'أفضل الخيارات الاستثمارية للباحثين عن تنمية رءوس أموالهم'.. هكذا وصف الخبراء والمراقبون صناديق الاستثمار المصرية بعد أن نجحت أغلبها في تحقيق اداء فاق التوقعات خلال العام المنقضي2013, بفضل استراتيجيتها الاستثمارية المتوازنة, وتبنيها تدابير محكمة لإدارة المخاطر مما ساعدها علي التحوط من تداعيات الأحداث السياسية المتسارعة التي شهدتها البلاد. وكشفت دراسة حديثة, حصل الأهرام الاقتصادي, علي نسخه منها, عن تفوق أداء صناديق الاستثمار المصرية علي أداء المؤشر الرئيسي للبورصة بفضل تملكها للأصول الاستثمارية الجيدة التي مكنتها من تحقيق هوامش ربحية جيدة رغم تقلبات السوق الحادة الناتجة عن اضطراب الأوضاع السياسية والاقتصادية. وقال محمد الجندي, مدير إدارة البحوث لدي' آي سي آن', ومعد الدراسة, انه علي الرغم من التذبذب السعري في أداء مؤشرات البورصة فإن غالبية صناديق الاستثمار حققت أداء متميزا خلال العام الماضي بصدارة صندوق' بنك القاهرة الأول' الذي واصل أداءه الجيد للعام الثاني علي التوالي بعوائد بلغت30% بمخاطر منخفضة عن مخاطر السوق, وكذلك جاء صندوق البنك المصري الخليجي عند ذات القيمة ولكنه حمل مخاطر أعلي من مخاطر السوق, فيما حل في المرتبة الثالثة صندوق البنك المصري الخليجي محققا عائدا بلغ27%. أضاف أن أداء صندوقي' البنك التجاري الدولي- الثاني( استثمار)' وبنك' كريدي أجريكول مصر- الثاني' جاء مماثلا لأداء المؤشر الرئيسي, بينما جاء أداء صناديق كل من' بنك المؤسسة العربية المصرفية' و' صندوق مصر المستقبل' و'بنك كريدي أجريكول مصر- الأول' اقل بنحو طفيف عن أداء السوق. أوضح الجندي أن أسوء أداء كان من نصيب صندوق بنك قناة السويس الثاني( الأجيال) بعد أن حققا عوائد أقل بكثير عن عوائد السوق وأعلي من معدل العائد الخالي من الخطر بمقدار1.5%. ولفت مدير إدارة التحليل الفني لدي' آي سي آن' إلي أن نتائج تقييم صناديق الاستثمار أظهرت اختلافا واضحا مع نتائج التقييم للمؤشر بسبب اختلاف درجة الانحراف المعياري وبيتا والعائد المحقق للصناديق والمؤشر, حيث جاءت المخاطرة المتعلقة بالصناديق جميعها اقل من مخاطر السوق فيما عدا صندوق' المصري لتنمية الصادرات' الذي كان نسبة المخاطرة به أعلي من السوق. يذكر أن الدراسة استندت في تحليلاتها لأداء صناديق الاستثمار إلي نماذج التقييم الثلاثة( شارب- ترينور- جنسن) مقارنة بأداء مؤشر البورصة الرئيسيEGX30 ونوه الجندي بظهور العديد من البوادر الإيجابية التي تدعو للتفاؤل الحذر تجاه مستقبل السوق المصري مع اقتراب موجة الانتعاش الاقتصادي علي الرغم من التحديات والمشكلات المتراكمة التي تواجه الدولة في الوقت الراهن, موضحا أن نمو أداء الصناديق الاستثمارية خلال العام الجاري يتوقف علي تعافي الشهية الاستثمارية المرهونة بالتزام الدولة بتطبيق خارطة طريق. ونصح الجندي المتعاملين في البورصة بضرورة تنويع استثماراتهم في الأدوات الاستثمارية المختلفة, سواء صناديق الاستثمار أو الودائع أو السندات مع تجنب التركيز في الأسهم بهدف تنويع العائدات وتنويع الأخطار, وكذلك توزيع استثماراتهم في أسواق المال علي العديد من القطاعات الاقتصادية نظرا إلي اختلاف مواعيد دورات هذه القطاعات. ويري محسن عادل, العضو المنتدب لشركة بايونيرز لصناديق الاستثمار, ان اداء صناديق الاستثمار بالسوق المصرية خلال الفترة الماضية اتسم بالتوازن في ظل التوجه للاستثمار في الاسهم الدفاعية وأسهم التوزيعات والاسهم التي ترتبط شركاتها بموارد دخل بالعملات الجنبية. وأكد عادل علي وجود العديد من العوامل المتغيرة بالسوق خلال الفترة المقبلة علي رأسها الاوضاع السياسية مما جعل هناك ضرورة لزيادة عمق اتخاذ القرار الاستثماري لمديري الصناديق خاصة ان هذه الفترة مرتبطة بانتهاء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتأثيرات هذه الاحداث علي مجريات السوق واتجاهاته. من جهته, توقع محمود جبريل, العضو المنتدب لشركة اموال للاستثمارات المالية, مزيدا من النمو لصناديق الاستثمار المصرية خلال الفترة المقبلة, مشيرا إلي أن فئة عريضة من المجتمع لا يستهان بها مازالت تؤمن بالاقتصاد وترغب في التعامل مع صناديق الاستثمار والبنوك تعلم تلك النقطة جيدا; لذلك تتسارع فيما بينها لإطلاق وإدارة تلك النوعية من الصناديق الجديدة علي مجتمعنا نسبيا وذلك بعد تأكدها أنها الوسيلة الفعالة والمجدية لجذب أكبر قدر ممكن من أموال تلك الفئة العريضة واستثمارها. كما توقع زيادة عدد صناديق الاستثمار خلال الفترة القادمة وزيادة إقبال البنوك علي إدارتها, مشيرا إلي أن تلك النوعية من الصناديق من شأنها جذب أموال مصرية وعربية أيضا, خاصة أن هناك العديد من العرب والخليجيين الذين تتوافق أفكارهم مع مبادئ تلك الصناديق كما أنهم يفضلون الاستثمار بالسوق المصرية. و'صندوق الاستثمار' في الأصل عبارة عن شركة تأسست بهدف تجميع أموال من عدد كبير من المستثمرين وإدارتها وفقا لاستراتيجية يضعها مدير الاستثمار بالصندوق لتحقيق أرباح توزع علي المستثمرين في وثائق الصندوق. فمن الناحية النظرية يمكن استثمار هذه الأموال في أشكال عدة مثل الأسهم أو السندات, أو أدوات سوق نقد, او غيرها. ويدير صناديق الاستثمار- طبقا للقانون المصري- مدير استثمار مرخص له ويتميز بالخبرة والكفاءة ليتولي إدارة الاستثمار طبقا للاهداف الاستراتيجية المنصوص عليها في نشرة اكتتاب الصندوق, وأن يدير الصندوق علي النحو الذي يحقق أقصي استفادة حسب اتجاهات السوق.وتلائم صناديق الاستثمار عادة صغار المستثمرين, أو المستثمر الذي لا تتوافر له الخبرة الكافية أو الوقت لمتابعة استثماراته, حيث توفر إدارة صناديق الاستثمار الخبرات اللازمة لتحقيق أقصي فائدة ممكنة من استثمارات الصندوق في مختلف الأوراق المالية أو أدوات الاستثمار.