ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمة عصر اليوم الخميس بعدما شهد مراسم توقيع الاتفاقية الحكومية بين مصر ممثلة فى هيئة المحطات النووية وحكومة روسيا ممثلة فى شركة روز أتوم الروسية العاملة، في مجال بناء المحطات النووية، والتى سيتم بمقتضاها بناء محطة الضبعة النووية. وبدأ السيسي كلمته موجها التحية للحضور، مشيرا إلى أن هذا التوقيع هو الأسرع في تاريخ عقود هذه المحطات، وأنه يأتي في ظل موقف وظروف عصيبة يمر بها العالم، وأن "الهدف من التوقيع في هذا اليوم إرسال رسالة عمل وأمل وسلام لمصر وللعالم كله، تبشر بمستقبل أفضل لشعوبنا والشعوب المحبة للسلام". ووصف السيسي المشروع النووي بأنه "حلم قديم لمصر استغرق سنين طويلة، حلم أن يكون لمصر برنامج نووي سلمي، واليوم نأخذ أول خطوة في سبيل تنفيذ هذا الحلم". وشدد السيسي على أن البرنامج النووي المصري سلمي لإنتاج الطاقة الكهربائية "ونحن ملتزمون التزاما قاطعا وكاملا بتوقيعنا على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، فنحن حريصون على امتلاك معرفة وبرنامج نووي لأغراض سلمية". وأضاف: "القدرت الحقيقية لأي أمة هي العمل والمعرفة والوعي والعمل والصبر، ومن يمتلك هذه المقومات يمتلك حاجات كتير قوي". وأوضح السيسي أن الدولة درست على مدار عام أو أكثر قليلا عروضا كثيرة من شركات ودول في هذا المجال، وتبين أن أفضل العروض هو المقدم من الشركة الروسية، حيث سيتم إنشاء محطة من 4 مفاعلات من الجيل الثالث للطاقة الذرية، الذي هو أقصى ما وصل إليه العلم في هذا المجال". وأكد أنه "تم إجراء دراسات متعمقة واتخاذ ضمانات حقيقية أثناء التنفيذ والتشغيل للاعتبارات البيئية والأمنية، لتتحمل المحطة أي أخطار محتملة حتى اصطدام طائرة وزنها 400 طن بسرعة 500 متر في الثانية" مشيرا إلى أن الشركة الروسية راعت كل الاعتبارات قبل توقيع العقد. وأوضح السيسي أن العرض الروسي كان الأفضل من المنظور الاقتصادي دون الدخول في تفاصيله لأسباب تتعلق به، حيث ينص على سداد ثمن المحطة على 35 سنة، بحيث يكون السداد من الإنتاج الفعلي للكهرباء المنتجة من هذه المحطة. وأكد أنه بالإضافة لذلك تتضمن الاتفاقية برامج تدريب وتأهيل شباب وعلماء مصر في هذا المجال، حيث يشكل الجانب المصري 20% من العاملين في المحطة. ثم انتقل الرئيس إلى الرسائل السياسية والأمنية، حيث أكد أن التوقيع في هذا التوقيت تحديدا له دلالة ورسالة "نؤكد بها متانة العلاقات بيننا وبين روسيا، وأن الشعب المصري متفهم شواغل المواطن الروسي والقيادة الروسية تجاه تأمين مواطنيها". وعن تبعات حادث سقوط الطائرة الروسية، قال الرئيس السيسي: "منذ وقوع الحادث، أبدينا بكل تفهم استعدادنا للتعامل مع جميع الوفود التي وصلت مصر للتحقيق في ملابسات القضية، وذلك لأن أرواح الضحايا مهمة لمصر كما هي أهميتها للآخرين، واتخذنا قرارات بمراجعة الإجراءات الأمنية في المطارات والموانئ، وعلى استعداد للتعاون مع كل من يريد التأكد من عدم وجود أي ثغرة أمنية لدينا". وشدد السيسي على أن موقف مصر من الإرهاب تم إعلانه رسميا والتحذير من مسبباته منذ توليه منصب رئيس الجمهورية، مستطردا: " بعد ما يقرب من عام ونصف احنا شايفين إيه بيحدث في العالم، ونحن في مصر نؤكد مرة أخرى أننا نشارك بكل قوة وفاعلية مع كل الجهود لمكافحة الإرهاب في المنطقة لأمن واستقرار وسلامة شعوبنا، ولشعوب العالم". ووجه السيسي رسالة للقيادة الروسية والشعب الروسي والقيادة الفرنسية والشعب الفرنسي قائلا: نحن معكم، كما قلنا من قبل إننا جزء من التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب. وبمناسبة المرحلة الثانية من الانتخابات، قال الرئيس: "احنا ماشيين على الطريق السليم، خلوا بالكم هنفضل نبني ونشتغل ونعمر في بلدنا، وكل اللي انتو بتشوفوه قلنا عليه قبل كده وإنه لن يكون سببا أبدا لإعاقة تقدم المصريين، وذلك بشرط ألا نهتز ولا نخاف". وأردف بقوله: "الإنجازات التي تحققت بكم يا مصريين عظيمة جدا، ودي كلها خطوات على الطريق، وأمامنا أمل كبير نحققه