شاهيناز العقباوى – أحمد أمين عرفات – حسناء الجريسى - شهور طويلة ومصر تعيش حالة الفوضى، فى انتظار رئيس يجلب لها الاستقرار، وهو ما تحقق أخيرا بانتخاب د. محمد مرسى رئيسا للجمهورية، والذى جاء بأجندته التى يسعى من خلالها للنهوض بمصر، وتحقيق مطالب الشعب، ولكن أحدا لم يتوقف أمام المطلوب من الشعب لصالح الوطن، حتى يسهم فى دفع وصول سفينة الوطن إلى بر الاستقرار والنهضة؟ فى البداية أكد الدكتور وحيد عبد المجيد، عضو مجلس الشعب، وعضو اللجنة التأسيسية لوضع الدستور، ضرورة أن يلتف الشعب حول الرئيس والعمل على نسيان الماضى وما دار من مشاحنات واختلافات فى الرأى والبدء قدماٌ نحو المستقبل ، حتى نتمكن من بناء مصر الحديثة، ولا ننسى أننا مررنا بفترة من الزمن طويلة وصعبة إلى حد كبير، لذا من الضرورى أن نحرص على استعادة ما فقدناه ونحاول جاهدين أن نعد العدة للمستقبل حتى نحقق الاستقرار والأمان لمصر، لاسيما أن المرحلة المقبلة تعد ترمومترا لتجربة الديمقراطية، التى استطعنا الوصول إليها بعد عناء طويل وتضحيات. وأضاف، أن هذا لا يعنى تقبلنا لكل شيء بل علينا، أن نتريث قليلاً ونفكر، وأهم من ذلك ألا نصدق كل ما يقال ونتأكد قبل أن نتخذ أى قرار من الممكن أن يؤثر فى مستقبل مصرنا الحبيبة. مطالبا كل مواطن بأن يكون مسئولا ويحاول بقدر الإمكان أن يبذل أقصى ما لديه ، ويجتهد لنرقى جميعاً ونتقدم للأمام ونسعى إلى التوحد والالتفاف حول القائد، لأن قوتنا فى وحدتنا بعيداً عن الانعزالية والفردية ولنشارك جميعاً فى بناء مصرنا الجديدة. د. وسيم السيسى، الباحث فى علم المصريات : احترام وسيادة القانون، أهم ما يجب على المصريين فعله، وأذكر أن عالم الاجتماع السويدى المعروف جونار ميردال، كان قد عمل على دراسة كل الدول الفقيرة والمنهارة اقتصاديا، وعندما سألوه عن سر ذلك، قال أريد أن أصل إلى العامل المشترك الذى بينها، وعندما أنتهى من دراسته، قال: إن الدولة “ الرخوة “ هى القاسم المشترك بين هذه الدول، وقال إن أهم ما تتصف به الدول الرخوة غياب سيادة القانون بها، وإذا نظرنا لمصر على سبيل المثال سنجد أن لدينا 18 مليون قضية، هو عدد كبير جدا، منها 3 ملايين قضية حصلت على أحكام نهائية والدولة عاجزة عن تنفيذها، علاوة على البطء الشديد فى سير القضايا، لذلك على كل مصرى أن يسعى لتفعيل سيادة القانون ، فسقراط عندما كان مسجونا حاول تلامذته أن يقوموا بتهريبه، فرفض كسر القانون، وقال القانون الظالم يمكن تغييره بقانون عادل، لأن كسر القانون يؤدى إلى الفوضى والتى بدورها تودى بحياة الملايين، لذلك على الشعب أن يحترم القانون حتى لو لم يكن فى صالح فئة معينة من الناس. والأمر الثانى الذى يجب القيام به هو الاهتمام بالتعليم، فهذه مسئولية كل مواطن، فيجب ألا نتلقى تعليمنا كببغاء الذى يوجد عقله فى أذنيه ولا يعرف كيف يفكر، كما يجب على الشعب أن يعرف حقوقه وواجباته ويحترم الشرعية وأن يحترم كل منا الرأى الآخر . كذلك على الشعب أن يساند السلطات الأمنية ضد الخروج على القانون مثل البلطجة وغيرها، فقد لا يعلم الكثيرون أن حماية أقسام الشرطة فى أمريكا يقع على عاتق الأهالى المحيطة به، فكل قسم بوليس يوجد حوله 100 من الأهالى، مسئوليتهم حماية