اُفتتح بالمسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي، في دورته ال 24، بحضور الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وزير الثقافة، والدكتور سامح مهران، رئيس المهرجان، والمخرج ناصر عبدالمنعم، منسق عام المهرجان، والدكتورة دينا أمين، مدير المهرجان، وعدد من نجوم الفن والثقافة المصرية والعربية والأجنبية. بدأ حفل الافتتاح بفقرة فنية لفرقة "التنورة" التراثية التابعة لهيئة قصور الثقافة، ثم عرض لفيلم تسجيلي قصير عن فعاليات المهرجان المختلفة. في كلمته، قال وزير الثقافة، الكاتب الصحفي حلمي النمنم، إن المسرح التجريبي يعني الحوار، والحوار يعني الحرية، والحرية تعني التنوع والتغير، وهو ما نسعى إليه. وقال سامح مهران، رئيس المهرجان: المسرح يعتبر "دولة المواطنة الحقة"، مؤكدًا، أن المسرح يكشف ويزيل الأوهام والأقنعة.. يختلط ويناقش ويعرض الحاضر ويستشرف المستقبل.. كما أن المسرح يعلو على الأيدلوجيات.. وينشط الحواس لتبصر المعاني غير المعاني. أعقب ذلك، تسليم دروع التكريم لخمس شخصيات مصرية وعربية وأجنبية، وهم: اسم الراحل محفوظ عبدالرحمن "مصر"، وهو كاتب وباحث، وُلد عام 1941، كتب للمسرح والإذاعة والتليفزيون والسينما، تخرج في جامعة القاهرة عام 1960، وبدأ الكتابة قبل تخرجه بأعوام، حيث عمل في عدة أماكن صحفية، وبعد تخرجه عمل في دار الهلال، وكتب القصة القصيرة والنقد الأدبي والمقال في العديد من المجلات الأدبية، استقال من دار الهلال عام 1963 ليعمل في وزارة الثقافة، من أشهر أعماله التليفزيونية: بوابة الحلواني، أم كلثوم، ليلة سقوط غرناطة، أهل الهوى، وفي السينما: ناصر 56، وحليم. قدَّم الكثير من الأعمال المسرحية التي شكلت علامة في تاريخ المسرح المصري، والتي تناوبت على تقديمها أجيال متعددة، مكتشفة فيها الجديد والآني دائماً، ومنها: الحامي والحرامي، عريس لبنت السلطان، حفلة على الخازوق، محاكمة السيد ميم، بلقيس. إلى جانب، إريكا فيشر "ألمانيا"، وهي أستاذة الدراسات المسرحية في جامعة برلين الحرة في ألمانيا، ورئيسة مركز البحوث التعاونية التابع لمؤسسة البحوث الألمانية "ثقافات الأداء"، ومديرة مركز البحوث الدولية في "الوزارة الاتحادية للتعليم والبحث في ألمانيا"، في الفترة ما بين عام 1995 إلى عام 1999. كانت رئيسة الاتحاد الدولي لبحوث المسرح، وهي عضو في أكاديمية أوروبا وأكاديمية العلوم في جوتنجن، وأكاديمية برلين- براندنبرج للعلوم، لها أيضا العديد من المنشورات في مجالات الجماليات، ونظريات الأدب والفن والمسرح، بالأخص حول السيميائية والأدائية، وتاريخ المسرح، والمسرح المعاصر. وحسن المنيعي "المغرب"، وهو ناقد أدبي وفني، ولد سنة1941 في مكناس، حيث حصل على الإجازة في الأدب العربي سنة1961، وعلى شهادة الدروس المعمقة في الأدب المقارن 1963، ونال شهادة دكتوراه السلك الثالث بباريس "جامعة السوربون" سنة 1970، ودكتوراه الدولة بنفس الجامعة سنة1983، عمل أستاذا للترجمة والرواية والنقد والمسرح بكلية الآداب والعلوم الإنسانية "جامعة سيدي محمد بن عبد الله/فاس"، أشرف على عدة أطروحات جامعية، ساهم في العديد من الندوات الفكرية داخل المغرب وخارجه، ونشر العديد من المقالات في مجلات عربية وأوروبية، كما شارك في عدة مهرجانات مسرحية عربية ودولية، نشر حوالي عشرين كتابا عن الرواية والنقد والتشكيل والمسرح على الخصوص. فضلا عن، مارفن كارلسون "الولاياتالمتحدةالأمريكية"، وهو أستاذ متميز في المسرح والأدب المقارن والدراسات الشرق أوسطية بجامعة مدينة نيويورك، تشمل اهتماماته البحثية والتعليمية نظريات الدراما وتاريخ المسرح الأوروبي والأدب المسرحي، وخاصة في القرون 18، 19، و 20، حصل على دكتوراة فخرية من جامعة أثينا عام 2005، وعلى عدة جوائز عن إنجازه الأكاديمى. وأخيرًا، مينج جين خوي "الصين"، وهو المخرج المسرحي الأكثر شهرة وتأثيرًا في الصين، يشغل حاليا المدير الفني لمهرجان الهامش بكين ومسرح خلية النحل، وقد أصبح علامة مميزة في العمل المسرحي المعاصر بذكائه وأسلوبه النقدي واستحضاره حيوية جديدة للمسرح، وبإبداعه الفريد وأسلوبه الفني الانتقائي، أصبح مينج جين خواي ظاهرة ثقافية حقيقية. اُختتم الحفل، بعرض الافتتاح "الشقيقات الثلاثة" من جورجيا، تأليف أنطون تشيكوف، وإخراج قنسطنطين بورتسيلادزي، ويدور حول العزلة، وليس الانعزال عن المجتمع، التواجد بداخله وبقاء الشخص بمفرده مع ذلك، شعورك بأنك ولدت في الوقت الخطأ والمكان والبيئة الخاطئين، تحلم وتتمنى أن توجد موسكو في مكان ما، حيثما يمكنك العيش، ونيل مكانك الذي تستحقه وسط المجتمع. ومن المقرر، أن تُقام فعاليات المهرجان "غير التنافسي" خلال الفترة من 19 إلي 29 سبتمبر الجاري، بمشاركة 24 عرضًا مختلفا، بواقع 7 عروض مصرية، و5 عروض عربية، و12 عرضا أجنبيًا، يمثلون 16 دولة مشاركة في المهرجان، وهم: مصر، والعراق، والأردن، وتونس، والمغرب، وجورجيا، وكينيا، وأمريكا، وبلجيكا، وأرمينيا، والصين، والمكسيك، وشيلي، وروسيا، فضلاً عن فرنسا ولبنان، اللذين يشاركان بعرض "ليلة خريف"، ويصاحب عروض المهرجان المتاحة مجانًا للجمهور ندوات فكرية، وورش فنية مختلفة. ويستضيف عروض المهرجان مسرح الغد بالعجوزة، ومسرح الطليعة، ومسرح العرائس بالعتبة، ومسرح متروبول شارع 26 يوليو بوسط البلد، ومسرح ميامي شارع طلعت حرب بوسط البلد، ومسرح السلام شارع القصر العيني ومسرح البالون بالعجوزة، ومركز الهناجر للفنون، ومركز الإبداع الفني بأرض دار الأوبرا بالجزيرة، والمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية المستضيف لحفل الافتتاح، وأخيرًا مسرح الجمهورية المستضيف لحفل الختام.