رغم كل محاولات الحكومة فى حل مشاكل النظافة، إلا أن الجهود لم تحقق نتائج على أرض الواقع، كما أن بعض المشاكل المتراكمة لشركات النظافة الأجنبية التى تعمل بالمحافظات، زادت من الأزمة، وهو ما فجره اليوم، الإثنين، فى "المائدة المستديرة" بديوان عام محافظة القاهرة بعابدين، الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة، حيث انتقد طريقة عمل الشركات العاملة فى النظافة، سواء فى شروط اختيارها أو شروط عملها، مؤكدًا، أن عقود الشركات تمثل عائقا، بالإضافة إلى أن أي شركة تعمل فى النظافة، سواء أجنبية أو مصرية تتعاقد مع جامعي القمامة، وبالتالى، لابد من العمل على زيادة جامعي القمامة، وزيادة العمالة، والاهتمام بالشركات الوطنية. وأضاف الوزير، خلال المائدة المستديرة، بحضور وزراء التنمية المحلية والبيئة، وقطاع الأعمال، ومحافظي القاهرة، والجيزة، والإسكندرية، والقليوبية، لمناقشة منظومة النظافة الجديدة، أن العمالة هي نقطة التحول في منظومة النظافة، سواء الحالية أو التي تسعى الحكومة لإنشائها، مطالبا بسرعة البدء فى تدشين منظومة جديدة للنظافة فى مصر. وأوضح "فهمى"، أن هناك 100 مليون طن مخلفات بمصر بشكل عام، ونسب الجمع لا تزيد على 60% ، كما أن نسبة التدوير لاتزيد عن 15% فقط. كما أن العائلة المكونة من 5 أفراد، ينتجون نحو طن من المخلفات، ولذلك فإننا لابد من التعامل مع هذه المنظومة، من خلال إنشاء قطاع وطنى قادر على التعامل مع مشكلة المخلفات، وتحقيق العائد منها. ولفت "فهمى"، إلى أن الهدف من لقائه مع وزيري التنمية المحلية وقطاع الأعمال، وعدد من المحافظين، هو وضع ملامح خارطة طريق واضحة لإنشاء منظومة جديدة للتعامل مع مشكلة المخلفات، ليس فقط المخلفات البلدية، وإنما هناك أنواع أخرى من المخلفات مثل المخلفات الإلكترونية والطبية وغيرهم. من جانبه، كشف اللواء محمد كمال الدالي، محافظ الجيزة، عن فشل جميع شركات النظافة الوطنية والأجنبية، في رفع القمامة على مستوى المحافظة بكل قراها ومراكزها، قائلًا: "كلهم فشلوا"، مطالبًا بضرورة تعديل التشريعات لزيادة رسوم جمع القمامة، لأنه لا يكفي ما يتم جمعه لشراء معدات أو رواتب عمال مما يمثل عبئا ثقيلا على الدولة. وأضاف محافظ الجيزة، خلال انعقاد المائدة المستديرة بحضور وزراء التنمية المحلية والبيئة ومحافظي القاهرةوالجيزة والإسكندرية والقليوبية، لمناقشة منظومة النظافة الجديدة، أن المحافظة تحتاج من 300 إلى 500 مليون جنيه، لإنشاء مصنع نموذجي لتدوير القمامة، مؤكدًا، أن هناك بعض المناطق والقرى لا يتم تحصيل فواتير جمع قمامة منها، وبالتالي المنظومة تخسر. وأكد "الدالي"، أن محافظة الجيزة لها مشاكل عديدة في جمع القمامة، مشيرًا أن ثقافة المواطنين تؤثر بالسلب على المنظومة، خاصة أن القمامة تملأ الطرق وأسفل الكباري والمحاور المرورية. وأوضح "الدالي"، أن محافظة الجيزة بها مصنعان لتدوير القمامة متوقفين عن العمل، وأن المحافظة تلقت عروضًا كثيرة لتشغيلها من الشركات الخاصة، وأن الهدف من هذه الوعود هو الحصول على جواب من المحافظة للحصول على قروض من البنوك. فيما أكد المهندس عاطف عبدالحميد، محافظ القاهرة، أن العاصمة تحتل المركز الأول في المخلفات، حيث تنتج 17 ألف طن يوميًا، مشيرًا إلى أن النظافة حاليًا هي خدمة تقدمها الدولة، وتنفق عليها المليارات، وتسعى مؤسسات الدولة الآن، لتحويلها ل"بزنس" مربح يجذب المستثمرين. وأضاف "عبدالحميد"، خلال انعقاد المائدة المستديرة لخطة تطوير منظومة النظافة، وإدارة المخلفات المقامة بمحافظة القاهرة، بمشاركة وزراء البيئة والتنمية المحلية ومحافظ الجيزة، أن مبدأ تحويل المنظومة من خدمية إلى اقتصادية استثمارية صعب، ويحتاج إلى وقت طويل. وأوضح المحافظ، أن صعوبته تكمن في المرحلة الانتقالية التي تحتاج إلى دقة واحترافية، حتى لا تحدث أزمات ومشاكل، مشيرًا إلى ضرورة العمل بالمادة 203، والتي تنص على تحرير الإدارة عن الملكية للشركة أو مجموعة الشركات، التي سيتم تأسيسها لإدارة منظومة النظافة والاستثمار فيها. بينما قال الدكتور أشرف الشرقاوي، وزير قطاع الأعمال، إن إنشاء شركة قابضة لجمع وتدوير القمامة، يهدف للربح للاستفادة من هذه المخلفات. وأضاف، أن الشركة ستعمل بمفاهيم اقتصادية تامة، وسيكون فى كل محافظة شركة خاصة مسئولة عن العمل التنفيذي لأعمال النظافة بشكل مكثف ومنظم، وسيتوالى الأمر بعد ذلك ليصبح فى القرى والمدن والمراكز، ويساهم فيها الشباب. وأشار إلى أن الدولة، ستبحث عن طريقة قانونية لتحويل الأموال التى تجمعها المحليات من القمامة لصالح الشركة الجديدة. أما الدكتور هشام الشريف، وزير التنمية المحلية، فأعلن خلال "المائدة المستديرة"، إنشاء شركة قابضة لجمع وتدوير القمامة، تتضمن شركات فرعية بمختلف محافظات مصر، وسيتم وضع خطة تنفيذية على مستوى المحافظات بمشاركة المحافظين، مشيرا إلى أنه تم وضع أجندة أولية، تتضمن هدفًا واضحًا دقيقًا. وأضاف وزير التنمية المحلية، أن هذه الشركة ستحل بشكل كبيرة مشكلة النظافة بالمحافظات، بخاصة أنها لن تكتفى بجمع القمامة فقط، وإنما ستعمل على الاستفادة من القمامة من خلال إعادة تدويرها.