* تحذيرات من أزمة مالية تفوق تداعيات 2008 * التفاؤل بالاقتصاد الأمريكى يغذى فقاعة الأسهم قال محللون إن صعود أسعار الذهب الاسبوع الماضى، فى اعقاب رفع الفائدة الامريكية، يعكس مخاوف المستثمرين وسط تزايد مؤشرات مثيرة للقلق مثل انخفاض التوقعات بخصوص ارباح الشركات الامريكية. من خلال استطلاع اراء الخبراء بشأن فرضية فقاعة الاسهم الامريكية ومناقشة دواعى القلق لديهم نقلت الفاينانشال تايمز شكوك وتحذيرات المحللين من احتمال حدوث ازمة مالية اكثر خطورة من ازمة 2008 - فى رأى البعض - بانفجار تلك الفقاعة. وفى السياق نفسه جاء تقرير مجلة الايكونومست الذى اشار الى مشكلات عميقة تكمن فى التناقض بين الساسة والاقتصاد فى اوروبا. وقال ان الانتخابات فى هولنداوفرنسا والمانيا هذا العام ستمنح الناخبين فرصة لاحداث تغييرات كبيرة، ومثلما حدث مع ترامب، ترغب شريحة العمال فى استقطاع حصة اكبر من الكعكة الاقتصادية وهو ما يصعب تحقيقه برفع الاجور. وفى ظل تفاؤل مفرط بنمو ارباح الشركات بوتيرة اسرع من الناتج المحلى الاجمالى وسط تنامى نزعة الحمائية وصعود الحركات المناهضة للعولمة قد ينتهى تفاؤل المستثمرين قريبا. بعد سلسلة من الاحداث من اجتماعات للبنك المركزى، قلق بشان بريكست واول انتخابات اوروبية هذا العام، لا تزال تقلبات اسواق السندات والاسهم هادئة. وبعدما تنفست اوروبا الصعداء بانتهاء انتخابات هولندا على خير، بدا الاستعداد لانتخابات فرنسا وقد سادت الاسواق حالة ارتياح يعكسه ارتفاع اسهم الاسواق الناشئة 20٪ ومع ذلك هناك مؤشرات مثيرة للقلق تتلخص فى: * ارتفاع اسعار الذهب بما يعكس مخاوف بخصوص ارتفاع معدل التضخم عندما رفعت الولاياتالمتحدة سعر الفائدة على الدولار. هذا بالاضافة الى انخفاض التوقعات لارباح الشركات الامريكية، حيث تشير تقديرات المحللين الى انخفاض ارباح شركات مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الى 131.28 دولار للسهم مقارنة بنحو 133 دولارا للسهم قبل انتخابات ترامب. * تراجعت افاق ارباح الشركات الامريكية فى الاسابيع الاخيرة فى مؤشر واضح على وجود مخاطر تهدد وول ستريت. فإيرادات الشركات فى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 - الذى يعد الباروميتر الرئيسى للبورصة الامريكية- سوف ترتفع 9٪ فى الربع الاول حسب تقديرات مؤسسة «فاكت ست» البحثية. وفىحين ان المعدل قفز من 4.9٪ فى الربع الاخير من 2016، لكنه اقل من توقعات سابقة فى مطلع العام وكانت 12.3٪. وفى وقت يتم تداول الاسهم فيه قرب اعلى مستوياتها التاريخية فان مؤشر ستاندرد اند بورز 500 ارتفع 6.2٪ يوم الجمعة التالية لرفع الفائدة الامريكية. وتبدو اسعار الاسهم فى راى المحللين غالية، فيقول روبرت شيلر فى جامعة ييل ان نسبة السعر الى الارباح كانت عند اعلى مستوى فى 15 عاما فى مارس. وبالرغم من البيانات الاقتصادية الجيدة عن الاقتصاد الامريكى فان تسارع وتيرة النمو ليس