات استشارية لعملائها بخصوصها. وأشار عبدالله الإبياري، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للاستثمار المباشر، إلى أن سوق الأوراق المالية يمثل شريكا رئيسيا لمؤسسات الاستثمار المباشر، لما يوفره السوق من سبيل للتخارج من الاستثمارات بالنسبة لصناديق الاستثمار المباشر، التي تساعد الشركات على التأهل للإدراج في سوق الأوراق المالية، ضمن مجالات القيمة المضافة التي تقدمها هذه الصناديق للشركات التي تستثمر فيها، وأكد على أن النمو والتطوير في السوق من شأنه المساهمة في نمو قطاع صناديق الاستثمار المباشر. من جهته، ألقى محمد فريد - رئيس مجلس إدارة البورصة المصرية، في بداية الجلسة الضوء على تاريخ سوق الأوراق المالية المصري يتمتع به من بنية تشريعية قوية وأدوات مالية متقدمة منذ الخمسينيات، كما استعرض التحديات الاقتصادية الكلية التي كانت تواجه نمو السوق في السنوات القليلة السابقة، والتي بدأت تزوال مع بداية خطوات الإصلاح الاقتصادي في العامين السابقين. وعرض ملامح الاصلاحات التي تخطط إدارة البورصة الجديدة لتطبيقها – وقد بدأت بالفعل في اتخاذ عدد من الخطوات تجاهها – والتي تشمل ثلاث جوانب رئيسية هي: (1) الشركات المدرجة (2) أليات التداول (3) المستثمر، والتي تمثل مجتمعة سلسلة القيمة المضافة لعمل السوق، مشيرا إلى أنه بالنسبة للشركات المدرجة، تركز إدارة البورصة على جودة الشركات وليس فقط عدد الشركات الجديدة. أما بالنسة لآليات التداول أوضح فريد أن إدارة البورصة قد قامت بالفعل بتعديل بعض آليات التداول (مثل تقليل زمن وقف الورقة المالية التي تصل نسبة تغير سعرها إلى 5%)، كما أنه يتم الإعداد حاليا لتقديم عدد من الآليات الجديدة مثل (Short Selling)، بالإضافة إلى تقديم عدد من الأدوات المالية الجديدة، مثل المشتقات، وأخيرا بالنسبة للمستثمر، والذي يمثل جانب الطلب في السوق. وخلال كلمته شدد رئيس البورصة على أهمية إعادة الترويج لبورصة النيل كمنصة لتمويل النمو للشركات والمشروعات المتوسطة والصغيرة وليست آلية للتخارج المبكر. وأكد فريد سعي إدارة البورصة خلال الفترة المقبلة، الاعتماد على أدوات التنقيب عن البيانات والذكاء الاصطناعي في متابعة ومراقبة حركة التداولات داخل السوق، بالإضافة لحرص الإدارة على رفع جودة الإفصاح المقدم من الشركات من خلال تطوير مهارات مسئولي علاقات المستثمرين وزيادة مساحة تواصلهم مع مديري الاستثمار والبحوث بالشركات المالية العاملة بالسوق عبر لقاءات تنظمها إدارة البورصة بصورة دورية. واختتم فريد حديثه بالإشارة إلى جهود إدارة البورصة الجديدة وخططها المستقبلية في سبيل نشر الوعي بدور البورصة كأحد أوجه الاستثمار طويل الأجل من خلال عدد من المناهج الدراسية للمراحل الإعدادية والثانوية، التي من شأنها زيادة درجة التثقيف المالي بين الشباب، وبالتالي درجة الشمول المالي في المستقبل القريب.