قال المستشار حسام الغرياني، رئيس مجلس القضاء الأعلى، إنه سعيد بغضبة القضاة من أجل استقلالهم وإن الله يبارك الغضب، وأنه لا يستحق العيش من لا يغضب من أجل حريته واستقلاله واستقلال وطنه. وأوضح الغرياني خلال رئاسته الجمعية العمومية غير العادية التي يعقدها نادي القضاة بدار القضاء العالي اليوم الجمعة لمناقشة الاعتداءات على القضاة والمحاكم وأعضاء النيابة العامة من قبل المحامين، أنهم جاءوا اليوم لبحث هذه الأزمة ووضعوا جدول أعمال ستتم مناقشته أمام وسائل الإعلام لكنهم سيخرجون من القاعة عند المداولة حول قانون السلطة القضائية وتأجيل بعض مواده أو بقائها وإغلاق المحاكم، واعتذر الغرياني لوسائل الإعلام قائلا: "نحن قضاة ولا يمكن أن نخرج على قواعد المداولة، لأن مداولات القضاة لا يطلع عليها إلا الله". من جانبه استعرض المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة، الأزمة قائلا إن رئيس مجلس القضاء اختار أن يكون اليوم بين القضاة في تاريخي وفارق في تاريخ مصر وفي تاريخ القضاة، مشددا على أن ما ارتكبه المحامون ضد المحاكم وضد القضاة شيء شديد القذارة والانحطاط ونال من عرض وشرف القضاة. وأوضح أن المحامين اعتدوا على المحاكم وقاموا بإغلاقها وبعد ذلك اتخذ القضاة القرار الصحيح بتعليق العمل بالمحاكم لما تعرضوا له من اعتداءات آثمة اضطرتهم لتعليق العمل بالمحاكم وذلك حماية للمتقاضين وعدم دفعهم أتعابا إضافية يلهث وراءها بعض المحامين. وسخر الزند من قول بعض المحامين الذين يدعون أنهم ينادون باستقلال القضاء - حسب وصفه لهم- إنه لو استمر القضاة في الإضراب عن العمل سيتم استبدالهم بالمحكمين، ورد الزند على ذلك قائلا : "تبا لك.. إن القضاة لا يستبدلون، لأنهم خلفاء الله في الأرض لإقامة العدل بين الناس، وهو الذي اصطفاهم، وأنت يا من تطالب باستبدال القضاة بالمحكمين ابحث لك عن عدد كاف من المصاطب لتجلس عليها بدلا من المحاكم". واتهم الزند المحامين بأنهم يقلبون الحقائق ويحولون الحق إلى باطل بينما القضاة هم الذين يسعون إلى الحق ويقيمونه، وأن المحامين يحاولون تصوير الأمر على أن القضاة يمتنعون عن العمل ويعتقدون أن الشعب سيصدقهم ولكن هذا هراء لن يقبله الشعب بعد اليوم، وقال الزند:" لا أجد من ألفاظ القاموس ما يمكن أن يصف مدى تسيد القضاة وشرفهم وكرامتهم وعزة نفسهم، فالقضاة يعشون من حلال ويلبسون من حلال ويأكلون من حلال ويأبون أن يأكلوا أو يتكسبوا من حرام". وشدد على أن القضاة احتكموا للشرعية والتي تتمثل في السلطات الحاكمة للبلاد، ولكن لم يجدوا منها أي حماية للمحاكم ولا للقضاة، ووجه الزند أسئلة للمجلس العسكري منها ": لماذا لم تحم المحاكم وتمنع الطرف المعتدي؟..هل يروققك ما يحدث؟...هل تؤيد الصراع بين الطبقات؟...هل تعتقد أن الصراع فيه خير للبلاد؟...إن الصراع لا يأت سوى بالخراب". وسخر الزند من تعامل مجلس الوزراء مع الأزمة وقال إن شرف صمت 17 يوما على اعتداءات المحامين ضد المحاكم والقضاة وحينما تحدث أصدر بيانا على صفحة الحكومة بالفيسبوك، قال بها إنه يشجب ما صدر من البعض من اعتداءات على المحاكم وكأنه خائف من أن يسمي المحامين بالاسم، والكل يعلم أن المعتدي هم شرذمة تنتمي لمهنة المحاماة التي نقدر قاعدتها العريضة، وقال الزند لشرف:" ليتك التزمت الصمت..لأن صمتك أبلغ من الشجب والإدانة، وأن بيان مجلس الوزراء أعطى شرعية لاعتداءات المحامين حينما قال لهم إنه لن يناقش قانون السلطة القضائية وكأنه يرضخ لأسلوبهم واعتداءاتهم ضد المحاكم". وطالب الزند الغرياني باتخاذ قرارات بإغلاق مراكز المحاماة التي تدعي أنها تعمل لصالح استقلال القضاء، واتهم تلك المراكز بأنها مشبوهة وتسعي لجمع الأموال من الخارج على حساب القضاة، وقال إن من ينادون بتطهير القضاء هم الذين يحتاجون للتطهير ومصر لن تتقدم إلا إن تطهرت منهم، وختم" بأنه إذا كان القضاء في حاجة إلى تطهير، فغيرهم في حاجة إلى تدمير".