يخوض ثوار ليبيا حرب شوارع ضارية مع الكتائب الأمنية الموالية للعقيد معمر القذافي في مدينة بني وليد، التي تقع على بعد 180 كيلو مترا جنوب شرق طرابلس، وهو ما أسفر عن مقتل العشرات من عناصر الكتائب وإصابة آخرين بجروح، وفقا لمصادر تابعة للثوار. وقالت مصادر عسكرية بطرابلس إن المعارك محتدمة في محيط مدينة بني وليد بين قوات الثوار وكتائب القذافي، وأن الثوار تمكنوا من دخول المدينة، ولكن مسافات محدودة، حيث تدور حرب شوارع ضارية مع الفلول المتبقية من كتائب القذافي. وأضافت أن عشرات من عناصر فلول كتائب القذافي قتلت في المعارك، وأصيب آخرون بجروح جراء القتال الشرس، والذي تستخدم فيه جميع أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.. لافتة إلى أن هناك عددًا من القتلى والجرحى في صفوف الثوار. ويسعى الثوار في بني وليد إلى مساعدة الأهالي على مغادرة المدينة، بعد أن تحولوا إلى دروع بشرية بيد كتائب القذافي، في الوقت الذي يواصل فيه الثوار الضغط على ما تبقى من فلول الكتائب لإجبارهم على الاستسلام. وأوضحت مصادر عسكرية أن قوات الثوار سيطرت على استراحة خاصة بالقذافي داخل مدينة بني وليد وتمركزوا فيها، وقاموا بتحويل الاستراحة إلى مركز للعمليات. وقال شهود عيان من داخل مدينة بني وليد إن الثوار وصلوا إلى منطقة السوق داخل المدينة، وأن المدينة كانت محاصرة تماما من قبل كتائب القذافي، كما تم وضع العديد من القناصة فوق أسطح المباني يقومون باصطياد كل شىء يتحرك داخل شوارع المدينة. وقد تم توجيه المواطنين والأهالي في بني وليد إلى طرق وممرات آمنه عبر إذاعة محلية موجهة لهم خصيصا لكي يتفادوا القناصة والقتال المحتدم داخل بعض الشوارع، وقد تم تزويد السكان والأهالي الذين استطاعوا الخروج بالمياه والعصائر والأغذية والوقود. وقد تمكن 10% فقط من سكان مدينة بني وليد من الخروج، أما بقية السكان فآثروا البقاء داخل المدينة مع ابتعادهم عن مناطق الاشتباكات والمعارك الجارية حاليا بين الثوار وفلول كتائب القذافي. وعلى جبهة مدينة سرت الساحلية مسقط رأس القذافي، تتواصل حرب الشوارع داخل المدينة بين الثوار وكتائب القذافي، مع تقدم على الأرض لقوات الثوار من جهة منطقة هراوة والتي تبعد نحو 70 كيلومترا شرق سرت. وعلى صعيد جبهة مناطق الجنوب الليبي، تدور اشتباكات عنيفة بين الثوار وكتائب القذافي في القاعدة الجوية ببراك الشاطي، ويهدف الثوار من هذه المعارك السيطرة على هذه القاعدة الجوية المهمة. وفي غضون ذلك.. بدأ أهالي مدينة شويرف، على الطريق بين طرابلس وسبها والتي حررها الثوار أخيرا، في العودة إليها مرة أخرى رغم انقطاع في الكهرباء والماء بعد أن كانوا محاصرين من قبل كتائب القذافي ومعزولين عن باقي المدن، فيما تتمركز قوات الثوار على مشارف بلده وادي الشاطىء القريبة من سبها.