فى شرق النيل، يقع جامع "عمرو بن العاص" أو "تاج الجوامع" كما اشتهر فى أحد مسمياته، بناه المسلمون الأوائل فى مدينة الفسطاط وكانت العاصمة الجديدة لمصر فى ذلك التاريخ، على مساحة 50 ذراعًا فى 30 ذراعًا وله ستة أبواب، وتوالت التوسعات به على يد من حكموا مصر منذ ذلك التاريخ. تعرض المسجد على مر العصور لأحداث عديدة، كان أشهرها إبان الحملة الصليبية على بلاد المسلمين، وتحديدًا عام 564 هجرية، وخاف وقتها الوزير شاور من احتلال الصليبين لمدينة "الفسطاط"، فأشعل النيران فى المدينة، وكان الجامع على رأس المعالم التى طالها الخراب فى المدينة، وعندما ضم صلاح الدين الأيوبى مصر إلى دولته، أمر بإعادة بناء المسجد مرة أخرى. يعد جامع "عمرو بن العاص" أو كما عرف أيضًا بمسجد "الفتح"، والمسجد "العتيق"، هو أول جامع بنى فى مصر وإفريقيا كلها، ومن أهم وأشهر المساجد فى حى مصر القديمة، تقام فيه الصلوات الخمس، وأهمها فى إقامة الشعائر الدينية صلاتى "التراويح والتهجد" فى رمضان، يقصده القاصى والدانى من شتى أنحاء العاصمة، حيث يعد من المساجد ذات الطابع الروحانى والدينى خاصة فى شهر رمضان. والمبنى الحالى للجامع بنى فى القرن التاسع عشر، ومازال محتفظًا ببعض التصاميم والزخارف التى ألحقت به على مر التاريخ، ويفتح المسجد أيضًا أمام الزوار والسائحين، راغبى السياحة الدينية والتاريخية من مختلف أنحاء العالم. يذكر أيضًا أن عددًا من الأساتذة وعلماء الدين قد خطبوا وألقوا دروسًا فى المسجد وأشهرهم على مر التاريخ (الليث بن سعد، أبو طاهر السلفى، العز بن عبدالسلام، محمد الغزالى، صاحب السيرة بن هشام، عبدالصبور شاهين، وغيرهم). كما يحظى المسجد بعناية من مديرية أوقاف محافظة القاهرة، وحى مصر القديمة، والذى ألحقت أجهزته بالتعاون مع أجهزة محافظة القاهرة، عناية خاصة بحديقة "الفسطاط" المجاورة له مع تطويرها، لتردد المواطنين عليها فى المناسبات ومنها شهر رمضان، كما أنه من المساجد التى يصدر تكليفًا من محافظ القاهرة بمنع وجود أى إشغالات أو باعة جائلين بمحيطه، نظرًا لأهميته.