* تأثيرات محدودة على الاقتصاد العالمي توقع محللون ان تتكبد قطر خسائر اقتصادية بمليارات الدولارات بعد قطع دول علاقاتها الدبلوماسية معها. وقد ابدت 388 شركة سعودية على الاقل حتي الان عزمها سحب استثماراتها التي تقدر بمليارات الدولارات من قطر وفقا لدراسة اعدها "سيتي بنك"،فان ارتفاع اسعار الغذاء والتضخم تصدرا النتائج المتوقعة، فاكثر من 80% من امدادات الاغذية لقطر مستوردة وبخاصة من المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة واستيراد تلك المنتجات عبر طرق اخرى بحرية وجوية سيرفع اسعار المنتجات الغذائية. وترقبت الدراسة انخفاض النمو الاقتصادي في قطر، لان النمو يعتمد على قطاع المقاولات بدرجة كبيرة، كما ان اغلاق الطرق البرية سيمنع الواردات اللازمة لنمو قطاع المقاولات. هذ بالاضافة الي زيادة المخاطر المحتملة للعجز عن سداد الائتمان بسبب الازمة ، في الوقت الذي تراجع فيه مؤشر البورصة القطرية بواقع 7 % على نحو يعكس قلق المستثمرين في المنطقة. اما فيما يتعلق بتاثير المقاطعة على الميزان التجاري القطري ، يبين ان صادرات قطر الى شركائها في مجلس التعاون الخليجي الذي يضم 6 دول بقيادة السعودية بلغت خلال الربع الاول من العام الحالي 8ر291 مليون دولار، بحسب الارقام الرسمية، في حين بلغ اجمالي صادرات قطر خلال الربع الاول من العام الحالي 700 مليون دولار غير الغاز الطبيعي. وتبلغ واردات قطر من دول مجلس التعاون الخليجي الاخرى خلال الفترة نفسها اكثر من مليار دولار استحوذت السعودية والامارات على 70% منها. ورغم صعود خام برنت، خام القياس العالمي، يوم الاثنين بنسبة 1.1 % ليصل الى 50.48 دولار للبرميل عقب خطوة قطع العلاقات ، الا ان خبراء الطاقة اكدوا ان الامر لن يؤثر على تجارة النفط والغاز الطبيعي العالمية تاثيرا كبيرا نظرا لكون اسواق النفط والغاز الطبيعي في العالم مازالت تعد اسواقا للمشترين. فالعرض اكبر من الطلب في اسواق الغاز الطبيعي العالمية، علاوة على ان الغاز الطبيعي المسال الذي يشكل غالبية صادرات الطاقة القطرية يعتمد على مسارات الملاحة البحرية التي مازالت مفتوحة، وذلك يعني ان تاثير اغلاق ثلاث دول خليجية الاجواء امام صادرات الغاز الطبيعي القطرية سيكون محدودا من ناحية اخري، اشارت دراسة "سيتي بنك" الى وجود مخاطر في امكانية اقامة كاس العالم ، ولفتت الى خسائر على المدى البعيد للخطوط القطرية، منها زيادة تكلفة النقل عليها نتيجة قلة الطرق المتاحة لها جويا،واستخدامها اجواء دول اخرى، مشيرة الى ان هذه الخسائر وزيادة تكلفة النقل ستدفع الحكومة القطرية للتدخل للحد من آثارها، ما سيرفع من الدين العام القطري. المقاطعة سترفع من تكلفة الدين وستضاعف تكلفة تمويل وسداد الالتزامات المالية لقطر، الى جانب تاثيراتها السلبية في حجم السيولة في البنوك القطرية التي تاثرت بانخفاض اسعار النفط والظروف الاقتصادية الحالية. بالرغم ان الوقت ما زال مبكرا لتحديد السلبيات الكاملة لقطع العلاقات، الا ان هذه بعض الاثار المرتقبة، اذ تعمل السوق حاليا على اعادة تقييم الوضع الاقتصادي وتداعيات الخسائر الاقتصادية على احتياطي الصندوق السيادي لقطر، وتاثيرات تدخل الدولة لتغطية نقص الصندوق السيادي. علي الصعيد الامريكي ،استفادت سندات الخزانة الامريكية من المخاوف الناجمة عن تزايد التوترات في منطقة الشرق الاوسط، على خلفية قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر. وسجلت سندات الخزانة الامريكية ارتفاعا ملموسا الاسبوع الماضي ونتيجة لذلك تراجع سعر العائد على سندات الخزانة ذات العشر سنوات بمقدار 5ر3 نقطة اساس الى 147ر2%. يذكر ان سعر العائد يتحرك عكس سعر السند. وسجلت اسعار التعاقدات الاجلة للذهب ارتفاع جديد لتصل الى اعلى مستوى لها منذ نوفمبر الماضي، وذلك نتيجة تزايد جاذبية المعدن الاصفر للمستثمرين كملاذ امن قبل الانتخابات العامة المبكرة المقررة في بريطانيا في وقت لاحق من الشهر الحالي والتوترات الجيوسياسية في العالم. وقد ارتفع سعر المعدن الاصفر بمقدار 80ر14 دولار اي بنسبة 2ر1% الى 50ر1297 دولار للاوقية تسليم اغسطس المقبل، ليواصل السعر ارتفاعاته التي سجلها من قبل. كانت المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والبحرين ومصر قررت الاسبوع الماضي قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع قطر وغلق المنافذ البرية والبحرية والجوية معها، لاتهامها بدعم جماعات ارهابية في سوريا واليمن.