⢴ علاء عزت من حق الرياضة المصرية أن نرفع لها القبعة، وأن نقول لها وفقا للمصطلح العالمي الشهير «شابووووه» للرياضة المصرية . في الوقت الذي كانت ومازالت فيه كل المؤسسات والهيئات والمنظمات الرسمية والشعبية في مصر، تبحث علي الورق فقط كيفية تجاوز محنة كارثة سقوط الطائرة الروسية وتفادي توابعها الجسيمة، وكذلك البحث عن طريقة لعودة مصر إلي الخريطة العالمية في كل المجالات، واستعادة بلد الفراعنة لهيبتها ومكانتها علي كوكب الأرض، كانت الرياضة المصرية تسبق الجميع، وبالأفعال وليس بالأقوال أو الشعارات الجوفاء. حتي قبل كارثة إسقاط الطائرة الروسية التي كانت أخطر توابعها مؤامرة بعض الدول لفرض حصار عالمي علي مصر وضرب اقتصادها السياحي، كانت الرياضة المصرية بقيادة المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة تعزف خارج سرب الروتين والرؤيا الضيقة والحلول التقليدية الفاشلة، وكانت أول من نجحت في استعادة الهيبة والمكانة من خلال النجاح اللافت للنظر في استضافة أحداث رياضية عالمية كبري، وإجبار العالم علي الوجود في بلدنا. وكانت البداية في الغردقة، حيث تحدت مصر العالم، ونظمت في عز اشتعال الأزمة بطولة كأس العالم للبلياردو سنوكر بمشاركة 47 دولة من مختلف أنحاء العالم. ونظم الاتحاد المصرى للبلياردو وقفة للنزلاء الأجانب فى فندق "صن رايس" بالغردقة حاملين لافتات مكتوبا عليها " بكل لغات العالم مصر آمنة" و"كلنا بنحب مصر من أجل أن يعلم العالم أجمع أن مصر آمنة. وبينما كانت الجهات الحكومية تبكي آثار الحادث الإرهابي الذي اغتال قلب السياحة، بل الاقتصاد المصري، وقبل أن تخرج أفكار للنور، وفي عز الأحزان، وكان الاتحاد المصري للخماسي الحديث يرسم بسمة بعدما نجح في إقناع أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي بالتصويت لصالح تنظيم مصر لبطولة العالم للكبار عام 2017، وقد نالت مصر الثقة العالمية خلال الاجتماع الذي أقيم في تايوان بحضور ممثلي الاتحادات المحلية من جميع أنحاء العالم. قال ممدوح الشيشتاوي المدير التنفيذي في اللجنة الأوليمبية المصرية إن تنظيم مصر بطولة العالم عام 2017، جاء علي حساب ملفات قوية من أمريكا وبولندا والمجر، وهذا يؤكد ثقة الاتحاد الدولي في قدرة مصر علي تنظيم منافسات مهمة بحضور أهم أبطال اللعبة في العالم. بطولات عالمية علي الأراضي المصرية وكانت أبرز تلك النجاحات علي الإطلاق، هو الفوز بشرف استضافة كأس العالم للرجال لكرة اليد العام 2021 ، وأجمل ما في الأمر أن مصر فازت بشرف تنظيم المونديال علي حساب 3 دول أوروبية وهي المجر وفنلندا والنرويج، وكان اللافت للنظر حرص المهندس خالد عبد العزيز علي الوجود في مدينة "سوتشي" الروسية التي احتضنت اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة اليد، الذي يترأسه المصري الدكتور حسن مصطفي في هذا الأسبوع من الشهر الجاري، وقبل الفوز بتنظيم المونديال العالمي للمرة الثانية في التاريخ بعد تنظيم نسخة العام 1999، كان اتحاد كرة اليد برئاسة خالد حمودة قد نجح في الفوز باستضافة بطولة كأس الأمم الإفريقية التي تقام مطلع العام المقبل. وقبل أسبوع واحد فقط، من الفوز باستضافة مونديال ثاني أشهر الألعاب الجماعية بعد كرة اليد، كانت مصر تحتفل بفوزها باحتضان رياضي عالمي آخر، بعد أن وافق الاتحاد الدولى للإسكواش على تنظيم بطولة العالم للرجال فى مصر خلال الفترة من 12 وحتى 19 ديسمبر المقبل.. وهي المرة الأولي التي تفوز فيها مصر بتنظيم هذه البطولة علي مستوي