ريم عزمى ما يميز السينما الأمريكية هو ثراء الإنتاج، حيث تتناول وتقدم نوعيات متباينة وموضوعات لا حصر لها، ومن ضمن هذه الموضوعات نجد أنها تهتم بالعلماء سواء فى إطار الدراما أم الكوميديا أم الرومانسية أو السيرة الذاتية أو الخيال العلمى أو حتى مزيج من هذه الألوان، وبرغم صعوبة هذا الاتجاه لكنه يلقى نجاحا كبيرا، وأحدث هذه الأفلام هو فيلم «نظرية كل شىء The Theory of Everything». إنه فيلم مؤثر عن القصة الحقيقية للعالم ستيفن هوكينج، عن عبقريته ومرضه النادر، وعن ضعف الإنسان وقوته، وعن العلاقة بين الدين والعلم والفن، وعن مشاعر المرأة، والعنوان يحمل مغزى من خلال الجمع بين المعنى العاطفى عن قصة حب وتضحية وفى ذات الوقت هو مصطلح علمى، فنظرية كل شىء أو معادلة الكون تشكل وصفا شموليا للمادة في الفيزياء النظرية، من المفترض أنها قادرة على تفسير جميع الظواهر الفيزيائية بشكل كامل وتفسر جميع المؤثرات الفيزيائية ولا يزال البحث جاريا لمحاولة صياغتها. أوسكار للمحبة وترشح لخمس جوائز فى فبراير الماضى وهو نوعية السيرة الذاتية والرومانسية من إنتاج بريطاني ومن إخراج جيمس مارش وبطولة إيدى ريدماين فى دور ستيفن هوكينج وفيليسيتى جونز فى دور زوجته جين وايلد هوكينج، ومستوحى من كتابها "السفر إلى اللانهاية: حياتى مع ستيفن هوكينج Travelling to Infinity: My Life with Stephen"، الذي يركز على علاقتها شديدة الخصوصية والعذوبة مع زوجها السابق، عالم الفيزياء النظرية وإصابته بداء العصبون الحركى وبرغم إعاقته حقق نجاحات كبيرة في الفيزياء، ولا سيما تخصصه فى الثقوب السوداء فى الفضاء وهو يبلغ من العمر حاليا 72 عاما، وكيف أصرت على الزواج منه برغم مرضه خصوصا أن الأطباء قالوا إن حياته لن تستمر أكثر من عامين، وأنجبت منه 3 أطفال، لكن الحب لا يستطيع الصمود طويلا بسبب الضغوط التى تفجر المشاكل بينهما وبين أسرتيهما، ومع استمرار الضغوط تطلب الانفصال عن زوجها، وعُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي 2014.وفاز ريدماين بجائزة أوسكار أحسن ممثل عن دوره، وهو ممثل إنجليزى من مواليد 6 يناير 1982، بدأ مسيرته الفنية عام 1998 ودرس فى كامبريدج، وأشهر أفلامه "البؤساء" فى 2012 ويعرض له حاليا فيلم "صعود جوبيتر" من نوعية الخيال العلمى.وترشحت ولم تفز فيليستى جونز بجائزة أحسن ممثلة عن دورها، وهى ممثلة إنجليزية بدأت مسيرتها الفنية عام 1996 من خلال التليفزيون، وتخرجت فى جامعة أوكسفورد. المزيد من الأوسكار وفى سياق متصل ترشح فيلم "لعبة التقليد "The Imitation Game لثمانى جوائز أوسكار وفاز جراهام مور بجائزة أحسن سيناريو معد عن أصل أدبى، وهو من نوعية التشويق والتاريخ من إنتاج بريطاني أمريكي مشترك، وهو مأخوذ عن السيرة الذاتية لعالم الرياضيات ومحلل الشفرات وعالم الحاسوب آلان