رويترز شارك عشرة من 12 مرشحا يتنافسون لتولي منصب الأمين العام المقبل للأمم المتحدة في مناظرتين تليفزيونيتين على الهواء مباشرة في سابقة بالمنظمة الدولية لكن محاولات تحقيق الشفافية في السباق الانتخابي لن تمتد لعملية الاختيار في مجلس الأمن الدولي. وسعت الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 عضوا لرفع غطاء السرية الذي يحيط بعملية انتخاب أمين عام الأممالمتحدة على مدى الأعوام السبعين الماضية بطلب ترشيحات علنية والمشاركة في أنشطة على غرار الحملات الانتخابية مع كل مرشح. وامتدت هذه الشفافية إلى مناظرتين -ضمت كل مجموعة من المجموعتين خمسة مرشحين- في الجمعية العامة أمس الثلاثاء، وجرى بث المناظرتين على الهواء مباشرة في جميع أنحاء العالم على قناة الجزيرة الفضائية التلفزيونية وعلى موقع الأممالمتحدة الالكتروني. وضغط مذيعو شبكة "الجزيرة" على المرشحين الذين استقبلوا أيضا أسئلة من الجمهور تتعلق بقضايا مثل أسلوب القيادة وتغير المناخ والمحكمة الجنائية الدولية والحرب الأهلية في سوريا واندلاع القتال في جنوب السودان في الآونة الأخيرة حيث تجد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة صعوبة في حماية المدنيين، لكن عندما يبدأ أعضاء مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة الاقتراع السري غير الرسمي الأسبوع المقبل لاختيار مرشح والتوصية به للجمعية العامة لانتخابه في وقت لاحق هذا العام فإن نتائج هذا الاقتراع المغلق لن تتاح علنا. وسيحصل أعضاء المجلس على بطاقة اقتراع لكل مرشح مع اختيارات (التشجيع - عدم التشجيع - لا رأي)، وسيجمع المجلس البطاقات وسيبلغ الدول المرشحة بنتائج مرشحيها لكن النتائج المجملة لن تعلن على الرأي العام. وفي نهاية الأمر يتعين أن توافق الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وهي الولاياتالمتحدةوروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين على مرشح ولا يوجد ما يلزمها بالالتفات إلى شعبية المرشحين لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويقول دبلوماسيون إن المجلس يأمل في الاتفاق على مرشح بحلول أكتوبر/ تشرين الأول. ونشرت قناة "روسيا اليوم" على موقعها الالكتروني في نسخته العربية اليوم الأربعاء أن المناظرة شملت عشرة مرشحين، تم تقسيمهم إلى مجموعتين للمشاركة في النقاش والإجابة عن الأسئلة التي وجهت إليهم. وكانت البداية مع فوك يريميتش، وزير الخارجية الصربي السابق، أكد خلال حديثه أن على رأس أولوياته إنشاء جيل من بعثات الأمم "أكثر استقرارا"، وضرورة حل النزاعات في المناطق المحتدمة بشكل فعال كالنزاعات الحاصلة في إقليم دارفور بجنوب السودان. أما المرشحة الأرجنتينية سوزانا مالكورا، فقد نادت بضرورة المساواة بين الرجال والنساء حول العالم. في حين أكدت المرشحة المولدفية الثالثة نتاليا جيرمان، أن على رأس أولوياتها خلال الفترة المقبلة التفكير بجدية في قضية السلم المستدام، والتصدي للفقر ومحاربة تهميش الشباب كما تناولت المرشحة الرابعة الكرواتية فيسنا بوسيتش، موضوع التغير المناخي والخطر المحدق الذي تشكله هذه الظاهرة "التغير المناخي هو تحد للأجيال القادمة". وحل موضوع حل النزاعات في الدول المتصارعة ضمن أولويات المرشحة النيوزيلندية هيلين كلارك. وهاجم المرشح دانيلو تورك، رئيس دولة سلوفينيا السابق، هاجم الأممالمتحدة، وركز في حديثه أثناء المناظرة على الصراع الدائر في سوريا، وأكد أن الأممالمتحدة "فقدت مصداقيتها بشكل كبير في هذا الملف". المرشح إيجور لوكسيتش وزير خارجية الجبل الأسود، تناول ميزانية الأممالمتحدة، موضحا ضرورة وجود خبراء دوليين ينظرون في موازنة الأممالمتحدة وإعادة مراجعتها.