رويترز ألغى الجيش الإسرائيلي يوم الخميس تصاريح دخول أكثر من 80 ألف فلسطيني لإسرائيل خلال شهر رمضان بعد هجوم شنه فلسطينيان في تل أبيب وأسفر عن مقتل أربعة إسرائيليين. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع يوم الأربعاء في مجمع مطاعم شهير قرب وزارة الدفاع الإسرائيلية لكن حماس وجماعات فلسطينية أخرى سارعت للإشادة بالهجوم. وجاء المهاجمان من منطقة قرب مدينة الخليل بالضفة الغربيةالمحتلة. وكانا يرتديان حلتين ورابطتي عنق وتعاملا باعتبارهما من زبائن مطعم راق قبل أن يسحبا سلاحيهما الآليين ويفتحا النار ويهرع رواد المطعم فزعا. وقبض على المهاجمين وأصيب أحدهما في الهجوم الذي جاء في أعقاب هدوء في الأسابيع الماضية بعد هجمات طعن وإطلاق نار شبه يومية بشوارع إسرائيل. والهجوم الذي وقع أثناء تنزه عائلات في الهواء الطلق في مجمع سارونا هو أعنف هجوم في تل أبيب منذ اندلاع موجة الهجمات الفلسطينية في أكتوبر تشرين الأول الماضي. وبعد مشاورات أمنية أشرف عليها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال الجيش إنه ألغى نحو 83 ألف تصريح صدرت لفلسطينيين من الضفة الغربية لزيارة إسرائيل خلال شهر رمضان. وكانت مثل هذه الإجراءات ومنها تقييد دخول مجمع المسجد الأقصى في قلب مدينة القدس القديمة قد قادت في الماضي إلى زيادة حدة التوتر مع الفلسطينيين. وبعد هجوم تل أبيب الذي قالت الشرطة إنه أسفر عن مقتل أربعة إسرائيليين -رجلين وامرأتين- وإصابة ستة بجروح أطلقت ألعاب نارية في أجزاء من الضفة الغربية. وانطلق الغناء ولوح الناس بالأعلام في بعض المخيمات الفلسطينية. وقال سكان إن ذلك لم يكن احتفالا بإفطار رمضان بل بعملية القتل التي نفذها قريبان من يطا وهي قرية قرب الخليل. وأعلنت الحركة الإسلامية في يطا على موقعها على فيسبوك أن منفذي الهجوم هما "المجاهدان خالد موسى محمد شحاده مخامرة ومحمد أحمد موسى شحاده مخامرة" مشيرة إلى أنهما من كوادر حركة حماس الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة. وقال حسام بدران الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس إن عملية تل أبيب "أولى بشائر شهر رمضان لشعبنا ومقاومته الباسلة وأولى المفاجآت التي تنتظر الاحتلال خلال الشهر الفضيل." وأشار إلى أن الهجوم "يدلّ على فشل كافة إجراءات الاحتلال الرامية إلى وأد الانتفاضة وقتل روح المقاومة في شبابها". وخلال موجة العنف الأخيرة انتقدت الحكومة الإسرائيلية مرارا الفصائل الفلسطينية واتهمتها بالتحريض على الهجمات أو عدم بذل جهد كاف لمنعها. وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ثاني أكبر الفصائل داخل منظمة التحرير الفلسطينية بعد فصيل فتح المدعوم من الغرب والذي يتزعمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن العملية "هي رد طبيعي على الإعدامات الميدانية التي نفذها الكيان الصهيوني ضد شعبنا." واعتبرت الجبهة عملية تل أبيب "رسالة تحدٍ لوزير الحرب الصهيوني (وزير الدفاع اليميني المتطرف أفيجدور) ليبرمان وتأكيد على أن خيار المقاومة هو الأسلوب الأنجع في انتزاع الحقوق، ورسالة رفض لكل المبادرات السياسية المشبوهة." وأدان المنسق الخاص للأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف إطلاق النار الذي أسفر كذلك عن إصابة ستة أشخاص وأبدى قلقه من عدم حديث الفصائل الفلسطينية علنا ضد العنف. وقال في بيان مقتضب "يتعين على الجميع نبذ العنف وأن يقولوا لا للإرهاب ... صدمني أن أرى حماس ترحب بالهجوم الإرهابي. يتعين على الزعماء أن يقفوا ضد العنف والتحريض الذي يشعله." وزار نتنياهو موقع الهجوم بعد دقائق من عودته من زيارة استمرت يومين لموسكو. ووصف الهجوم بأنه "قتل بدم بارد" وتوعد بالرد. وقال "أجرينا مناقشة بشأن سلسلة الإجراءات الهجومية والدفاعية التي سننفذها للتصدي للظاهرة الخطيرة لإطلاقات النار." وأضاف "سنحدد أي شخص تعاون في تنفيذ هذا الهجوم وسنتصرف بحزم وذكاء لمحاربة الإرهاب." وكان من أول الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل إغلاق المنطقة المحيطة بيطا وتعليق 204 تصاريح عمل لأقارب المهاجمين. ومنذ أكتوبر تشرين الثاني الماضي قتل 32 إسرائيليا وأمريكيان زائران على أيدي فلسطينيين. وقتلت القوات الإسرائيلية بالرصاص 196 فلسطينيا على الأقل تقول إن 134 منهم مهاجمون وإن الباقين قتلوا في اشتباكات أو احتجاجات.