تورينج، الذي كان له الدور الرئيسى في فك شفرة ألمانيا النازية التي ساعدت الحلفاء على الانتصار في الحرب العالمية الثانية، لكن لاحقا تتم محاكمته بسبب مثليته الجنسية، وفاز الفيلم فى مهرجان تورنتو السينمائي الدولي فى دورته رقم 39، حيث بجائزة أختيار الجماهير لأفضل فيلم، وهي أعلى جائزة في المهرجان، وهو بطولة بيندكت كامبرباتشمن الذى ترشح ولم يفز بجائزة أوسكار كأحسن ممثل عن دوره، هو ممثل تليفزيونى وسينمائى ومسرحى بريطانى، وأدواره الأكثر شهرة تشمل دور العالم ستيفن هوكينج أيضا فى فيلم تليفزيونى فى 2004.وفازت النجمة الأمريكية الإنجليزية ذات الشعر الأحمر جوليان مور بجائزة أوسكار كأحسن ممثلة عن دورها فى فيلم "لا تزال أليس"Still Alice وهو فيلم من نوعية الدراما ويشاركها فى البطولة النجم أليك بالدوين وفاز الفيلم بجائزتى الكرة الذهبية، وتدور أحداث القصة المؤثرة كذلك حين أصيبت أليس هولاند بمرض ألزهايمر، وهى أستاذ علم النفس بجامعة هارفارد ذات شخصية قوية ومستقلة، ولكنها تبدأ فى المعاناة بعد نسيان بعض الأحداث في حياتها! واقع أقوى من الخيال "شبكة التواصل الاجتماعى" يتناول الفيلم السيرة الذاتية للشاب العبقرى مارك زوكربرج مبتكر موقع "فيسبوك" الأشهر فى عالم التواصل الاجتماعى على شبكة الإنترنت، والذى تحول إلى أصغر ملياردير فى العالم وهو فى ال23 من عمره، وحافظ على لقبه الذى منحته إياه مجلة "فوربس" المتخصصة فى المال، حيث بلغت 6.9 مليار دولار فى عام 2010، واستند الفيلم إلى كتاب "مليونيرات بالمصادفة" وبعضه مبنى على حقائق والتى تصف زوكربرج بأنه انطوائى وعبقرى مهووس ويتوجه لابتكار نوع جديد من التفاعل الاجتماعي من خلال الإنترنت، برغم أن هذا تسبب في فقده أقرب أصدقائه في حياته الواقعية! وفاز الفيلم فى 2011 بثلاث جوائز أوسكار، وفيلم "عقل جميل" وهو أمريكى عن قصة حياة جون فوربس ناش الحائز علي جائزة نوبل في الاقتصاد، ومن إخراج رون هوارد وكتبه أكيفا جولدسمان، ومستوحى من الكتاب الأعلى مبيعا، والمرشح لجائزة بوليتزر عام 1998 والذى يحمل نفس الاسم من تأليف سيلفيا نصار، وقام ببطولته النجم النيوزيلندى راسل كرو والأمريكية جينيفر كونيللى، حيث يتصور عالم الرياضيات العبقرى أن ضابط مخابرات أمريكى يزوره ويجنده في زمن الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتى ويعيش البطل مع شخصياته الوهمية في النصف الأول من الفيلم، ثم يفاجئنا بحقيقة المواجهة بين البطل وذاته، ويكتشف إصابته بانفصام فى الشخصية ويتلقى علاجا نفسيا يمكنه من استعادة التوازن وممارسة حياته بشكل طبيعى إلى حد ما، وفاز الفيلم بأربع جوائز أوسكار فى 2002. مآسى العباقرة فيلم "ويل هانتنج الطيب" من نوعية الدراما وإنتاج أمريكى بطولة مات ديمون وبن أفليك وروبين وليامز، تدور أحداث الفيلم في بوسطن حول شاب أيرلندى