نبيل سيف قبل 54 عاما وفى الخامسة من صباح باكر يوم 23 إبريل سنة 1962 استيقظت زوجته سعاد، آخر زوجاته والتى عاشت معه 18 عاما، على صوت حشرجة مكتومة، وعندما أسرعت لإحضار الدواء كانت روح الفنان «الشاويش عطية» أو رياض القصبجى قد غادرت إلى ربها، بعد سهرة عائلية صاخبة تناول خلالها الطعمية التى يعشقها واستمع إلى أم كلثوم التى كان يعشق صوتها. لم تجد الأسرة ما تشترى به كفن أشهر فنان فى تاريخ السينما المصرية، وظل جسده مسجى فى فراشه ينتظر تكاليف جنازته ودفنه، حتى تكفل المنتج جمال الليثى بكل تكاليف الجنازة، التى خرجت من منزله الذى لايزال قائما حتى الآن بشارع حجر المتفرع من شارع قطة بحى شبرا، حيث لم يكن هناك سوى 18 شخصا فقط يسيرون فى جنازته من أهله وجيرانه، ولم يكن منهم أحد من الفنانين، فيما عدا محمد الغزاوى نقيب الممثلين بالنيابة، وباقة ورد يتيمة يحملها فراش النقابة، ليكون ذلك مشهد النهاية فى حياة أشهر شاويش فى تاريخ السينما المصرية، وصاحب أشهر عدد من الزيجات والتى بلغت 9 زيجات منها 5 رسمى على سنة الله ورسوله و4 عرفى إحداها من فتاة بدوية خلال تمثيله فيلم عنتر بن شداد، وكان الفنان فريد شوقى شاهدا على عقد الزواج. ولد رياض القصبجى فى 13 سبتمبر عام 1903، حيث بدأ حياته كمساريا بالسكة الحديد، ولعشقه لفن التمثيل انضم لفرقة التمثيل الخاصة بالسكة الحديد، وأصبح عضوا بارزا بهذه الفرقة، ثم انضم لفرق مسرحية عديدة منها فرقة الهواة وفرقة أحمد الشامى وفرقة على الكسار وفرقة جورج ودولت أبيض وأخيرا فرقة إسماعيل ياسين المسرحية. حينما مرض الشاويش عطية مرض الوفاة، لم يزره صديق عمره إسماعيل ياسين، وبحسب رواية نجله «فتحى» فإن إسماعيل ياسين لم يكن صديق والده، وعندما مرض لم يزره ياسين، وعندما مات والده لم يأت إسماعيل ياسين للعزاء أيضا، مشيرا إلى أن أبو السعود الإبيارى كان صديق والده، ولم يكن له أصدقاء فى الوسط الفني. وحينما سألوه عما إذا كان يوافق على عمل ابنه الوحيد فتحى فى التمثيل رفض قائلا: إن التمثيل مهنة كلها شقاء، حيث كانت أمنيته أن يلتحق ابنه بالكلية الحربية، هذا الابن الذى أنجبه من زوجته الأخيرة التى عاشت معه حتى رحيله،حيث يروى أن من ضمن زيجات الشاويش عطية ال 9 سيدة إيطالية، وأنجبت منه بنتا فى إيطاليا بعدما غادرت مصر وهى حامل فيها عقب انفصالها عن الشاويش عطية، ولا يعرف أحد أى شىء حتى الآن عن هذه الابنة بمن فيهم نجله الوحيد فتحى الذى اختار العمل فى مجال الفنادق حتى الآن. حينما سمع الفنان محمود المليجى بالحالة الصحية والمادية المتدهورة للفنان رياض القصبجى، سارع بالذهاب إلى بيت القصبجى، هو والمنتج جمال الليثى الذى لم يكد يرى رياض القصبجى طريح الفراش حتى خرج ثائرا على نقابة الممثلين، وقام بجمع التبرعات لعلاج القصبجى، وشاركه المخرج فطين عبدالوهاب والسيناريست على الزرقانى . وطلبه المخرج حسن الإمام حينما علم بحالته ليؤدى دورا فى فيلم الخطايا عام 1962، فرح القصبجى وتحامل على نفسه، فلما رآه حسن الإمام أشفق عليه من المجهود فطيب خاطره، لكن القصبجى أصر على أن يدخل البلاتوه ويمثل، فما إن وقف أمام الكاميرا وبدأ فى التمثيل سقط الفنان العملاق وبكى . وظل الشاويش عطية طريحا فى فراشه حتى صباح يوم 23 إبريل سنة 1962، حينما استيقظت زوجته سعاد آخر زوجاته، التى عاشت معه 18 عاما على صوت حشرجة مكتومة، وعندما أسرعت لإحضار الدواء كانت روح الفنان « الشاويش عطية « أو رياض القصبجى قد غادرت إلى ربها.