يشارك حاليا الدكتور القس أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، وعدد من قيادات الكنيسة في الاحتفالات التي تقيمها الكنيسة الألمانية بمناسبة مرور 500 عام على حركة الإصلاح الديني في أوروبا وذلك بقاعة المؤتمرات (بميسه برلين)، بحضور عدد من القيادات الدينية من كل دول العالم، من بينهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب – شيخ الأزهر. والتي تختتم صباح الأحد المقبل بإقامة صلوات احتفالية يشارك فيها قرابة 200 ألف شخص من مختلف دول العالم. ومن المنتظر أن يلقى فضيلة الإمام الأكبر كلمة غدا الجمعة خلال جلسة حوارية تعقد بعنوان التسامح والتعايش السلمي بين الأديان. وكان الدكتور القس أندريه زكى قد تحدث ظهر اليوم الخميس في ندوة بعنوان "دور الدين في دعم التنمية والسلام والعيش المشترك"، تحدث فيها وزير التعاون الاقتصادي والتنمية الألماني الدكتور جيرد مولر، والمطران منيب يونان مطران الكنيسة اللوثرية بالأراضي المقدسة، والرئيس السابق للاتحاد العالمي للكنائس اللوثرية. وقد أوضح الدكتور القس أندريه زكى أهمية الدور الإنساني الذي تقوم المؤسسات الدينية في خدمة المجتمع، إلى جانب الدور الروحي لها، مشيرا إلى أن العمل التنموي يسهم بدرجة كبيرة في دعم السلام ونشر ثقافة العيش المشترك. كما يشارك صباح الجمعة في ندوة بعنوان "الهوية المسيحية"، حيث يعرض للواقع المسيحي في مصر، ودور الكنائس المصرية في خدمة المجتمع، والعلاقات الإسلامية – المسيحية. جدير بالذكر أن حركة الإصلاح الديني بدأت في ألمانيا في عام 1517م، على يد الراهب مارتن لوثر، وذلك في أعقاب تقديمة احتجاج على فكرة بيع صكوك الغفران التي كانت منتشرة في ذلك الوقت، وذلك من خلال طرح عدد من الدراسات والابحاث التي قام بها ضد هذه الفكرة، والتي لاقت اهتمام كبير من البعض وبدأت في الانتشار منذ عام 1820. وقد عرف هؤلاء المؤيدون باسم المعارضون أو المحتجون والتي تسمى بالإنجليزية "بروتستانت" وتعنى في اللاتينية " الشهادة من أجل شىء". وما لبث أن انتقلت حركة الإصلاح الى العديد من دول العالم، ومن بينهم مصر التي انتقلت إليها على يد مرسل لوثري يدعى بيتر هيلنج وذلك في ربيع عام 1633 وظل بها لمدة تزيد على عام واحد، ومنذ ذلك الحين توافد على مصر عدد من المبشرين المنتمين الى إرساليات مختلفة، والذين قاموا بافتتاح مدرستين ومركز طبي وخلافه. وفى عام 1854 وصلت إلى القاهرة أول مجموعة من المرسلين التابعين الى الكنيسة المشيخية المصلحة في شمال أمريكا. حيث بدأت خدمتهم بالقاهرة، وتعد الكنيسة الإنجيلية بالأزبكية بالقاهرة أول كنيسة إنجيلية أقيمت في مصر وذلك عام 1863م. ثم بدأت تنتقل من مدينة إلى أخرى، ومن قرية إلى أخرى. وتستعد حاليا رئاسة الطائفة الإنجيلية بمصر لإقامة احتفال خاص بهذه المناسبة خلال شهر نوفمبر القادم، يشارك فيه عدد كبير من قيادات الكنائس حول العالم، إلى جانب عدد من القيادات الدينية الإسلامية والمسيحة وكبار رجال الدولة في مصر.