قال إياد علاوي زعيم كتلة العراقية المدعومة من السنة إن العراق "يقف على شفا كارثة" وأعلن قائمة من المطالب اليوم الأربعاء تتعلق بالأزمة السياسية التي أشعلتها اتهامات وجهت للزعيم السني طارق الهاشمي. وقال علاوي في رسالة إلى صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن العراق يسير "نحو استبداد طائفي يحمل معه خطر اندلاع حرب أهلية". وتتزايد حدة التوتر الطائفي في العراق بعد عشرة أيام من خروج آخر جندي أمريكي من البلاد ويسعى رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي إلى القبض على الهاشمي نائب رئيس الجمهورية بعد اتهامه بقيادة فرق للقتل. وقالت الرسالة التي شارك في كتابتها رئيس البرلمان أسامة النجيفي ووزير المالية رافع العيساوي وكلاهما ينتمي إلى كتلة العراقية إن قادة الكتلة يتعرضون "للمطاردة والتهديد من المالكي الذي يحاول طردنا من الحياة السياسية العراقية وخلق دولة الحزب الواحد المستبدة." وتهدد الأزمة السياسية وهي الأسوأ التي يشهدها العراق منذ سنة الائتلاف الهش الذي يقوده المالكي منذ نحو عام والمؤلف من كتل شيعية وسنية وكردية. وعرض النجيفي والرئيس العراقي جلال الطالباني -وهو كردي- يوم الثلاثاء عقد مؤتمر وطني للزعماء السياسيين لمحاولة حل الأزمة وقال إن المزاعم ضد الهاشمي يجب أن تترك للقضاء. لكن علاوي أعلن في بيان منفصل سلسلة من المطالب قبل موافقته على عقد أي مؤتمر من بينها الإفراج عن كل المحتجزين بتهم قال إنها زائفة وتشكيل لجنة من كبار السياسيين للإشراف على الإجراءات القانونية ومنع التدخل فيها. وانتقدت العراقية حملة الاعتقالات التي جرت مؤخرا ضد مئات من الأعضاء السابقين في حزب البعث الذي تزعمه صدام حسين بتهمة تآمرهم لقلب نظام الحكم والاستيلاء على السلطة بعد رحيل القوات الأمريكية. كما طالب علاوي الحكومة بتنفيذ اتفاق تم التوصل إليه العام الماضي قبل تشكيل الحكومة الائتلافية وهو اتفاق يتضمن توليه قيادة مجلس جديد للسياسة الوطنية. واتهم علاوي المالكي بنقض الاتفاق وقال علاوي إن كل الخيارات ما زالت مفتوحة لحل الأزمة ومن بينها إجراء انتخابات مبكرة وإمكانية ترشيح شخص جديد لرئاسة الوزراء. ودعت كتلة العراقية والتيار الصدري المعادي للولايات المتحدة بقيادة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر إلى انتخابات مبكرة ومن المقرر أن تجري الانتخابات في 2014. وكانت الأزمة قد اشتعلت بسبب الاتهامات ضد الهاشمي وطلب المالكي من البرلمان عزل نائب رئيس الوزراء السني صالح المطلك. والهاشمي والمطلك هما أرفع مسئولين من السنة في كتلة العراقية. وفي الرسالة التي نشرتها نيويورك تايمز قال علاوي الذي شغل منصب رئيس الوزراء من قبل إن المالكي ضرب حصارا على حزبهم بمحاصرة قوات حكومية لمنازل قادة الحزب ومقراته في المنطقة الخضراء ببغداد. وقالت الرسالة "بينما يترنح العراق مجددا صوب الهاوية نلتمس من قادة أمريكا أن يتفهموا أن الدعم غير المشروط للمالكي يدفع بالعراق نحو الحرب الأهلية". وأضافت "ما لم تتحرك أمريكا بسرعة للمساعدة في خلق حكومة وحدة ناجحة سينتهي العراق". وشارك مسئولون أمريكيون وعراقيون في سلسلة من المحادثات في محاولة لتخفيف حدة الأزمة التي قد يتسع نطاقها وتنتقل إلى الدول المجاورة للعراق.