كسرت زيارة الرئيس الروسى فيلاديمير بوتين للقاهرة كل القواعد وقيود البروتوكول. أكد ذلك المعلومات التى حصل عليها »الاقتصادى« بأن تعديلات كبيرة جرت على برنامج الزيارة فى اللحظات الأخيرة.. وحتى قبل وصوله بلحظات. كما تشير المعلومات الى أن بعض الاتفاقيات تم اعدادها بعد وصول الرئيس الروسى للقاهرة، وأثناء وجوده حتى إنه والوفد المرافق له لم يحضر بحوزته أى ملفات بشأن هذه المشروعات وجرى التداول حولها بين وفدى البلدين مساء اليوم الأول للزيارة، مما يعنى عدم التقيد بأى نواح أو اعتبارات بروتوكولية. وتعكس محصلة زيارة الرئيس الروسى «بوتين» للقاهرة خاصة على الصعيد الاقتصادى تقدما كبيرا بعد الخطوة الضخمة بالتوقيع على اتفاقية تزويد مصر بمفاعلات نووية بمنطقة الضبعة، وكذا التوقيع على اتفاقية فى مجالى الطاقة والاستثمار بجانب الاتفاق على زيادة أعداد السياح الروس الى مصر. وتضمنت الاتفاقيات التى تم التوقيع عليها فى ختام الزيارة التاريخية ومذكرة تفاهم بين وزارة الاستثمار المصرية والتنمية الاقتصادية الروسية لتشجيع وجذب الاستثمارات الروسية ومذكرة تفاهم أخرى مماثلة بين وزارة الاستثمار المصرية وصندوق الاستثمار المباشر الروسى لتعزيز التعاون الاستثمارى بين البلدين، وتذليل أى صعوبات قائمة. يؤكد مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية السفير حاتم سيف النصر أن الزيارة فى حد ذاتها اكتسبت مميزات كثيرة حيث إنها كانت محددة الأهداف والمحاور، وعكست وجود ارادة سياسية لدى الرئيسين على الدفع بهذه العلاقات وكل أشكال التعاون بما يحقق المصالحة المشتركة، وألا تقتصر على تنشيط المشروعات القديمة وتحديثها رغم أهمية هذا الأمر بالنسبة الى مصر. يشير السفير حاتم سيف النصر أيضا الى تأمين احتياجات مصر من الغاز ومن ثم التخفيف من وطأة هذه الأزمة التى تأثرت بها مصر خلال الفترة الأخيرة، و تأمين احتياجاتها من القمح بالموافقة على زيادة الحصة التصديرية اليها من القمح الروسى كما وضعت الزيارة الأساس للمفاعل النووى الذى من المقرر انشاؤه فى منطقة الضبعة . يشير مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية الى أن محصلة الزيارة تصب فى مصلحة الاقتصاد المصرى من حيث فتح آفاق واسعة أمام تدفق الاستثمارات الروسية، بجانب زيادة حجم التبادل التجارى وتوسيع المجال أمام دخول الصادرات المصرية للأسواق الروسية. ويؤكد أن المهم هو استغلال المستثمرين ورجال الأعمال المصريين للفرص المتاحة فى التعامل مع السوق الروسى دون النظر الى ميزان التبادل التجارى الذى يشهد اختلالا مع الكثير من الدول وليس روسيا وحدها. ويلفت الى أن التوجه شرقا تجاه موسكو يعكس جدية صانع القرار المصرى نحو تنويع العلاقات والاستفادة من المميزات والخبرات التى تتوافر لدى كل دولة بما يحقق مصلحة الاقتصاد المصرى، ومن ثم اقامة علاقات متوازنة مع سائر الدول لا تميل لطرف على حساب طرف آخر. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد أشار إلى انه اتفق خلال لقائه ومباحثات مع بوتين على تيسير جهود إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الجمركى الأوراسى لتسهيل التجارة بين مصر ودول الاتحاد. و الاتفاق أيضا على تعزيز التعاون فى مجال الطاقة بمختلف أنواعها بما فيها الاستخدامات السلمية للطاقة النووية والاستفادة من الخبرة الروسية فى هذا المجال الذى توليه مصر اهتماماً خاصاً فى إطار خطتها للتنمية وتوفير احتياجاتها من الطاقة . وأشار السيسى أنه استعرض مع بوتين تحضيرات مصر الجارية للمؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ وتطلعها لوجود مشاركة روسية فاعلة فيه وهو ما أكده الرئيس بوتين كما تم الاتفاق أيضا على دفع العلاقات الاستثمارية بين البلدين والبدء فى إقامة منطقة صناعية روسية فى شمال عتاقة على محور قناة السويس، كما تم الاتفاق على تعزيز علاقات التعاون فى مجال السياحة حيث أكد بوتين تشجيع السائحين الروس على زيارة مصر . من جانبه اكد بوتين إن التعاون الاقتصادى بين البلدين كان على رأس المباحثات مشيرا الى أن التبادل التجارى فى السنة الماضية بين البلدين زاد بنسبة 80 ٪ ومن العوامل الرئيسية لهذه للزيادة هو التعاون فى مجال المنتجات الزراعية كما زاد تصدير القمح الروسى الى مصر وزاد تصدير المنتجات المصرية الى روسيا، وأشار الى أن التعاون فى مجال الطاقة يتطور بمعدلات طيبة فهناك أكثر من 1.4 مليون طن مشتقات نفطية وصلت الى مصر . وأوضح بوتين أن هناك مشروعات أخرى فى البنية التحتية للمواصلات وصناعة السيارات والصناعات الكيميائية، مشيرا الى أن اللجنة الحكومية الروسية المصرية المشتركة تقوم بذلك وأشار الى أهمية توقيع مذكرة تفاهم حول الاستثمارات والمشروعات الاستثمارية المشتركة بين البلدين، لافتا الى أنه تم الاتفاق على توسيع الامكانيات للاستثمارات الصغيرة والمتوسطة وهناك أكثر من 400 شركة روسية تعمل فى الاراضى المصرية . وقال إنه خلال العام الماضى زار المنتجعات المصرية أكثر من 3 ملايين سائح روسى مما يشكل زيادة 50 ٪ على عام 2013 وأكد أن كل تلك النتائج الايجابية فى العلاقات بين البلدين وتطورها يعود الى الاستقرار السياسى الذى تم الوصول إليه تحت قيادة الرئيس السيسى .