بسرعة توقعات سابقة فى مطلع العام. * اتجاه بين المستثمرين لسحب اموالهم من سندات الخردة الامريكية (سندات ذات عائد مرتفع) -الذى يعد مؤشرا رئيسيا لقياس الرغبة فى المخاطرة - اضافة الى شكوك حول قدرة اوبك على الحد من وفرة المعروض، ما يعنى ان انخفاضا جديدا فى اسعار النفط يظهر كعامل رئيسى للمخاطرة بالنسبة للمستثمرين . ثم هناك الانتخابات الفرنسية التى ستستحوذ على انتباه الاسواق قبل الجولة الاولى فى ابريل. * تفاقم الديون الايطالية، فالبلاد لديها اكبر دين حكومى فى اوروبا، ومن المقرر اجراء انتخابات فى مايو 2018، لكن ربما يتم اجراء تصويت فى موعد مبكر حيث تدير حكومة انتقالية شئون البلاد بعد استقالة ماتيو رينزى فى ديسمبر الماضى. وما يثير القلق صعود حركة فايف ستار الشعبوية وتقدمها فى استطلاعات الراى. وبالرغم من تجاهل الاسواق حتى الان لازمة القطاع المصرفى الايطالى المكبل بديون «سيئة» فان ذلك لن يستمر طويلا. كان يونى كريدى اكبر بنك ايطالى من حيث الاصول باع اسهما بقيمة 13 مليار يورو لمواجهة مخاوف بخصوص وضعه المالى. وهو ما لم تفعله بنوك اخرى تعانى مشاكل خطيرة مثل ثالث اكبر بنك، ما يثير تساؤلات بشان جدية الالتزام باليورو. الجدير بالذكر ان الاقتصاد الايطالى لم يشهد نموا منذ انضمام ايطاليا الى اليورو فى 1999، وهنا تشير «بيمكو» الاستثمارية الى ارتفاع معدل البطالة الى 11.9٪ منذ عام 1998، مع انتشار بطالة الشباب. والقضية ليست فى انهيار وشيك لليورو لكن قريبا سوف يواجه البنك المركزى الاوروبى تساؤلات صعبة عن التضخم تؤدى الى اضطراره لخفض مشتريات الاصول الشهرية مطلع العام المقبل او فى وقت اقرب (وكان برنامج التحفيز النقدى ساعد على كبح مشاكل فى ايطاليا ودول اخرى). * صناديق الاستثمار المتداولةETF جذبت اكبر تدفقات خلال شهرى يناير وفبراير الماضيين ما يزيد مخاوف ان تلك الصناديق تغذى فقاعة غير مستدامة فى سوق الاسهم الامريكية. فالمستثمرون فى انحاء العالم ضخوا 131 مليار دولار فى تلك الصناديق خلال اول شهرين من 2017 بحسب احصاءات شركة الاستشارات ETFGI ومقرها لندن. وهذا بعد الرقم القياسى الذى سجلته فى 2016 عندما جمع مديرو الصناديق المتداولة اكثر من 390 مليار دولار استثمارات جديدة. وجاء انتخاب دونالد ترامب فى نوفمبر ليعطى دفعة قوية لبزنس رائج بالفعل. فوعود ترامب بخفض الضرائب وزيادة الانفاق على البنية التحتية شجع المستثمرين على ضخ مبالغ طائلة فى الاسهم الامريكية عبر الصناديق المتداولة. ويوضح نيك نيكلسون محلل الاسهم فى بنك يو بى اس انه منذ فوز ترامب، فى نوفمبر الماضى، رأى مبالغ طائلة تتدفق على صناديق الاسهم الامريكية المتداولة، ما ساعد على صعود اعلى فى البورصة. وكانت سوق الاسهم الامريكية بلغت مستوى قياسيا عاليا فى مطلع مارس. ويبدى دان مانيكس الرئيس التنفيذى ل RWC لادارة الاصول البريطانية مخاوفه ان معظم الاستثمارات قصيرة الاجل ويمكن ان يحدث