في عام 1973 عندما اخترع الأمريكي مارتن كوبر الهاتف المحمول، عانى من كم هائل من الانتقادات لما صرفه من أموال طائلة للتوصل إلى هذا الاختراع، أما الآن فقد بات الهاتف المحمول هو الاختراع الأكثر استهلاكا والأسرع تطوراً بين كل الاختراعات التى حظيت بها البشرية. أجيال متتابعة من تقنيات التكنولوجيا اللاسلكية في دراسة صادرة عن المجلة الدولية للأجيال القادمة من الشبكات "IJNGN"، أوضحت فيها الأجيال المختلفة من الشبكات اللاسلكية وتطورها حيث ذكرت أن الجيل الأول 1G من الأنظمة الخلوية بدأ عام 1980 باستخدام تقنية تضمين تردد البث الإذاعي بحيث أتاحت إجراء الاتصال باستخدام الهاتف أثناء التنقل. واستمر الوضع حتى عام 1991 بالانتقال إلى شبكة الجيل الثاني 2G، أو ما يسمى ب “ GPRS “ اختصاراً ل “ General packet radio service “ حيث توفر خدمة البريد الصوتي مع توافر الانترنت بسرعة بطيئة كانت مناسبة لأداء وظائف البريد الالكتروني فقط، وليس لتصفح المواقع على الانترنت أو تحميل مقاطع الفيديو، حيث عملت تقنيات الجيل الثاني باستخدام النظام الرقمي "Digital system" بدلاً من النظام التماثلي Analog في نقل البيانات، ووصلت إلى 906 كيلو بايت في الثانية وتطورت بعد ذلك في عام 1995 تقنيات مكنت المستخدمين من إرسال رسائل نصية SMS عبر شبكات الموبايل عبر تحويل البيانات إلى إشارات رقمية. تسارعت وتيرة التطور، ففي أقل من 10 سنوات أطلقت شبكة الجيل الثالث 3G فى عام 1998، باستخدام تقنيات قدمت إمكانية إرسال واستقبال اتصالات الوسائل المتعددة، الصوت والصورة والنص. وعمل على تطوير الملفات مع سرعة تحميل للانترنت لمشاهدة وتحميل مقاطع الفيديو من خلال تكنولوجيا النطاق العريض أو ما يعرف ب “ Broadband “ حيث يتيح سرعة تحميل على الانترنت تصل إلى 7.2 ميجابايت في الثانية. انطلق الجيل الرابع 4G في عام 2008 الذى أحدث ثورة في عالم التطبيقات الذكية لتحميل البيانات ركزت التقنيات التي تنطوي تحت تصنيف الجيل الرابع على سرعة البيانات من خلال خدمة “ التطورالطويل الأمد “Long Term Evolution” المعروفة اختصارا ب LTE وهي واحدة من تقنيات الجيل الرابع التى عملت على تقديم بيانات أسرع ب 8 مرات مقارنة مع تقنيات الجيل الثالث. وفقا لموقع شركة Phone Arena الهندي للتكنولوجيا، فإن عدد البيانات المتداولة يصل إلى 366.8 إكسا بايت، وهو الحجم الذى يكفى لنشر 81 تريليون صورة على إنستجرام، أو 7 تريليون فيديو على يوتيوب، أى عشرة أضعاف كمية البيانات التى تم استهلاكها فى عام 2015. حاليا يمكن لأقصى سرعة لتقنيات شبكات الجيل الرابع وهي LTE-A البالغة 225 ميجابت في الثانية تنزيل فيلم عالي الدقة يبلغ حجمه 800 ميجابايت في غضون 28.4 ثانية. ولكن عند تنزيل نفس الفيلم بسرعة 50 جيجابت في الثانية، وهي السرعة القصوى لشبكات الجيل الخامس سيستغرق الأمر أقل من ثانية واحدة، وهو ما سيقدم سرعة لنقل البيانات تفوق الجيل الرابع إضافة إلى أن الاتصال المرئي عن طريق الهاتف المحمول سوف يكون بالتقنية عالية الجودة HD، فما هى 5G، وما هو المنتظر منها؟ - 5G أسرع 40 مرة من 4G تقنية 5G سوف تعمل على توفير إنترنت أسرع ب 40 مرة من إنترنت الجيل الرابع، وهذه السرعة تكفي لتحميل مقاطع فيديو بنتقنية ثلاثية الأبعاد في 6 ثواني مقارنة بتقنيات الجيل الرابع التى تقوم بتحميل الفيديوهات في 6 دقائق تبعاً لتقرير للإيكونوميست، ووفقاً لشركة “نوكيا” فإن الجيل الخامس سيصل بسرعات الإنترنت إلى 100 ميجا بايت في الثانية في أوقات الذروة. تفتح شبكات الجيل الخامس 5G الكثير من المجالات التقنية أمام الهواتف الذكية، أولها هو وصول محتوى يعمل بدقة ال 4K ذو الحجم الضخم إلى الهواتف الذكية، أو حتى تقنية الهولوجرام