أصدرت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى نشرة تعد الأولى من نوعها للمزارعين على مستوى الجمهورية ، للتوعية من مخاطر المبيدات الزراعية وأضرارهاالصحية والبيئية على الإنسان والحيوان الأسماك و الطيور و النبات و التربة وأوضحت أن 20 ألف حالة وفاة بشرية تحدث سنويا فى العالم ،وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية ،بسبب التسمم المباشر بالمبيدات . وقالت النشرة إن مصر مرجعيتها فى إستخدام و تسجيل المبيدات المفوضية الأوروبية ووكالة حماية البيئة الأمريكية ووكالة أبحاث السرطان بالأمم المتحدة و هى الجهات العلمية الدولية التى تحدد المعايير الآمنة لاستخدام المبيدات دوليا و تلتزم بها مصر ، مؤكدة أنه لم يتم تسجيل مبيد واحد فى مصر لا يتوافق مع هذه المعايير أو مسبب للسرطان . وأكدت نشرة التوعية التى أصدرتها اللجنة العليا للمبيدات بتكليف من الدكتور صلاح يوسف وزير الزراعة واستصلاح الأراضى أن المكونات النشطة للمبيدات تنتقل من الفاكهة و الخضر و منتجات الألبان وغيرها إلى جسم الإنسان و تظهر بمستويات عالية فى الدم و أنسجة الجسم فى صورة أمراض سرطانية أو تليف الكبد أو نزيف المخ ، حيث تتراكم متبقيات المبيدات فى الخلايا الدهنية للإنسان و تسبب إصابته بالأمراض الخطيرة . وذكرت النشرة فى محاولة لتنبيه مزارعى القطن فى موسم جمعه الحالى إلى خطورة الإسراف فى استخدام المبيدات ، أنه فى عام 1971 تعرضت مصر لحادثه شهيرة تسببت فى نفوق نحو 1500 رأس ماشية لدى المزارعين بمنطقة قطور بالغربية ، فيما عرف بالكارثة الجماعية وذلك فى أعقاب عمليات رش جوى لأحد المبيدات شديدة السمية لمكافحة ديدان ورق القطن ، حيث أصاب المبيد الحشائش و المجارى المائية التى تتغذى عليها الحيوانات وفتك بها ،كما أصيبت أعداد أخرى من الحيوانات و الطيور بأمراض خطيرة و امتد التسمم إلى المزارعين أنفسهم . وكشفت أن زيادة نسبة المبيدات تدمر النبات ذاته و تتسبب فى إسقاط أوراقه و ميلاد سلالات جديدة من الحشرات و الآفات ذات مناعة و مقاومة عالية ، وفى المقابل تقضى على الحشرات النافعة التى تلتهم الآفات الضارة مما يؤثر على التنوع اليولوجى بالبيئة الزراعية ، مستشهدة بحادثة شهيرة عام 1997 عندما إضطرت الحكومة إلى إعدام كميات هائلة من البطاطس بعد المبالغة فى التعامل معها بالمبيدات ، حيث انبعثت منها روائح المبيدات الكريهة عند طرحها فى الأسواق .