طالب تقرير حديث للاتحاد المصري للتأمين القطاع بما يضم من شركات بالاستفادة من بدائل أسواق رأس المال لتطوير الصناعة ، مؤكداً أنه يجب على شركات التأمين العاملة في السوق المصري محاولة الاستفادة من البدائل التي تقدمها أسواق رأس المال بما يساعد في تطوير صناعة التأمين فى مصر ، لافتا إلى إن هناك علاقة متبادلة بين أسواق رأس المال وصناعة التأمين منذ فترة طويلة. فصناعة التأمين تقوم بتقديم الحماية للأفراد والشركات بينما توفر أسواق رأس المال لصناعة التأمين العديد من البدائل التى تساعد هذه الصناعة فى تحقيق المزيد من الأرباح. وأوضح التقرير أن الاتحاد المصرى للتأمين من خلال لجانه الفنية يسعى إلى مواكبة الاتجاهات الحديثة والاطلاع على كل جديد يطرأ على أسواق التأمين العالمية وتقديمها إلى سوق التأمين المصري. ومن ثم تقوم اللجنة العامة لإعادة التأمين بالاتحاد حالياً بدراسة نقل المخاطر البديلة ودورهه كأدة جديدة لشركات التأمين فى إدارة المخاطر وسيقوم الاتحاد بعقد ندوة بخصوص هذا الموضوع بعد انتهاء اللجنة الفنية لإعادة التأمين من دراسته. وأكد التقرير أنه على خلفية الأحداث التى وقعت مؤخراً فى مناطق من قارتى أمريكاالشمالية والجنوبية من كوارث طبيعية متمثلة فى إعصارى هارفى وإرما اللذان ضربا العديد من الولايات وبالأخص ولاية تكساس وولاية فلوريدا جزر الكاريبى ودولة كوبا وتسببا فى دمار هائل أُعلن على أثره العديد من هذه المناطق "مناطق كوارث". فقد ظهرت التساؤلات عن مدى تأثر أسواق إعادة التأمين بهذه الأحداث وهل من المتوقع حدوث تغيرات فى سوق التأمين وإعادة التأمين العالمية فيما يتعلق بالسعة الاكتتابيه والشروط والأسعار الخاصة بإتفاقيات إعادة التأمين. وقد أوضح أحد التقارير الصادرة عن A.M. Bestأن الأرباح التي دخلت فى حساب الربع الثالث لشركات إعادة التأمين قد انخفضت نوعاً ما بسبب التحديات المستمرة في السوق كما أن الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية كان لها أثراً سلبياً على أرباح الاكتتاب في عام 2017، على الرغم من أن سوق إعادة التأمين قد أثبت قدرته على الصمود واستيعاب هذه الأحداث وهو ما أظهرته الميزانيات التى تم تقديمها في تجديدات 1 يناير 2018. كما أشار التقرير أيضاً إلى أن تلك الأزمة تعد إختباراً حقيقاً لمدى جدوى وفاعلية ما يسمى برأس المال البديل Alternative Capitalوهو أحد الاتجاهات الجديدة التى ظهرت فى أسواق إعادة التأمين العالمية والذى يعرف أيضاً بإسم طرق نقل المخاطر البديلة Alternative Risk Transfer. يمكن تعريف نقل المخاطر البديلة بأنه طريقة مالية لإدارةالأخطار(financial Risk Management) و الذي يتم من خلالها ايجاد نوع من التكامل بين أسواق التأمين و إعادة التأمين من ناحية، والأسواق المالية المتمثلة في البنوك و أسواق رؤوس الأموال من ناحية أخري, أو بصورة أبسط هو نقل الأخطارالتأمينية إلي الأسواق المالية.. فهناك علاقة تبادلية بين أسواق التأمين و إعادة التأمين من ناحية والأسواق المالية من ناحية أخري, فكما تقوم البنوك ومؤسسات الإقراض بتحويل مخاطر الائتمان من خطر مالي إلي خطر تأميني ( وثائق ضمان السداد) فإن شركات التأمين تقوم بتحويل المخاطر التأمينية إلي أخطار مالية والتى من أشهرها سندات الأخطار الطبيعية. ويتسم نقل المخاطر البديلة أنه ليس حكراً علي إعادة التأمين فقط بل قد يلجأ إليه العملاء كبديل لشركات التأمين ، فضلا عن العلاقة بين نقل المخاطر البديلة وأسواق التأمين و إعادة التأمين ليست علاقة تنافسية بقدر ما هي علاقة تكاملية. وسيقوم هذا الاتجاه الجديد فى أسواق التأمين بمساعدة شركات التأمين في توزيع المخاطر الخاصة بها بشكل أفضل من خلال أسواق رأس المال بدلاً من الاعتماد على وسائل إعادة التأمين التقليدية أو احتياطيات رأس المال. إن نقل المخاطر البديلة يسمح بكفاءة استخدام رأس المال ويساهم فى زيادة السيولة النقدية مما يؤدى إلى إنخفاض تكلفة إعادة التأمين، ومن ثم فإن هذا سيعود بالفائدة على الأفراد والمؤسسات التي تسعى إلى الحصول على حماية تأمينية. كما أن ذلك يعود بالفائدة أيضاً على المساهمين في سوق رأس المال من خلال توفير مجموعة متنوعة من المخاطر التأمينية والعائدات الناتجة عنها بدلاً من الاعتماد على نفس العوامل التي تؤثر على الأسواق المالية التقليدية.