كاثوليكى مضطرب، وبرغم من عبقريته وألمعيته بالرياضيات وقدرته على التعلم الذاتى فهو يعمل حارسا لمعهد ماساتشوستس للتقنية، لكن عليه أن يتعلم كيف يتغلب على خوفه العميق من العزلة كى يصبح قادرا على مبادلة الثقة والحب لمن يهتمون لأمره بمساعدة طبيب نفسى، وفاز الفيلم بجائزتى أوسكار: أفضل ممثل مساعد لوليامز وأفضل سيناريو أصلي لأفليك وديمون فى 1998، وفيلم "لوسى " هو من تأليف وإخراج ومونتاج وإنتاج لوك بيسون ولديه تجربة ناجحة سابقة مع أفلام الخيال العلمى من خلال "العنصر الخامس"، وبطولة سكارليت جوهانسون ومورجان فريمان وعمرو واكد، وحقق الفيلم في الولاياتالمتحدة نجاحا كبيرا برغم أنه إنتاج فرنسى، حيث نرى تأثير مادة مخدرة مبتكرة بجرعة زائدة على الشابة لوسى، فهى تزيد من استعمالها لقدرتها الدماغية وهو ما يجعلها إنسانة خارقة قادرة على استيعاب المعلومات بشكل فورى، والتحكم بالآخرين وتحريك الأشياء ذهنيا وتحمل الآلام وقدرات أخرى! وكلما مر الوقت كلما زادت قدرات لوسي الخارقة، لكنها أيضا تواجه مشكلات تهدد حياتها، فهى على وشك التلاشى! ثم نتعرف على نظريات أخرى منها الجاذبية والفوضى والنسبية التى تتعلق بالزمان والمكان والطاقة وتعرف ب"الزمكان". مغامرات العلوم هو واحد من أكثر الأفلام تأثيرا وتعقيدا خلال نهاية 2014 وبداية 2015، وهو من نوعية الخيال العلمى الذى يتخذ بعدا فلسفيا وروحانيا ويستند لنظرية علمية بالفعل لكيب ثورن متعلقة بالسفر عبر الزمن بعنوان إنترستيلر أو "بين النجوم" من نوعية الخيال العلمى من إخراج كريستوفر نولان وبطولة ماثيو ماكونهى وآن هاثاواى، حيث يسافر فريق من رواد فضاء عبر ثقب دودى فى محاولة للبحث عن كوكب آخر صالح للحياة غير الأرض التي أصبحت تحتضر ولابد من إيجاد بديل للبشر على كوكب آخر، ويناقش الفيلم أيضا نظرية الزمان. وتضمن الفيلم الاستخدام الواسع للمؤثرات العملية والمصغرة، وفاز بجائزة أوسكار كأحسن مؤثرات بصرية، فضلا عن العديد من الجوائز الأخرى والترشيحات.ومن إنتاج 2010 فيلم "ترون: الإرث"الذى يغلف أيضا الخيال بإطار فلسفى، حيث نرى الطفل سام فلين يعانى من فقدان والده الذى اختفى فجأة، وعندما يصبح شابا يتمكن من فهم بعض الأشياء ويدخل إلى عالم مواز صنعه والده المتخصص فى البرمجيات، ويتمكن من مقابلته وهذا العالم العجيب يعتمد على ألعاب الفيديو! ويجد سام فلين نفسه مضطرا لمجاراة منافسين مبتكرين حتى يبقى على حياته، كذلك يتصدى لإحدى الشخصيات المبتكرة الشريرة وتحمل اسم "كلو" لتخليص والده من براثنها! وندرك أن والده بعدما صنع كلو أصبح أسيرا له! ولا يمكننا أن ننسى العديد من إنتاج الخيال العلمى الذى حقق أعلى الأرباح مثل "أفاتار" وسلسلة "حرب النجوم" و"روبوكوب" ومن الخيال العلمى الذى يرتبط بالكوميديا "العودة إلى المستقبل" و"هجوم المريخ" و"فلابر".