مثل الجندي الأمريكي برادلي مانينج أمام المحكمة لأول مرة أمس الجمعة بتهمة تسريب عشرات الآلاف من الوثائق السرية إلى موقع ويكيليكس. ويشتبه في أن الجندي مانينغ، محلل الاستخبارات العسكرية الأمريكية السابق، قام بتنزيل 260 ألف برقية دبلوماسية أمريكية وتسجيل فيديو لضربات جوية أميركية وتقارير عسكرية أمريكية من أفغانستان والعراق وتزويد موقع ويكيليكس بها. ومثل مانينغ أمام المحكمة وهو يرتدي لباس الجيش الأخضر ونظارات بإطار أسود، وبدا عليه الهدوء أثناء جلوسه على طاولة الدفاع وهو يكتب بعض الملاحظات ويتحدث إلى محاميه المدني والآخر العسكري. وافتتحت جلسة الاستماع التي تسبق المحاكمة في فورت ميد، مقر وكالة الأمن الوطني السرية، بتلاوة التهم الموجهة إلى مانينغ وسؤاله ما إذا كان يفهمها. ويواجه مانينغ، الذي اعتقل قبل 18 شهرا أثناء عمله في العراق، السجن المؤبد في حال إدانته بالتهمة التي وصفت بأنها أخطر انتهاك للاستخبارات الأمريكية في تاريخ الولاياتالمتحدة. وطالب محامي الدفاع المدني ديفيد كومبس بتنحي ضابط التحقيق العقيد في الاحتياطي الأمريكي بول المانزا عن القضية. وشكك كومبس بحيادية المانزا الذي يقضي إجازة من عمله كمدعى في وزارة العدل، في الوقت الذي تسعى السلطات الأمريكية إلى اتهام ويكيليكس ومؤسسها جوليان اسانج. إلا أن المانزا نفى مشاركته في إجراء أي تحقيق في ويكيليكس أو في قضية مانينغ في وزارة الدفاع. ورفض طلب المحامي وقال إنه سيحكم بشكل حيادي. ونفى أسانج، الذي يخضع للإقامة الجبرية في بريطانيا، معرفته بمصدر المعلومات التي وصلت الى موقعه، وقال إن مانينغ هو ضحية لممارسة الحكومة الأمريكية لسوء المعاملة. وهذه الجلسة التمهيدية، وهي المرحلة الأولى قبل مثوله أمام محكمة عسكرية "شبيهة بهيئة محلفين كبرى مدنية مع حقوق إضافية للمتهم" بحسب الجيش.