تحرص الخارجية الإسرائيلية من حين إلى آخر، من خلال منصاتها عبر "فيسبوك"، على الخروج بجولات حية من قلب إسرائيل، أو ما يعرف ب"اللايف فيو"، وهو أمر يثير الكثير من التساؤلات أو الأطروحات بشأن جدوى هذه الجولات، خاصة أن الأمر لا يقتصر على مكان واحد بل أكثر من مكان بإسرائيل، ومع تكرار بث هذا "اللايف" بات السؤال المهم الآن: لماذا تحرص إسرائيل على هذا الأمر؟ ولماذا تلجأ إليه بين الحين والآخر؟. يذكر أنه خرجت صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية"، التابعة لوزارة الخارجية، ب"لايف فيو" من قلب أحد شواطئ تل أبيب، وقال أدمن هذه الصفحة في البوست الذي رافق هذا البث: "في بث مباشر من شواطئ تل أبيب، كونوا معنا.. تمتد شواطئ تل ابيب على 13 كم، تلتقي فيها كل أطياف المجتمع الإسرائيلي، بالبكيني أو بالحجاب". ويظهر هنا أن الأدمن سعي، في إطار التعليق على هذا البوست، إلى وضع كلمتين متناقضتين تماما، للإشارة إلى أهمية هذا البوست، وهما الحجاب والبكيني، بينما يشير خبراء فلسطينيون في مجال السوشيال ميديا، ل"بوابة الأهرام"، إلى حساسية هذا "اللايف فيو"، خاصة مع استخدام الصفحات الإسرائيلية له، لإظهار المواقع السياحية. ويرى متخصصون أن الملاحظ هو سعي الصفحات الإسرائيلية إلى الخروج ببث مباشر من المناطق ذات الكثافة العالية، مثل سوق محانيه يهودا أو شواطئ تل أبيب، والتركيز على وجود عرب فلسطينيين في هذه المناطق، الأمر الذي يزيد من حساسية هذه الخطوة. ونبه مراقبون بأن الملاحظ هو إقبال العشرات من العرب على هذا "اللايف فيو"، مرجعين السبب في ذلك إلى عدة أسباب، أبرزها رغبة العرب في مشاهدة إسرائيل، هذا المجتمع الذي طالما انتقدوه، بالإضافة إلى محاولات إسرائيل للإيقاع بالشباب في "فخ" التطبيع. وحذروا من خطورة هذه المحاولات الإسرائيلية، خاصة أن الكثير من التعليقات عليها تأتي بصورة إيجابية، وهو ما يعكس عدم معرفة خطيرة بإسرائيل والأنشطة التي تقوم بها. وأشار ناشط أيضا إلى أن الواضح هو تحدي من يقوم بهذا اللايف للعرب أمنيا، مشيرا إلى أننا نتحدث في النهاية عن إسرائيل التي يعتبرها غالبية العرب عدوا، ومن ثم عندما تخرج ب"لايف فيو" من قلب إسرائيل وتعرضه على العرب، فإن هذا يمثل تحديا أمنيا يجب الحذر منه.