القسم ورجاله إذا ما تعرض للخطر، لذلك أطالب الشعب بالالتفاف حول السلطات الأمنية وحمايتها. الدولة المدنية ويرى د. محمود جاد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة سوهاج : أن الشعب ولمدة شهور سيقوم بمهمة مراقبة أداء الرئيس الجديد وتخزين ذلك إلى أن يكون تجاهه رأى يتعامل معه على أساسه، لذلك على الشعب خلال هذه الشهور أن ينصرف للإنتاج ويفض اعتصاماته حتى يدفع عجلة التقدم للأمام، وأن يحارب البلطجة ويكون حارسا أمينا لبلده، كذلك عليه بأن يشكل ما يسمى بالكتلة الثالثة من أجل الالتفاف حول الدولة المدنية، وعلى كل القوى الوطنية المتشتتة والمفتتة أن تتنازل عن الزعامة قليلا من أجل البلد وأن نخطط للمستقبل وفقا لمبادئ الثورة التى قاموا بها من أجل تحقيقها، كذلك مطلوب من النخب والمثقفين والإعلاميين النزول للقاعدة الشعبية العريضة من الناس فى القرى والنجوع وتوعيتها بالدولة المدنية . وتدعو الدكتورة آمنة نصير، أستاذ فلسفة الأديان الجميع إلى التوحد ونبذ الفرقة والعمل على إحداث السلام بين كل أطياف المجتمع ومختلف الديانات ، فضلاً عن أهمية إتقان العمل، وعلى الشعب أيضا أن يحرص على تقديم أفضل ما لديه ،لأن المرحلة الحالية ما هى إلا منحة من الله يختبرنا بها ، لذا يجب علينا أولاً أن نشكره على هذه النعمة ثم نجتهد قدر المستطاع حتى يرضى الله عنا ويكرمنا ويرفع عنا البلاء. علينا المشاركة ومن جانبه يقول الدكتور محمد جمال أستاذ القانون بجامعة الزقازيق : هذه أول مرة تحدث فى تاريخ مصر أن يتم انتخاب رئيس مدنى،لذلك يجب على الشعب المصرى أن يتفرغ للعمل ويعمل من أجل إنجاح التجربة ، وأن يسهم فى استكمال باقى مؤسسات الدولة بالمشاركة الإيجابية فى انتخابات مجلس الشعب المقبل بحيث يكون الاختيار على أساس البرامج الانتخابية التى تحقق مصلحة الوطن،وليس على أساس صلة القرابة أو الحصول على مقابل مادي، كما عليه المشاركة أيضا فى مشروع الدستور الذى ستضعه الجمعية التأسيسية، ولو تحقق ذلك ، ستكون مؤسسات الدولة قد اكتملت وستنعم مصر بالاستقرار. كما ينصح د.جمال الشباب المعتصمين فى التحرير بالانصراف من الميدان وممارسة العمل وإعطاء فرصة للرئيس الجديد لممارسة عمله حتى تتحقق مطالبهم، لافتاً النظر إلى أن خطاب الرئيس الجديد د.محمد مرسى كان يحمل رسالة تطمين ومصالحة للشعب بكل طوائفه. ويلتقط طرف الحديث د.يوسف نوفل أستاذ النقد الأدبى بجامعة عين شمس قائلاً : فى هذه المرحلة علينا أن نفرق بين الاختلاف فى وجهة النظر وبين التعصب والتشرذم، والحل فى ذلك هو أن نضع مصلحة مصر نصب أعيننا،وتغليب المصلحة العامة على مصلحتنا الشخصية وعلى أهوائنا، ووضع النقاط على الحروف بوضوح، وعدم العودة للفساد من سرقة ونهب و الذى كان يمارس فى ظل النظام السابق ،أيضاً لا ينبغى أن يقتصر الإنتاج والاستثمار على فئة معينة بل يجب أن يتسعا ليشملا الجميع، وأن تكون هناك مكاشفة أو مصالحة بين القوى الحاكمة فى ظل الثورة، وبين القوى الخفية التى تحاول أن تعيد المياه إلى مجاريها السابقة، وذلك فى إطار القانون حتى يدرك أفراد القوة الخفية التى تريد أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء لا وسيلة للكسب إلا بالطرق المشروعة.