تمر اليوم "الخميس" الثامن عشر من نوفمبر، الذكرى ال 61 لميلاد الفنان أحمد زكى، الذى يُعد أحد أبرز نجوم السينما المصرية، وقدم مجموعة من الأفلام المتميزة التي اهتم فيها بالكيف على حساب الكم، وكان يلفت الأنظار إليه مع كل دور جديد يقدمه , حتى وصل إلى ذروة عطائه الفنى عندما قام بتجسيد الشخصيات التاريخية مثل الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات، مما جعله يتربع على قمة النجومية ويستحق لقب رئيس جمهورية الفن. البداية ولد الفنان أحمد زكي في الثامن عشر من نوفمبر عام 1949م، بمدينة الزقازيق محافظة الشرقية، توفى والده وهو ما يزال صغيرًا، فنشأ في رعاية جده، تلقى تعليمه الأساسي، ثم التحق بالمدرسة الصناعية، وبدأ يدخل عالم الفن وهو مازال في المدرسة، حيث قام في هذه الفترة بالمشاركة في التمثيل المسرحي، ثم جاءت مرحلة أخرى في حياته وهى المرحلة التي دعمت موهبته الفنية بالدراسة الأكاديمية فالتحق بمعهد الفنون المسرحية، وبدأت موهبته الفنية تزيد تدريجيًا فقام بالمشاركة أثناء دراسته في مسرحية "هالو شلبي" مع الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي. تخرج زكى فى المعهد عام 1973م بتميز وتفوق، واحتل المرتبة الأولى بين خريجي دفعته، بدأت بعد ذلك مرحلة فنية جديدة تتسلل لحياة أحمد زكي، فقد تم اختياره بواسطة المخرج جلال الشرقاوي ليشارك في مسرحية "مدرسة المشاغبين" إلى جانب كل من عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبي، ثم توالت أعماله الفنية وبدأ نجمه في التألق حتى أصبح أحد العلامات المتميزة في العالم الفني. أهم الأفلام ومن الأفلام التي تمكن فيها باقتدار من تجسيد شخصيات مهمة، أثرت كثيرًا في الحياة المصرية والعربية، قدم فيلم " ناصر 56" وجسد فيه شخصية الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وفيلم " أيام السادات" مستعرضًا فيه شخصية الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وقد لاقى الفيلمان الكثير من النجاح نظرًا لقدرته العالية في التعمق في الشخصية محاولًا إبراز جميع جوانبها وأدق تفاصيلها. تنوع الأعمال لم يحصر الفنان الراحل أحمد زكي نفسه في شكل فني واحد، فقد تعددت أدواره وتنوعت كما تنوعت طرق تقديمه لفنه فاخترق كل من المسرح والسينما والتلفزيون، ونجح في الجميع دون استثناء، وإن حظيت السينما بنصيب الأسد في فنه، وفي مجال المسرح قدم هالو شلبي، مدرسة المشاغبين، العيال كبرت، أما في التلفزيون فقدم مسلسل "الأيام" الذي جسد فيه شخصية عميد الأدب العربي د. طه حسين، وهو المسلسل الذي يعد البداية في سلسلة من الأعمال التي قام فيها بتجسيد قصة حياة شخصيات عامة وشهيرة. كما قدم للتلفزيون مسلسل "هو وهي" مع الفنانة الراحلة سعاد حسني، وللإذاعة قدم مسلسل " دموع صاحبة الجلالة"، و"عبد الله النديم". وفي السينما قام أحمد زكي ببطولة عدد ضخم من الأفلام مثل أبناء الصمت، العمر لحظة، بدور، شفيقة ومتولي، أنا لا أكذب ولكني أتجمل، المدمن، الليلة الموعودة، الحب فوق هضبة الهرم، ثم انطلق في فنه فقدم النمر الأسود، البرئ، أربعة في مهمة رسمية، أحلام هند وكاميليا، الباشا، الرجل الثالث، سواق الهانم، البيضة والحجر، الإمبراطور، استاكوزا، كابوريا، هيستريا، البيه البواب، زوجة رجل مهم، امرأة واحدة لا تكفي، شادر السمك، معالي الوزير، الراعي والنساء، البيه البواب، اضحك الصورة تطلع حلوة، الراقصة والطبال، ضد الحكومة، أرض الخوف وغيرها العديد من الأعمال المتميزة. أفلام الواقعية تعامل الفنان الراحل مع أبرز مخرجى السينما المصريين وبالتحديد مخرجي الواقعية الجديدة من أمثال عاطف الطيب في "البريء"، "الهروب"، ومحمد خان في "موعد على العشاء"، "العوامة"، "أيام السادات وداوود عبد السيد في "أرض الخوف"، واختاره يوسف شاهين لفيلم إسكندرية ليه؟. الجوائز حصل أحمد زكى على عدد كبير من الجوائز منها جائزة عن فيلم "طائر علي الطريق" في مهرجان القاهرة، وجائزة عن فيلم "عيون لا تنام" من جمعية الفيلم، وجائزة عن فيلم "امرأة واحدة لا تكفي" من مهرجان الإسكندرية عام 1989، وجائزة عن فيلم "كابوريا" من مهرجان القاهرة السينمائي عام 1990، وفي الاحتفال بمئوية السينما العالمية عام 1996 اختار السينمائيون ستة أفلام قام ببطولتها أو شارك فيها الفنان أحمد زكي، وذلك ضمن قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية وهي زوجة رجل مهم، والبريء، أحلام هند وكاميليا، الحب فوق هضبة الهرم، إسكندرية ليه وأبناء الصمت. الرحيل رحل أحمد زكى في 27 مارس 2005 بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة، وعولج على نفقة الحكومة المصرية في الخارج. وتردد أنه أصيب بالعمى في أواخر أيامه إلا أنه طلب من المحيطين عدم نشر الخبر.