نظمت مؤسسة الأهرام حلقة نقاشية أدارها رئيس مجلس الادارة أحمد النجار حول الخطة القومية للمشروع القومي لتطوير التعليم قبل الجامعي التي عرضها وزير التربية والتعليم د. محمود ابوالنصر وأجاب خلالها عن استفسارات كبار الكتاب ورؤساء تحرير الاصدارات علي مدي3 ساعات. أكد الوزير خلال عرضه لاستراتيجية تطوير التعليم في مصر أن تلك الاستراتيجية قام بوضعها خبراء من أساتذة الجامعات المصرية وشارك في تشكيل ملامحها ممثلون عن معظم فئات المجتمع من المعلمين والطلاب وأولياء الأمور, وأن إعداد الخطة استغرق5 شهور كاملة. قال إن الخطة تمتد إلي ثلاث مراحل الأولي من2014 إلي2017, ثم يعاد تقييم الأداء والنتائج التي تم التوصل إليها, ثم مرحلة ثانية من2017 إلي2022 ومرحلة ثالثة حتي2030. كل المصريين غير راضين عن التعليم وأنا شخصيا غير راض عن التعليم هذا ما أكده الوزير محمود أبوالنصر, موضحا أن شعار الخطة هو معا نستطيع وأنه بعد السنوات الثلاث الأولي من تنفيذ الخطة سيجري تحديثها بما يتوافق مع المتغيرات والتطورات المحلية والدولية, وأنه تم التعامل مع عملية تطوير المناهج طبقا للخطة بمعايير علمية واستفدنا من تجارب فنلندا وسنغافورة باعتبارها من افضل المناهج العالمية, واكتشفنا أن المناهج في مصر أصعب منها في تلك الدول. شملت عمليات تطوير المناهج أيضا الاستفادة من دراسة أعدها الاتحاد الاوروبي عن المناهج في مصر واكتشفوا أن بالمناهج نحو30% تكرارا وحشوا نتيجة لأن بعض الموضوعات التي كانت تدرس في مراحل تعليمية تم نقلها إلي مراحل أقل دون حذفها من المرحلة الأعلي, وقال الوزير إن الوزارة كانت حريصة علي استخدام المعايير المصرية في5 مناهج هي اللغة العربية والتاريخ والتربية القومية والدين, وأنه تمت الاستعانة بالأزهر والكنيسة ووزارتي الثقافة والأوقاف لمراجعة تلك المناهج. أوضح الوزير أن الخطة تستهدف إتاحة فرص متكافئة لاستيعاب كل الطلاب من سن5 سنوات حتي18 سنة وأن الموازنة العامة توفر62 مليار جنيه للتعليم يذهب95% منها للمرتبات, لذلك فإن الخطة وضعت3 سيناريوهات للتمويل, مشيرا إلي أنه في مصر48 ألف مدرسة وأن كثافة بعض الفصول في محافظات مثل الجيزة تصل إلي120 تلميذا, وأن بعض المدارس تبعد عن القرية مسافات تصل إلي12 كيلو مترا, وأن ذلك يعد أحد الأسباب المهمة في التسرب من المدارس نظرا لصعوبة الوصول إليها خاصة في الشتاء, وأن التسرب بين البنات أكبر لخوف أولياء الأمور علي بناتهم من المسافات البعيدة والطرق غير الممهدة. كشف د. أبوالنصر عن أن العام المقبل سوف يشهد توزيع وجبات تغذية متميزة علي مدي150 يوما لطلاب المدارس وأنه تم اعتماد8 مليارات جنيه لهذا الهدف. وحول عجز الاعتمادات المالية لبناء المدارس قال: إن مصر تحتاج إلي40 ألف مدرسة جديدة لاستيعاب التلاميذ بحيث لا تزيد الكثافة علي40 طالبا, بينما الميزانية العامة للدولة لا تسمح إلا ببناء800 مدرسة فقط, وتبرع الفنان محمد صبحي من خلال مشروعه ببناء50 مدرسة ووافقت دولة الإمارات علي تمويل بناء800 مدرسة, ورجال أعمال ومستثمرون200 مدرسة, بينما تقرر بناء300 مدرسة أخري علي مدي3 سنوات من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وكشف د. أبوالنصر خلال الجلسة الحوارية في مؤسسة الأهرام حول استراتيجية تطوير التعليم عن وجود20 ألف مدرسة في مصر تحتاج إلي تجديد وتحديث بتكلفة تتراوح بين3 و6 آلاف جنيه للفصل وأنه تم تنفيذ فكرة جديدة بعنوان جدد فصلك واكتب اسمك بحيث يتم كتابة اسم المتبرع لتجديد الفصل لتشجيع المواطنين علي المشاركة في عمليات التطوير, كما بدأت الوزارة حملة لإنشاء أسوار حول المدارس وتم الانتهاء من82 مدرسة حتي الآن. وحول الانشطة قال الوزير إن الوزارة حصلت علي ميزانية لإعادة الأنشطة الثقافية والفنية للمدارس وأن فرقا من المتخصصين بدأت العمل علي تنفيذ ذلك. كما تضمنت خطة تطوير التعليم الاهتمام بالتعليم الفني, وقال الوزير إن التعليم الفني يمكن أن يكون قاطرة التنمية في مصر من خلال الاستفادة من2.5 مليون طالب في حال تدريبهم التدريب الجيد الذي يتوافق مع احتياجات سوق العمل, وقال إنه يجري الاتفاق مع بعض المصانع لإنشاء مدارس داخلها بحيث يتعامل الطالب مع الأدوات والمعدات الحقيقية والحديثة التي تعمل في المصنع قبل تخرجه إلي سوق العمل.