الكبار، وهي البطولة العالمية التي تشارك فيها 25 دولة عالمية. وتنظم مصر البطولة بدلا من الكويت التى كانت من المقرر أن تنظم المنافسات، لولا قرار اللجنة الأوليمبية الدولية بإيقاف النشاط الرياضى فى الكويت.. وأكد محمد الشناوى نائب رئيس الاتحاد الدولى للعبة أنه تشاور مع الاتحاد المصرى برئاسة عاصم خليفة للتقدم لاستضافة الملف. وأشار المنشاوى إلى أن وزير الشباب والرياضة له دور كبير فى إسناد البطولة لمصر بعد استطلاع رأيه وموافقته دون تردد. النجاحات العالمية المتتالية للرياضة المصرية، دفعت المهندس خالد عبد العزيز إلي الإعلان الأحد الماضي وعلي هامش المؤتمر الصحفي الخاصة، باستضافة مصر لبطولة العالم للإسكواش، عن طلب مصر للاستضافة بطولة العالم لتنس الطاولة تحت 18 عاما التي تقام يوم 29 نوفمبر الجاري، بعد اعتذار فرنسا عن عدم استضافتها على خلفية الأحداث الدموية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس خلال الأيام الماضية. وفي مارس الماضي، أعلن جان فرنسوا بالينكاس رئيس الاتحاد الدولي للرماية عن تنظيم مصر لبطولة العالم للرماية 2016 ، وأشار بالينكاس في تصريحات إعلامية عالمية، إلى أن مصر تعتبر من الدول الإفريقية والعربية التي تمتلك قدرات سياحية تجعلها في منافسة قوية مع الدول الأوروبية في تنظيم تلك الأحداث الرياضية الكبرى. ولأن حلم وضع الرياضة المصرية تحت شمس البطولات العالمية، كان هدفا قديما تم التخطيط له بهدوء، ولم يكن غريبا أن يخرج الإسباني أنطونيو سبينوس رئيس الاتحاد الدولي للكاراتيه قبل عام ونصف العام، معلنا منح مصر شرف تنظيم بطولة العالم 2017. وأضاف سبينوس في المؤتمر صحفي عالمي أقيم وقتها بمقر اللجنة الأوليمبية المصرية، أن مسئولي الاتحاد الدولي للعبة قرروا بالإجماع منح مصر تنظيم تلك البطولة، هذا بالإضافة إلى بطولة «الجائزة الكبرى» عام 2015 . علاج الأزمة بطريقة "صفر المونديال" تعامل الدولة، أو بمعني أدق عدد من المؤسسات والهيئات والنقابات والأحزاب بتلك الطريقة السطحية، القديمة والبالية، مع الكارثة السياحية التي خلفتها العملية الإرهابية التي استهدفت الطائرة الروسية، أعادت إلي أذهان البعض فضيحة "صفر المونديال" الشهيرة . ولمن لا يذكر ، فقد أساءت مصر عند التقدم بطلب ترشيح لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قبل السابقة 2010 ، التعامل مع ملف الاستضافة، وبدلا من البحث عن دعم عالمي مثلما كانت تفعل منافستيها علي شرف التنظيم وقتها، جنوب إفريقيا والمغرب، روجت مصر لتنظيم المونديال داخل مصر، عن طريق حملات داخلية وتوزيع، تماما كما يفعل الجميع الآن مع أزمة السياحة من خلال دعوات المصريين للمصريين بدعم السياحة من خلال تنظيم رحلات لشرم والغردقة، ودعوة رموز المجتمع في كل المجالات، ولاسيما نجوم الفن والغناء إلي تنظيم مهرجانات لن تغني ولا تسمن من جوع، لأنها مجرد دعوات وحملات وقتية لن تكون لها نتائج إيجابية طويلة المدي، وتماما كما كانت الدعاية لحلم تنظيم المونديال محلية، خرجت دعوات إنقاذ السياحة محلية، دون الانفتاح علي العالم ومخاطبته وكسب وده ودعمه قبل تعاطفه، التفكير الضيق داخل الصندوق، جعل مصر تحصل علي صفر من 24 ، وهو عدد أعضاء المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا " عن التصويت، فيما حصلت جنوب إفريقيا علي 14 صوتا، وبالتالي نالت الشرف العظيم كأول وآخر دولة إفريقية حتي الآن تنظم أكبر وأهم وأشهر تظاهرة رياضية عبر التاريخ، مقابل 10 أصوات حصل عليها المغرب.