كانت كلٌّ من النيجر وجمهورية أفريقيا الوسطى مغمورتين على الساحة الكروية الأفريقية والعالمية، إلى أن تمكنتا من التغلب على مصر والجزائر على التوالي في حدثين كان لهما وقع الصاعقة على المتابعين لشؤون الكرة في القارة السمراء. وإن لم يكن هذان الإنتصاران المشرفان كافيين لشد انتباه المراقبين، فإن القفزة الصاروخية في تصنيف FIFA/Coca-Cola ستكون كفيلة بأن تتجه الأنظار نحو هذين المنتخبين الصاعدين بقوة في عالم المستديرة الساحرة. كانت التصفيات التمهيدية المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 2012 حافلة بالمفاجآت، حيث اعتبر الجميع أن النيجر وجمهورية أفريقيا الوسطى يذهبان في طموحاتهما بعيداً بمجرّد التجرؤ على تحدي المنتخب المصري عملاق القارة ونظيره الجزائري ممثل أفريقيا في كأس العالم 2010 لكن في أعقاب هذين الإنتصارين المظفرين، حقق المنتخبان المغموران تقدماً كبيراً في نسخة أكتوبر من تصنيف الفيفا العالمي، حيث قفزت جمهورية أفريقيا الوسطى 60 مركزاً بالتمام والكمال لتحتل المرتبة الثانية عشرة بعد المئة، وهي الأفضل في تاريخ البلاد. الأمر المثير هو أن هذا المنتخب كان متقهقراً منذ شهرين فقط في ذيل الترتيب العالمي في المركز 202. وبهذا، لن تكون جمهورية أفريقيا الوسطى بعد الآن بمثابة مفاجأة كروية وهي المصنفة في المركز 28 على قائمة المنتخبات الأفريقية، بما أنه سبق وأن فازت أيضاً بكأس "المنظمة الإقتصادية لدول وسط أفريقيا" عام 2009، وهي بطولة تتنافس فيها دول وسط أفريقيا. وفي الدور نصف النهائي من تلك النسخة، تغلبت جمهورية أفريقيا الوسطى على الجابون التي احتلت منذ مدة ليست بالبعيدة مكانة رفيعة ومصداقية في عالم كرة القدم الأفريقية. وتحتل جمهورية أفريقيا الوسطى حالياً المركز الأول في ترتيب المجموعة الرابعة ضمن التصفيات القارية المؤهلة للنسخة المقبلة من كأس الأمم الأفريقية CAF بعد أن حصدت أربع نقاط من مباراتين حتى الآن، فقد اقتنصت أول الأمر نقطة ثمينة من تعادل مشرف مع أسود الأطلس على أرضهم وأمام جماهيرهم الشهر الماضي. ويحتل المغاربة المركز الثاني بأربع نقاط أيضاً بعد أن سجلوا عدداً أقل من الأهداف. تألق النيجر النيجر أيضاً كان لها نصيبها من الأفراح، حيث لم يسبق أن تأهلت إلى نهائيات البطولة القارية أو كأس العالم FIFA، لكنه لطالما كان يُنظر إليها على أنها خصمٌ يجب الحذر منه رغم أدائها المتواضع على المستطيل الأخضر الذي لم يسمح لها بالخروج بنتائج جيدة. وبعد الفوز التاريخي على الفراعنة، احتلت النيجر المركز 100 على قائمة التصنيف العالمي متقدمة 54 مركزاً مقارنة بالشهر السابق. ويعود تاريخ أفضل ترتيب للنيجر إلى أكثر من عقد من الزمن، عندما احتلت عام 1994 المركز الثامن والستين بعد أن أطاحت بمنتخب كوت ديفوار خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم FIFA 1994. من جانبه قال مدرب النيجر : "تزيد ثقتنا بأنفسنا. أعتقد أن اللاعبين بدأوا يؤمنون بقدراتهم بعد أدائنا أمام مصر. ونحن اليوم لا نخشى أي فريق. أعتقد أننا نمرّ بفترة جيدة ونتوقع أن يتم تخصيص المزيد من الموارد للمنتخب وأن نجري المزيد من التحضيرات للذهاب بالفريق بعيداً قدر الإمكان." وقبل الإنتصار التاريخي على المصريين، خيب المنتخب النيجري آمال مشجعيه في المشوار نحو جنوب أفريقيا 2010؛ حيث فاز في واحدة فقط من ست مباريات خاضها في الجولة الثانية من التصفيات القارية. وكان ذلك الإنتصار اليتيم على المنتخب الأوغندي الذي كان يُحسن أدائه، ولهذا فإنه لم يكن يُنتظر من النيجر الكثير في التصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الأفريقية CAF 2012. لكن صعود نجم المهاجم موسى مازو الذي يحترف في فرنسا والذي سجل هدف الفوز في الشباك المصرية، أنعش الآمال بأن هذه الدولة غير المطلة على أي بحر أو محيط ستستمر في اعتلاء سلم المجد الكروي.