Hologram لاستعراض النماذج الضوئية ثلاثية الأبعاد عبر شبكات الهاتف المحمول ، وتستطيع إمكانيات شبكات الجيل الخامس التحكم فى مليون جهاز يعمل ب “ انترنت الأشياء” بمحيط 1 كيلو متر كامل، مما يوفر التحكم السهل والسريع فى أجهزة المنزل الذكية. بل ستعمل شبكة الجيل الخامس على الربط لتشغيل ما هو أبعد من الهواتف الذكية، إذ سيتم تطويرها لربط الساعات الذكية، وأشرطة اللياقة البدنية، والأجهزة المنزلية الذكية. تصل سرعة الإنترنت على شبكات الجيل الخامس 5G إلى 20 جيجا بايت فى الثانية الواحدة، والتى تستطيع توفير سرعات لنقل البيانات تصل ل 1 جيجا بايت فى الثانية الواحدة. وإن ستختلف السرعة الفعلية للإنترنت فى شبكات الجيل الخامس تبعا لاستقبالها من قبل المستخدمين لتصل وتتراوح ما بين 100 إلى 1000 ميجا بايت فى الثانية الواحدة، وذلك بسبب العديد من العوامل، ولكن حتى مع هذا الإختلاف الكبير تظل هذه السرعات أكبر بأضعاف المرات عن السرعة المستخدمة فى الوقت الحالى مع شبكات الجيل الرابع 4G. انطلقت شركات الاتصالات الأمريكية الأربعة بالتعاون مع مصنعي شرائح الخطوط الهاتفية وشركات تصنيع الأجزاء للعمل على إدخال تكنولوجيا 5G بالهواتف الذكية، بحيث تكون هذه التقنية من شبكات التكنولوجيا اللاسلكية أسرع وأذكى وأقل استهلاكاً للطاقة مقارنة بالجيل الرابع 4G، وهو ما سيوفر مساحات كبيرة من الأدوات التكنولوجية اللاسلكية، وستعمل الهواتف الذكية بشكل أسرع، وسيعمل على تطوير خدمات المنازل الذكية، وسوف تتعامل مع تقنيات السيارات الذكية. وأشارت الإيكونوميست الى ما أعلنته شركة الاتصالات الأمريكية ATaT عن بدء تطوير الجيل الخامس، وأضاف أن تقنيات الجيل الخامس تحتاج إلى شبكات تركز على تعزيز التغطية وسرعة نقل البيانات لتكون جاهزة لزيادة 1000 مرة في حجم البيانات في النصف الأول من عام 2020، وفي الوقت الحالي تعمل الحكومة في كوريا الجنوبية على استثمار 1.5 مليار دولار لإجراء تحديثات بما يمكنها من تجربة شبكات الجيل الخامس في عام 2017. 30 - عاما ًمن اختراع الهاتف المحمول تجاوز عدد الهواتف المحمولة في العالم عدد الهواتف الثابتة في عام 2004، ومع بداية عام 2015 بلغ عدد الاشتراكات في خطوط الهاتف المحمول أكثر من 7.1 مليار اشتراك أي ما يساوى عدد سكان الأرض، وبحلول عام 2020 سيتجاوز عدد مستخدمى ومالكى الهواتف الذكية أعداد مستخدمى الكهرباء والماء، وهو ما أشار إليه التقرير السنوي لشركة “ سيسكو “ حيث وصل عدد مستخدمى الهواتف الذكية إلى 5.4 مليار خلال 4 سنوات، مقارنة مع 5.3 مليار ممن يستمتعون بخدمات الكهرباء. - عمالقة الصناعة مع بدايات الصناعة للهواتف النقالة كانت الشركات موتورولا وأريكسون ونوكيا هى الأكثر إنتاجاً ومبيعاً، ففي عام 2005 كانت الحصة السوقية لنوكيا تبلغ 33٪ وموتورولا 18٪، وحتى العام الماضي تراجعت تلك الشركات لصالح كل من سامسونج وآبل، حيث امتلكت سامسونج 21٪ من مبيعات السوق، وحصلت آبل على 14٪ من الحصة السوقية. وحقق سوق الهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم معدل نمو سنوي 13٪ عام 2015 وفقاً للبيانات الصادرة عن شركة البيانات الدولية "IDC"، وبلغ حجم السوق في العام الماضي أكثر من 3 تريلونات دولار أي ما يعادل 3.8٪ من الناتج الاقتصادي العالمي. ووفقاً ل IDC سوف تعمل تقنيات الجيل الخامس5G على توفير الحد الأدنى من سرعة 10 جيجابت في الثانية للأجهزة المتصلة، والتي سوف تساعد في الفيديو كونفرانس، والبث المتعدد من وسائل الإعلام، والتطبيقات التفاعلية وأكثر من ذلك. وأن تكون فعالة من حيث استخدام الطاقة للحد من ما يصل الى 90٪ من الطاقة المطلوبة حاليا كما أنه يقلل من النفقات التشغيلية. ويعمل أيضا على زيادة عمر البطارية.