وسط ترقب شديد تبدأ في القاهرة غدا الأحد وبرعاية مصرية جلسة محادثات بين ممثلين من حركتى فتح وحماس لاستكمال الحوار حول المصالحة الفلسطينية والسعى نحو إنهاء الخلاف حول الملفات التى شهدت تعثرًا وأبرزها التوافق حول اسم رئيس الحكومة الفلسطينية المقبلة. هناك شريحة كبيرة من الشارع الفلسطينى غير متفائلة بنتائج هذا اللقاء، بل إن بعضهم لا يبالي بانعقاده لأنه على حد قول شاب فلسطيني من "ائتلاف شباب 15 آذار" (مارس) فى رده على سؤال حول توقعاته لنتائج اللقاء، قال صراحة "مللنا هذا الأمر" فمنذ سنوات وتعقد لقاءات فى القاهرة واخر فى دمشق ثم فى مكة ثم القاهرة ولا نتيجة على أرض الواقع. وتابع الحال الفلسطينى معطل بالفعل نتيجة لهذا الانقسام الذى استفادت منه إسرائيل أولا رغم أن كل فصيل يقول إنه حريص على وحدة الشعب الفلسطينى. وأضاف أن الأمر يحتاج إلى جدية حقيقية من الطرفين لإتمام المصالحة وليس بالتراشقات والبيانات الصحفية بينهما، ويجب تجاوز الخلاف بينهما على اسم رئيس الوزراء فنحن كشعب فلسطينى لا يعنينا تمسك حركة فتح بسلام فياض أو اختيار حماس لمازن سنقرط، لكن ما يهمنا هو التوحد الفلسطينى ومن يخدم القضية بشكل وطني. حركتا فتح وحماس استبقتا لقاء القاهرة غدا بتصريحات تبعث على التفاؤل على حد وصف خبراء فلسطينيون، إلا أن كل منهما ألقى مسئولية إنجاحه على الفصيل الآخر فيما أكد استعداده لإتمام المصالحة، فقد أكدت "فتح " تمسكها بالمصالحة واعتبرتها مصلحة وطنية عليا تفوق كل المصالح الحزبية والإقليمية والشخصية. قال أحمد عساف، المتحدث باسم فتح معلقا على اللقاء لقد بذلنا كل الجهود الصادقة لإنجاح المصالحة ولإخراج شعبنا من هذا الانقسام الذى وصفه ب"البغيض" والحق أفدح الأضرار بالقضية الفلسطينية وبمصالح لشعب . أكد عساف حرص حركة فتح على إنجاح اللقاء مع حركة حماس لحل جميع العقبات التي تحول دون تنفيذ اتفاقية المصالحة فيما أعرب عن أمله في توفر الإرادة الحقيقية والنوايا الصادقة لدى حركة حماس. منبها إلى إننا في هذه اللحظات المصيرية من تاريخ قضيتنا، فإننا أحوج ما نكون فيه إلى تجسيد وحدتنا. فى الاتجاه نفسه سارت حركة حماس التى تسيطر على قطاع غزة مؤكدة أن نجاح لقاء القاهرة مع حركة "فتح" يتطلب جدية ومسئولية كبيرة من حركة "فتح" وطالبت حماس حركة فتح بتحديد موقفها الأساسي والحقيقي من المصالحة الفلسطينية. قال الدكتور خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" ورئيس كتلتها البرلمانية، إن نجاح هذه المصالحة يتطلب جدية ومسؤولية من كل الأطراف وخاصة من حركة "فتح" مضيفا أن المصالحة خدمة كاملة للقضية الفلسطينية، وتشكيل الحكومة عنوان مهم لإنهاء الانقسام. وأكد أن البعد الداخلي والوحدة الفلسطينية والمصالحة الفلسطينية يجب أن يكون مقدما على كل شيء. ورجح كايد الغول، عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ألا يسفر اللقاء بين فتح وحماس عن شىء ملموس على أرض الواقع فى ضوء تمسك فتح بتشكيل الحكومة وتعيين سلام فياض رئيسا لها أولا، مضيفا أن فتح تعتبر تشكيل الحكومة هى الخطوة الأولى للمصالحة وهو ماترفضه حماس التى تعطى الأولوية لقضية المعتقلين وملف جوازت السفر لسكان غزة وهو من الصعب أن تسلم به فتح. وتتهم حركة حماس السلطة الفلسطينية في الضفة العربية بأنها تمنح جوازات السفر للمنتمين إلى حركة فتح فقط، وتشير إلى أن قطاع غزة يحتاج ل 100 ملف جواز سفر فورا لحل الأزمة القائمة لدى السكان. ورأى الغول أنه من الخطأ حصر ملف المصالحة الفلسطينية فى فصيلين فقط هما فتح وحماس وكشف أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عرضت على مسئوليين فى القاهرة دعوة اللجنة العليا للفصائل الفلسطينية، التي تضم ثلاثة عشر فصيلا للاجتماع فى القاهرة للخروج من حالة المراوحة التى يمر بها ملف المصالحة الفلسطينية حاليا.