موجة من الجدل الشديد فجرتها مفاجأة كشفت عنها إحدى الفتيات نقلا عن إحدى صديقاتها حول هوية فتاة التحرير صاحبة فيديو وصورة السحل التى تمزقت ثيابها أثناء سحلها وتعرت وانتشرت صورها عبر وسائل الإعلام العالمية وفجرت غضبا شديدا فى الشارع المصرى وعلى مواقع التواصل الاجتماعى . البداية كانت مع شيماء التى نقلت عن فتاة تدعى مريم والتى نقلت بدورها عن إحدى صديقاتها المقربات شهادة تلقتها صديقتها من صديقة آخرى مقربة من الفتاة صاحبة الصورة والتى أكدت فيها أن الفتاة طبيبة متطوعة نزلت إلى الميدان فى تلك الأحداث لتشارك فى إسعاف المصابين فى تلك الاشتباكات و أنها ترتدى النقاب وتنتمى للإخوان المسلمين و أنها حاليا مصابة بكسر فى الجمجمة وكسور فى جميع أنحاء جسدها فضلا عن معاناتها وأسرتها من حالة نفسية سيئة بسبب ما تعرضت له ليس فقط فى الميدان وإنما على مواقع التواصل الاجتماعى من هجوم واتهامات لها فى أخلاقها وشرفها بالباطل . ناشدت مريم فى شهادتها الجميع برد غيبة الفتاة أمام ما تعرضت له من تجريح وإساءة والدعاء لها بالشفاء لافتة إلى أنها تفضل الاحتفاظ بهويتها ولن تكشف عنها مراعاة للستر لها ولأهلها لأنهم "عيلة محترمة تعرضوا للإيذاء النفسي الشديد" وردا على التعليقات التى علق بها الكثيرون حول ملابس الفتاة التى بدت لهم لا ترتدى شيئا آخر تحت عباءتها مما فتح الباب إلى تعليقات اتهمت الفتاة المسكينة فى أخلاقها ختمت الشهادة المنقولة بتوضيح " ملحوظة أخيرة :البنت كانت لابسة بلوفر إتخلع مع العباية ولو إن مش من حق حد يحاسبها على لبسها تحت العباية لكن علشان الألسنة الطويلة تتخرس" وفور أن كتبت شيماء عبر حسابها على تويتر تلك الشهادة المنقولة تلقت استفسارات عديدة حول هوية الفتاة التى أكدت لمتابعيها أنها لا تعرفها و أوضحت شيماء لبوابة الاهرام انها نقلت تلك المعلومات عن فتاة تدعى مريم و انها لا تعرف الفتاة شخصيا واكدت ذلك لمتابعيها إلا أنهم بالرغم من ذلك يتخذوها وسيطة لإيصال رسائل التضامن والاطمئنان على الفتاة صاحبة الصورة والأطرف أن شيماء قد تلقت عبر حسابها على تويتر عروض زواج عديدة من شباب أبدوا رغبتهم فى التقدم للزواج من تلك الفتاة تاركين لشيماء أرقام هواتفهم وبياناتهم الكاملة لتقوم بإيصالها للفتاة وأهلها معربين عن فخرهم الشديد للارتباط بها . ولم يختلف الأمر كثيرا مع مريم المصدر الأول للشهادة المنقولة التى أكدت لبوابة الأهرام أن صديقه مقربة للفتاة هى التى نقلت تلك المعلومات لإحدى صديقاتها المقربات التى حاولت نشر تلك المعلومات دفاعا عن الفتاة التى تعرضت لهجوم شديد فور نشر صورتها واستنكرت مريم ما اعتبرته غيابا للنخوة لدى الرجال والسيدات الذين ساقوا اتهامات شديدة القسوة للفتاة موجهين سهامهم إلى الضحية بدل من محاكمة الجانى لافتة إلى أنه فور نشر تلك الشهادة تلقت رسائل كثيرة للتضامن مع الفتاة صاحبة الصورة مؤكدة على تمسكها هى وعائلتها بعدم الكشف عن هويتها نظرا لحساسية الموقف بالنسبة لهم ولوضعهم العائلى مؤكدة على أن تلك المعلومات صحيحة و أنها تثق فى صديقتها التى نقلت عنها و أنها بدورها تثق فى صديقتها المقربة التى هى فى نفس الوقت صديقة مقربة من الفتاة . وقد قوبلت الشهادة الخاصة بمريم والتى تم تناقلها عن شيماء عبر مواقع التواصل الاجتماعى بموجة من التضامن والتعاطف الشديدين مع الفتاة وكذلك موجة آخرى من التشكيك فى صحة القصة خاصة فى ظل صدور تصريحات من مسئولين بجماعة الإخوان تنفى صلتها بالجماعة . كان عددا من رواد مواقع التواصل الاجتماعى قد شنوا هجوما حادا على الفتاة معلقين على عدم ملائمة ملابسها لطقس الشتاء وعدم ارتدائها ملابس آخرى تحت عباءتها فضلا عن توجيه اللوم لها لمشاركتها وتورطها فى الاشتباكات والتظاهرات فى محيط مجلس الوزراء مما أثار غضب عدد من النشطاء و رواد تلك المواقع الذين انتقدوا بشدة مثل تلك التعليقات التى اتهمت الفتاة بالفجور وطعنتها فى أخلاقها وشرفها وأنها "تستاهل اللي حصلها، هي إيه اللي منزلها هناك، وإزاي تلبس كده في الشتاء" فيما أعلن عددا من النشطاء عن تفضيلهم لإخفاء هوية الفتاة وعدم