تتخذ وزارة الدولة لشئون البيئة حاليا إجراءات إعلان منطقة "نيزك جبل كامل" كمحميّة طبيعية، وتقع تلك المنطقة على الحدود المصرية السودانية خط عرض 22 وشرق جبل العوينات بحوالي 120كم، وذلك تمهيدا لضمها إلى مواقع التراث الفلكي العالمي في إطار اتفاقية التراث العالمي التابعة لمنطقة اليونسكو. وتنبع أهمية إعلان منطقة "نيزك جبل كامل" كمحميّة طبيعية من ندرة وجودها على سطح الأرض، بالإضافة إلى الحالة النادرة التي تحتفظ بها المقذوقات والحالة البيئية المتميزة للفوهة النيزكية، حيث لا تتوافر البيئات المماثلة إلا على سطح القمر أو المريخ، علاوة على وجود أدلة تاريخية وعلمية وأثرية وجيولوجية وبيئية على وجود قرى "إنسان ما قبل التاريخ" بالمنطقة، كما أن المكونات المعدنية للنيزك من الحديد والنيكل تشكل العناصر الأساسية لمكونات مركز الأرض ومعظم كواكب المجموعة الشمسية، ولذلك فهذا النيزك له أهمية عظمى في دراسة تراكيب باطن الأرض والكواكب. وكان قد تم عقد اجتماع باللجنة الوطنية لليونسكو في 31 أكتوبر الماضي حضره ممثلون عن وزارة البيئة والمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية وهيئة الطاقة الذرية والمتحف الجيولوجى المصرى وممثلون عن جامعتي القاهرة والمنصورة، تم خلاله تقديم عرض تفصيلي للمحتوى النيزكي للموقع وأهميته العلمية والوصف الجيولوجي لموقع فوهة النيزك والعمر التقريبي والأهمية التاريخية والإنسانية وأهمية تحويل منطقة نيزك جبل كامل إلى محمية طبيعية، وذلك في إطار الرحلة الاستكشافية الجيوفيزيقية التي تمت للمنطقة من خلال المشروع البحثي المصري الإيطالي لعام2009، والتي شارك فيها فريق بحث مصري من المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية وكلية العلوم بجامعة القاهرة وهيئة المساحة الجيولوجية، بالإضافة إلى الفريق البحثي الإيطالي من عدد من جامعات ومراكز البحث الإيطالية، وقد استغرقت الرحلة أسبوعين. جدير بالذكر أنه تم نشر الاكتشاف في ورقة بحثية "بمجلة ساينس إكسيبرس" على شبكة الإنترنت، كما تم إنشاء موقع خاص للنيزك على شبكة الإنترنت وتم توثيق جميع المعلومات عن نيزك جبل كامل في موسوعة النيازك العالمية.