أسفرت حصيلة المواجهات الدامية التي استمرت بين قوات الشرطة والمتظاهرين بالإسكندرية حتى السابعة من صباح اليوم عند ميدان فيكتور عمانويل بمنطقة سموحة عن سقوط قتيلين وعشرات الجرحى بإصابات تباينت بين طلقات رصاص حي وطلقات خرطوش في أجزاء متفرقة من الجسم. وأفادت مصادر طبية أن القتيلين أحدهما طالب بالمرحلة الثانوية وقد استشهد نتيجة إصابته بإختناق جراء إستنشاقه للغاز المنبعث من قنابل الغاز التي ألقتها قوات الأمن بكثافة نحو المتظاهرين- لم يتم التعرف على إسمه- كما لقى مهندس بترول يدعى محمد عبد الحميد (38 سنة) مصرعه نتيجة إصابته بطلق رصاص حي في رأسه. وقال محمد خير الله -الناشط السياسي-وأحد المتظاهرين إن إصابات عديدة لحقت بالمتظاهرين والمارة الذين لا ناقة لهم ولا جمل بالأحداث حيث استمر إطلاق النار بشكل عشوائي حتى السابعة من صباح اليوم قبل أن تهدأ الأمور قليلا من جديد. وأضاف: أصيب نشطاء سياسيون كثيرون منهم: إسلام فارس - بطلق ناري في يده وهيثم الرملي وعبيدة مجدي الذي أصيب في وجهه وغيرهم من اعضاء إئتلاف شباب الثورة بالإسكندرية. وكانت المواجهات قد إستمرت بين المتظاهرين وقوات الشرطة حتى ساعات الصباح الأولى اليوم قبل أن تهدأ الأمور قليلا..إلا أن منطقة سموحة-التي يقع بها مقر مديرية أمن الإسكندرية- قد تحولت إلى ثكنة عسكرية حيث إنتشرت مدرعات وعربات الشرطة في كل شوارعها الرئيسية كما تم غلق جميع الطرق المؤدية إلى مديرية الأمن..وأصبحت منطقة سموحة أيضا نتيجة للمواجهات الدامية التي تجري فيها على مدى اليوم ضاحية منعزلة تماما عن باقي مناطق المدينة وأغلقت جميع المحلات وعدد من البنوك والشركات الكبرى الواقع مركزها هناك. وأكد شهود العيان ونشطاء من الإسكندرية على مواقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" و"تويتر" أن قوات من الجيش والداخلية شنت هجوما شرسا على ميدان فيكتور عمانويل و أمام مديرية الأمن فور انتهاء خطاب المشير الذى ألقاه أمس حيث اشتبكت مع المتظاهرين وقامت بإطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع بشكل عشوائي مما أدى إلى إصابة العشرات خلال تلك المواجهات بحالات اختناق من استنشاق الغاز المسيل للدموع لافتين إلى إصابه الكثيرين بحالات أقرب إلى الشلل المؤقت للدقائق معدودة وتشنجات عصبية مما دفعهم للترجيج بأن ما يتم إطلاقه عليهم هو غاز الأعصاب وليس الغاز المسيل للدموع الذي اعتادوه من قبل فى الأيام الأولى للثورة موضحين أن بعض عبوات الغاز التى وجدت مكتوب عليها (HD) مؤكدين أنه تم التعامل معهم بعنف مفرط باستخدام الرصاص الحى والمطاطى. وذكر شهود العيان أن المستشفى الميدانى الذى تم نقله إلى مسجد عثمان بن عفان يواجه صعوبات بالغة فى إسعاف المصابين لتزايد عددهم بشكل سريع مشيرين إلى أن المستشفى كان يستقبل من حالة إلى ثلاثة كل خمس دقائق تقريبا بالإضافة إلى معاناتها من نقص الإسعافات اللازمة وأطباء أعصاب متخصصين للتعامل مع المصابين مشيرين إلى أن تلك الصعوبات تواجهها المستشفى الميدانى الذى تم إعداده بميدان فيكتور عمانويل موضحين أنه تم نقل بعض الحالات المصابة إلى المستشفى الميري و مستشفى جمال عبد الناصر.