الكشف عنها حتى تظل رمزا من رموز الثورة . وقد تداول عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أمس عدد من الصور ومقاطع الفيديو، والتي يظهر من خلال مشاهدتها أن تلك الفتاة التى تصدرت صورها الصحف العالمية كانت ترتدي ملابس آخرى تحت عباءتها قد تكون "بادى أو بلوفر خفيف" أسود اللون وأثناء تعرض الفتاة للضرب وسحلها من قبل قوات الجيش تمزق ما كان ترتديه تحت ملابسها من شدة السحل بين أيدي الجنود الممسكين بها، مما كشف عن جسدها فقام أحد الجنود المشاركين فى ضربها وسحلها بتغطية الجزء العلوي من جسدها بعباءتها. انتقد نشطاء التصريحات التى صدرت عن الدعوة السلفية وجماعة الإخوان المسلمين الذين حرصوا على نفى صلتهم بالفتاة وكأنها سبة على حد تعبيرهم دون الالتفات إلى أنها فتاة مصرية مسلمة تعرضت لانتهاك حرمتها وتعرية جسدها على يد جنود من الجيش المصرى أمام الجميع وتناقلتها صحف و وكالات أنباء عالمية مستنكرين بشدة ما قاله نائب رئيس الدعوة السلفية الدكتور ياسر برهامى حول كون الفتاه ليست منتقبه، ولكنها ارتدت النقاب لتصعيد الاحداث، وجر السلفيين اليها وتوريطهم بها ساخرين من تصريحات مسئولى الإخوان والسلفيين " اصلهم قال يعنى كانوا عارفين اسمها و دوروا فى الكشوفات عندهم وملقوش اسمها ..يبقى خلاص مش تبعهم ولا تخصهم واللى يحصل يحصل بقى" . وفى سياق متصل تصاعدت حملات التضامن مع الفتاة صاحبة الصورة والفيديو بعد المسيرة النسائية التى قادتها أكثر من 9 الاف متظاهرة أمس حيث ساهمت المسيرة الضخمة فى لفت أنظار العالم للقضية التى كان ينشر تحديثاتها بشأنها نشطاء وناشطات عبر مواقع التواصل الاجتماعى وعبر عدد من رواد تلك المواقع الأجانب والعرب عن انبهارهم بها وبشجاعة موقف هؤلاء السيدات والهتافات اللاتى كن يرددنها فى محاولة لاستنكار وادانة ماحدث من انتهاكات لتلك الفتاة وغيرها وكذلك هتافاتهم للتعبير عن تضامنهم وتجددت نقاشات بين عدد من النشطاء الذين اقترحوا اعتبار16 ديسمبر يوما للمرأة المصرية بدل من 16 مارس ومنهم من اقترح ان يكون 20 ديسمبر هو يوم المرأة المصرية الجديد . وبجرأة و رمزية شديدة تحولت الملابس الداخلية العلوية الزرقاء التى كانت ترتديها الفتاة و تكشفت عند تمزق ملابسها أثناء سحلها إلى شعار أضافه عددا من النشطاء والمدونين إلى صورهم الشخصية والرمزية على مواقع التواصل الاجتماعى وكذلك على مدوناتهم مقترنا أحيانا بعبارة مثل "يسقط حكم العسكر" من أجل ابراز التضامن مع الفتاة صاحبة الصورة ومع كل فتاة مثلها تعرضت للتحرش والاعتداء والانتهاك والضرب أثناء مشاركتها فى أى تظاهرة او اعتصام سلمى تعبيرا عن رأيها فى محاولة لإرسال رسالة رمزية لها تكسر من شعورها بالعار والخجل لما حدث لها وللهجوم الذى تعرضت له على مواقع التواصل كما خصص بعض المدونين تدوينة اعلنوا فيها عن تضامنهم مع فتاة الصورة والناشطة غادة كمال التى تعرضت للسحل وكل امرأة وفتاة شجاعة شاركت فى التظاهرات السلمية وتعرضت للاعتداء مطالبين إياهم بأن يرفعوا رؤوسهن ولا يخجلن مما حدث وأن يستمروا فى حياتهن ويستمروا فى المشاركة السياسية والتعبير عن رأيهن . لم تقتصر حملات التضامن تلك على المدونين والنشطاء المصريين بل امتدت أيضا للعالم العربي فكتب ناصر من الأردن تدوينة أهداها لتلك الفتاة ولغادة وكل فتاة آخرى تعرضت لما تعرضوا له من سحل وضرب واهانة شن فيها هجوما على الرجال الذين هاجموا هؤلاء الفتيات واعتبروا انهم يستحقون ما حدث لهم ولم يتخذوا اى موقف قوى للدفاع عنهن أو إدانه ما حدث لهن وكذلك كل من صدق أن الثوار هم من قاموا بحرق المجمع العلمى كتب فيها "كل ساذج مؤمن إن الشباب اللي صنعو تاريخ وعلّمو العالم شو يعني تظاهر سلمي وعصيان مدني فجأة تذكروا إنه بعد سنة من التظاهر ما خربوش وما كسّروش وما حرقوش وقرروا إنهم يحرقوا تاريخ مصر عشان راحت عن بالهم وبدهم يعوّضوا .. ولكل معقد نفسياً من بنات التحرير بقلّكم وبكل الحقد اللي بصدري على الظلم : الصدر اللي انسحل في الشارع واندعس عليه و(....) الزرقة هاي فيهم شجاعة ورجولة أكثر منكم ..حطّوا روسكم ب(...) وانخرسوا