عزمى عبد الوهاب يناقش الشاعر أحمد عجاج الثلاثاء المقبل بمعهد البحوث العربية والأفريقية بجامعة القاهرة رسالة الماجستير، عن موضوع " البُعد الثقافي للدور المصري في أفريقيا، وتركز الدراسة على فترة ما بعد الحرب الباردة، بالإضافة إلى التعرض للخلفية التاريخية في فترة ماقبل ثورة 23 يوليو 1952 وما بعدها حتى وقتنا الراهن. تؤكد الدراسة على أن البُعد الثقافي لا يقل أهمية عن الأبعاد الأخرى: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والعسكرية، بل إن الثقافة تُعد الركيزة الأساسية لهذه الأبعاد، وأساس كل ما يتعلق بحياة الفرد ومجتمعه الذي يعيش فيه من حيث التقدم أو التأخر والتراجع، وتعزز عملية الانتماء والاندماج الوطني والرضا العام، وتحقق المصالح الوطنية والقومية في الداخل والخارج، من منطلق أن الثقافة تثقف السياسة وأن السياسة تُسيس الثقافة لتحقيق مصالح الدولة. وتأتي أهمية هذه الدراسة من الناحية النظرية، في أن البُعد الثقافي لا يحظى بالاهتمام الكافي، من قِبَل الدراسين والباحثينفي محال العلوم السياسية أو غيرها من العلوم الأخرى، علي النحو الذي يبرز أهمية هذا البُعد وتأثيراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والعسكرية، أما من الناحية العملية فتتمثل الأهمية في كون مصر دولة بضاعتها الثقافة بالأساس، والبعد الثقافي يشكل ركيزة أساسية في صنع العلاقات الدولية وكسر الحواجز الجغرافية والتاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين الشعوب والدول، ومن ثم الاتصال والتواصل والتفاعل والتبادل والتكامل بما يحقق المصالح الاستراتيجية للدولة بأقل تكلفة، خاصة في ظل النظام العالمي الجديد وما صاحبه من ثورة في الاتصالات والمعلومات والتكنولوجيا تحت مُسمي العولمة وما صاحبها من غزو ثقافي. وتهدف هذه الدراسة إلي تتبع مسار البُعد الثقافي للدور المصري في أفريقيا، خلال فترات زمنية مختلفة من تقدم أو تراجع، مع رصد الوضع الراهن وإمكانية تفعيله مرة أخري في قارتنا الأفريقية، من خلال طرح عدد من التساؤلات ومحاولة الإجابة عليها، والتي تمحورت حول نشأة ونمو وتطور البُعد الثقافي للدور المصري في أفريقيا؟ وطبيعة البيئة الأفريقية وتحولاتها التي واكبها علي مر تاريخه؟ وطبيعة البيئة المصرية التي ولد فيها وينتمي إليها ويعبر عنها؟ أيضاً العناصر والقدرات الثقافية المصرية لمتطلبات البُعد وكيفية توظيفها في أفريقيا؟ والتحديات والمعوقات وإمكانية التغلب عليها؟ كذلك التأثيرات الداخلية والخارجية لهذا البُعد في ظل الوضع الراهن المصري والأفريقي والدولي؟ كما تنطلق الدراسة من فرضية أن قوة الدولة لا تتجزأ؛ وأن ثمة علاقة طردية قائمة تحكم العلاقة بين الداخل والخارج للدولة، مع العلم أن الثقافة أحد أهم عناصر القوة الناعمة إلي جانب الأيديولوجية والاقتصاد أو الشركات متعددة الجنسيات، وأنها تخلق المناخ المناسب للدور المصري في أفريقيا، بما لها من رصيد ثقافي وآثار متراكمة تراكم الزمن والتاريخ في القارة الأفريقية، الأمر الذي ينعكس بدوره علي قيام علاقات سياسية واقتصادية راسخة ومستمرة ومتطورة، نظراً لقيامها علي الأساس الثقافي أو العلاقات الثقافية، وما يتميز به من عمق وتحقيق الاستيعاب والاندماج، بعكس العلاقات التي تقوم علي أساس الأبعاد الأخرى منفردة أو في الإطار الحكومي أو علي أساس الدبلوماسية الثقافية، فهي لا تتميز بالاستمرارية والتواصل كما تتميز به الثقافة. وقد اعتمدت هذه الدراسة في منهجها على نظرية الدور ومقولاتها في العلاقات الدولية، وهو الاقتراب الذي يقوم على دراسة محددات الدور، وفاعلية الدور، ونتائجه. كما قسمت الدراسة إلي مبحث تمهيدي، تناول مفهوم الثقافة وعناصر الدور، وأربعة فصول تناول الأول: الصلات والروابط التاريخية الثقافية بين مصر وأفريقيا، وتناول الثاني: الآليات الحكومية وتوظيف الثقافة المصرية في أفريقيا، وتناول الثالث: الآليات غير الحكومية وتوظيف الثقافة المصرية في أفريقيا، أما الفصل الرابع فتناول: التحديات والمعوقات الداخلية والخارجية، وأخيراً خاتمة تناولت تقييم للبُعد والنتائج التي توصلت لها الدراسة، وأيضاً ورؤية مستقبلية ومقترحات لإمكانية تفعيل البُعد الثقافي للدور المصري في أفريقيا.