لسنوات عديدة كانت مشكلة التكدس المروري هي واحدة من أكثر المشكلات المزمنة التي تؤرق المواطن السكندري، وخاصة مع الزيادة الكبيرة في عدد السكان والتوسع العمراني الكبير، قبل أن يطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعه اليوم الأربعاء بمحافظي الإسكندرية والبحيرة، والقيادات الأمنية والمحلية وعدد من نواب البرلمان بالمحافظتين، إشارة البدء في مشروع تطوير محور المحمودية بدءًا من الحدود الإدارية للمحافظة بالكيلو 56 وحتى المصب بمنطقة الدخيلة بالكيلو 77.1 ، بطول 21.1 كم من مخرج ترعة راكتا شرق المدينة حتى المصب بالدخيلة غرب المدينة . واستعرض الاجتماع خطط تطوير محور المحمودية، والذي يعد أحد المشروعات التي صدق عليها الرئيس خلال المؤتمر الوطني الرابع للشباب بالإسكندرية الشهر الماضي. من جانبه أشاد حسني حافظ، أحد أعضاء مجلس النواب بالمشروع الذي وصفه بالقومي والعملاق، مشيرا إلى أنه سيعود بالنفع على الإسكندرية، والذي سيتم الإنشاء فيه وفق تخطيط متكامل يشمل بعض المنشآت الخدمية. ولفت إلى أن المشروع يتيح فرص عمل أثناء وبعد إنشاء المشروع ويوفر الوقت والجهد على المواطن بتيسير وتسهيل الانتقال، مؤكدين أن هذا المشروع يدعم الاقتصاد الكلي والجزئي بدعم الدولة، كما سيخفف العبء على شوارع المدينة بتقليل الازدحام، بخلق مسار جديد يجعل القادم إلى الإسكندرية أو الخارج منها يلجأ لاستخدامه. ومشروع تطوير محور المحمودية يبدأ من الحدود الإدارية للمحافظة بالكيلو 56 وحتى المصب بمنطقة الدخيلة بالكيلو 77.1 ، بطول 21.1 كم من مخرج ترعة راكتا شرق المدينة حتى المصب بالدخيلة غرب المدينة، ومن المقرر الانتهاء منه نهاية العام الجاري والذي يعد شريان مروري رئيسي حيوي لحل مشكلة التكدس المروري والازدحام بالإسكندرية، وذلك بعد أن عانت الترعة من الإهمال والتخريب في السنوات الأخيرة . من جانبه قال الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، إن التصديق والدعم الكامل من الرئيس السيسي لجعل محور المحمودية شريان مروري حيوي ودعمه الكامل للمشروع يؤكد على أهميته، مشيرًا إلى أن جميع الجهات القائمة على تنفيذ المشروع من المحافظة والمنطقة الشمالية ووزارة الري والإسكان والقيادات الأمنية والجامعة قاموا بعدة زيارات ميدانية منذ انعقاد مؤتمر الشباب وحتى اليوم للوقوف على أنسب مقترحات للتطوير والتحديات والمعوقات للمشروع لتذليلها وإنجاز المشروع في الوقت المحدد له . وأوضح سلطان أن المحور المروري الجديد سيتم ربطه ب 25 محورا فرعيا في نطاق الإسكندرية والذي سيساهم بشكل كبير جدا في حل مشكلة الاختناق المروري بالشوارع الرئيسية بالمحافظة ، لافتا إلى أنه تم حصر الأراضي والمصانع والكيانات الغير مستغلة على مسار المحمودية والتي تبلغ مساحتها 2 مليون و117 ألفا و239 مترا مربعا ، على مسار الترعة ، بقيمة 43 مليار جنيه تقريبًا، والتي من المؤكد أنها ستعمل على انتعاش الاقتصاد والاستثمار بالإسكندرية . وخلال الاجتماع تم عرض مقترحات التطوير والاستفادة المتوقعة من المشروع ، والذي سيعمل على تدعيم السياحة الداخلية بحل مشكلة التكدس المروري وسرعة الانتقال في نطاق المحافظة ، كما سيربط المحور المزمع إنشاؤه بالمحاور الداخلية للمدينة، وتكوين مجتمعات جديدة صناعية في المناطق ذات الكثافة الضعيفة، علاوة على تقليل الفاقد من مياه نهر النيل بعمل الصيانة الدورية للمسار ومنع رمي أية مخلفات في مجرى المياه بالمحمودية ورفع كل مظاهر التلوث وبعث الطاقة الإيجابية من خلال المظهر الجمالي للمحور ، والسيطرة والحد من نمو المناطق العشوائية ، فضلا عن تفعيل نظام النقل الجماعي باستخدام أحدث النظم العالمية لتقليل التكدس بالمواصلات. وعن التطوير، فتم عرض خطة التنفيذ التي ستتم على 5 مراحل بطول ال 21.1 كم ، وسيتم تغطية المجرى المائي للمحمودية من خلال خطوط مواسير مدفونة ذات قطر كبير ومناسب لكمية المياه ودراسة تأمين محطات المياه ، وإنشاء أول شبكة صرف مطر منفصلة تماما عن محطات الصرف الصحي ، للعمل على منع ارتفاع مناسيب المياه بالمحطات خلال موسم الأمطار ، ودراسة استعواض المجرى المائي ليصبح محورا مروريا يسع من 6 إلى 8 حارات مرورية في كل اتجاه مع تخصيص حارة منهم لأتوبيس النقل الجماعي ، ويكون عرض الطريق مابين 80 _ 120 مترا بطول المحور المروري الجديد ، بجانب إنشاء منطقة اقتصادية تجارية للمشروعات الصغيرة على جانبي الطريق والتي تعمل على توفير الآلاف من فرص العمل ، كما تم اقتراح إنشاء مشروع المونوريل أعلى الطريق ، وتخدم هذه المقترحات 4 أحياء ذات تكدس عالي بالإسكندرية وهي أحياء منتزة أول وشرق ووسط وغرب ، علاوة على خدمة باقي أحياء الإسكندرية من خلال المحاور الأخرى الرئيسية والفرعية وربطها بمحور المحمودية الجديدة . وتم تشكيل كل اللجان الدائمة حتى الانتهاء من المشروع وافتتاحه ، وذلك من الجهات المختصة من الجامعة والجهات الأمنية والرقابية والإسكان والري والمحافظة ورؤساء الأحياء ، للبدء الفوري في تنفيذ المقترحات المتفق عليها ، وانعقاد غرفة عمليات مستديمة على مدار ال 24 ساعة ، وذلك لتنفيذ المشروع على أعلى مستوى وإزالة كل المعوقات ، كونه أحد المشروعات التنموية المتكاملة بمصر وباكورة المشروعات التي سيتم تنفيذها بالإسكندرية خلال المرحلة القادمة.