ارتداد بمعنى تدفقات خارجة سريعة تليها دورة سيئة لهبوط اسعار الاصول. وهذا قد يؤثر على المستثمرين الافراد، وفى تقدير مانيكس ان صعود مؤشر ستاندرد اند بورز 11.6٪ منذ انتخاب ترامب معناه ان سوق الاسهم الامريكية يتم التداول فيها استنادا الى اعلى تقييمات بما يوازى 18 ضعفا للارباح المستقبلية. ويقول البرت ادواردز المحلل الاستراتيجى فى بنك سوسيتيه جنرال الفرنسى ان تقييمات البورصة الامريكية «غير مبررة» تماما وان مؤشر ستاندرد اند بورز 500 يتم تداول اسهمه بهامش اعلى مقارنة باسواق الاسهم اليابانية والاوروبية. ويوضح نيلسون ان المستثمرين الذين ضخوا اموالا مؤخرا فى الاسهم الامريكية سوف يصيبهم الاحباط بضعف نمو ارباح الشركات هذا العام ما لم يفِ ترامب بوعوده ويوفر مناخا مواتيا للبزنس يدعم ارباح الشركات. والصناديق المتداولة معرضة لخيبة امل ما لم يتم الاعلان قريبا عن اخبار ايجابية للتخفيضات الضريبية وانفاق البنية التحتية. وفى السياق نفسه، حذر ايوان مونرو الرئيس التنفيذى لشركة افيفا انفستورز، ذراع ادارة الاصول لافيفا، شركة التامين البريطانية، ان هناك قواسم مشتركة مثيرة للقلق بين الولع الحالى للصناديق المتداولة والفقاعات المدمرة التى منيت بها اسهم التكنولوجيا فى عام 1999 والقطاع المالى فى عام 2006 . وقال مونرو ان الاتجاهات الاستثمارية بلغت ذروتها فى اللحظة التى بدا المد يعكس اتجاهه. والمد سوف يتغير للصناديق المتداولة عندما يتبين للمستثمرين ان مؤشرات الاسهم اقل فى المستقبل عما سجلت تاريخيا. كانت الصناديق تجاوزت صعابا فى الماضى عندما تحركت الاسواق فى اتجاهات غير متوقعة. فاكثر من 20٪ من الصناديق المتداولة المسجلة فى الولاياتالمتحدة اضطرت الى وقف التداول يوم 24 اغسطس 2015 بعد هبوط مؤشر داو جونز الصناعى. المشكلة فى راى كريس رالف كبير مسئولى الاستثمار فى ادارة الاصول التابعة لمؤشر فاينانشال تايمز 100 انه قد يتبين ان الصناديق المتداولة لا تتمتع بالسيولة التى يعتقد المستثمرون انها لديها. وسيتبين ذلك لهم فى حالة رغبتهم فى تخارج سريع من السوق اذا حدث هبوط حاد للاسهم. ويقول الاقتصادى الامريكى بنيامين سميث ان الاتجاه العام هو التفاؤل بسياسات ترامب الداعمة للنمو لكن بعضا من اذكى المستثمرين فى العالم يدقون ناقوس خطر. ويوضح ان الاموال الجديدة التى تدخل السوق تدفع التقييمات لاعلى. فعادة ما ترتفع الاسواق التقليدية فى3051- ٪ من الوقت وتجنى المكاسب فيما بعد. لكن هذا لا يحدث حاليا. فمعظم الوقت ما بين 70٪ و85٪ من الوقت البورصات الامريكية صاعدة. فهل هى فقاعة فى فنجان او شىء اكبر؟ فى راى سميث انه تفاؤل مفرط وغير مبرر باجندة ترامب التى قد لا يتم تنفيذها فى اى وقت قريب. وهذا مقلق لازدهار الاسهم حيث ان تخفيضات الضرائب كانت العامل الرئيسى فى صعود البورصات الامريكية. وتعتقد مجموعة جولدمان ساكس ان الغاء اوباما كير قد يؤجل الاصلاحات الضريبية.