ريم عزمى رهائن على طائرة أو فى مدرسة أو سفارة أو مركز تجارى ربما يبدو الأمر مأساويا لكنه يظل مألوفا ولا سيما أن السينما تناولت ذلك مرارا، لكن التخطيط للعملية فى المسرح هذا المكان المخصص للإبداع والفنون وفى مدينة باريس التى ارتبطت دوما بالرومانسية فيبدو غير مألوف! وأعلن أعضاء فريق الروك الأمريكى "إيجلز أوف ديث ميتال Eagles Of Death Metal" الذى شكله فى أواخر التسعينات الصديقان جيسى هيوز وجوش هوم أنهم بخير وكتب الفريق على صفحته على فيسبوك "حاليا نحن مازلنا نحاول تحديد سلامة ومكان وجود جميع أعضاء الفرقة وأفراد الطاقم.ونفكر فى كل الأشخاص الذين حضروا هذا الوضع المأساوى".وقالت جو ايلين هيوز والدة هيوز وهى فى منطقة بالم ديزرت فى كاليفورنيا إنها تحدثت مع ابنها عبر الهاتف بعد الهجوم وإنه لم يصب لكنه "منزعج ومضطرب للغاية".كما أوضح شقيق عازف الايقاع جوليان دورو لصحيفة واشنطن بوست أن الفريق فر من الباب الخلفى للمسرح.وفى المقابل تناقلت اليوم الأحد بعض مواقع الالكترونية خبر وفاة أحد أفرادهم وهو نيك أليكسندر البالغ من العمر 36 عاما. ويصف الصحفى الفرنسى جوليان بيرس وكان فى المسرح وقت الهجوم "ظننا في أول الأمر أن ما حدث جزء من العرض..ألعاب نارية أو ما إلى ذلك.لكن عندما التفتت ورأيته مسلحا ببندقية ورأيت النيران تخرج من فوهة السلاح أدركت أنها ليست مزحة"!! وفى مشهد مرعب وغريب على الفرنسيين فتح أربعة مهاجمين النار على مقاهى ومطاعم خارج مسرح "باتاكلان" قبل أن يدخلوا القاعة التى تتسع لنحو 1500 شخص حيث بيعت جميع التذاكر بها الخاصة بحفل موسيقى للفريق، فى حفلة للترويج لألبومه الرابع وبدأ الجمهور يشعر بأن شيئا ما ليس على ما يرام.وأطلقوا النار على الجمهور مباشرة بعد وقت قصير من الساعة التاسعة مساء بتوقيت باريس قرب مكتب صحيفة شارلى ابدو والتى يحاول الفرنسيون نسيان مأستها التى جرت فى بداية العام الجارى. وعندما توقف أحد المسلحين عن إطلاق النار لإعادة تزويد السلاح بالذخيرة تمكن بيرس من التسلل من جانب المسرح والخروج من أحد منافذ الخروج وحاول البعض القفز من النوافذ، لكن لكن الحظ لم يحالف آخرين..ووصف شاب آخر المشهد قائلا "الناس يسقطون كقطع الدومينو". وقيل أيضا أن الشرطة ردت على ما وصفته بأنه عملية احتجاز رهائن، وفجر ثلاثة من المهاجمين أنفسهم، فيما كانت الشرطة تحاصرهم، بينما قتل الرابع، وبعد اقتحام المسرح قالت الشرطة أن الإرهابيين الذين حبسوا أنفسهم في أحد الأدوار لديهم أحزمة ناسفة فجروها وقتل الأربعة أثناء الهجوم.وأحجمت وزارة الداخلية عن توضيح ما إذا كان هناك مسلحون آخرون فارين. ويذكرنا هذا الهجوم الدامى بهجوم أكثر دموية فى الخريف منذ سنوات على مسرح أيضا وهو أزمة رهائن مسرح دوبروفكا فى موسكو، وهى عملية حصار قام بها ما بين 40 و50 شيشانيا مسلحا ينتمون لجمهورية الشيشان إشكيريا لمسرح موسكو المزدحم فى 23 أكتوبر 2002، محتجزين 850 رهينة أثناء حضورهم لمسرحية "شمال شرق" الموسيقية، ومطالبين بانسحاب القوات الروسية من الشيشان، لإنهاء الحرب الشيشانية الثانية.وقد قاد ذاك الحصار موفسار باراييف.وبعد يومين ونصف من الحصار، ضخت القوات الخاصة الروسية غازًا كيميائيا فى فتحات التهوية في المبنى، ثم إقتحمته.وقتل 39 من المهاجمين على أيدى القوات الروسية، وما لا يقل عن 129 من الرهائن (من بينهم 9 أجانب)، معظمهم بفعل المادة السامة.وقد أدينت روسيا على نطاق واسع لاستخدامها الغاز للاقتحام، ولكن موسكو أصرت على أنها لم يكن لديها مجال للمناورة! وربما هذا هو القصد، أن يقع الاختيار على مكان بعيد كل البعد عن امكانية استهدافه بفضل طابعه الفنى وحيث يوجد تجمع كبير من البشر مستعدين للأجواء الاحتفالية لتكون الصدمة أكبر!!