سوزى الجنيدى عادل أبوطالب بدأت مصر فى اتخاذ خطوات سريعة سواء على المستوى الداخلى أم الخارجى من أجل تحقيق عدة أهداف، أولها، توجيه ضربة قوية لتنظيم داعش فى ليبيا عن طريق عدة طلعات جوية مستمرة، فى نفس الوقت تأمين الداخل المصرى والمنشآت الحيوية، وثانيا، إجراء الاتصالات الدولية مع الأطراف الفاعلة ومجلس الأمن، من أجل تنظيم تحرك دولى مكثف للوصول إلى حل للأوضاع فى ليبيا، بحيث لا تقف مصر وحدها فى حربها ضد الإرهاب فى ليبيا وسيناء خصوصا، وثالثا، اتخاذ خطوات لإجلاء المصريين من ليبيا، ورابعا التأكيد على أهمية تشكيل قوة عربية عسكرية للتدخل السريع فى فترة الأزمات. تشير مصادر مطلعة أن الاتصالات لم تنقطع بين وزير الخارجية سامح شكرى وعدد من نظرائه الدوليين لم تنقطع طوال الأيام الماضية لتقديم التعازى والإعلان عن الإدانة لحادث قتل المصريين فى ليبيا، كما أجرى شكرى اتصالات ولقاءات من أجل تحقيق تلك الأهداف الأربعة، وتوجه إلى نيويوركوواشنطن للتباحث مع أعضاء مجلس الأمن وحضور موتمر مكافحة الإرهاب الذى دعا إليه الرئيس الأمريكى باراك أوباما والدفع لعقداجتماع طارئ لمجلس الأمن حول الأوضاع فى ليبيا. وتمثل خطوة تشكيل قوة عربية بمثابة تحرك إيجابى عربى مهم لمكافحة الإرهاب ويوضح سامح شكرى وزير الخارجية ردا على سؤال ل«الأهرام العربى» أن هذا الموضوع يتم تناوله فى كثير من اللقاءات بين الزعماء العرب وعلى مستوى وزراء الخارجية وهناك أفكار عديدة فيما يتعلق بحماية الأمن القومى العربى، وأمن الخليج ودور مصر الحيوي فى أى منظومة لتحقيق الأمن فى المنطقة، وبالتأكيد فإن من ضمن هذه الأفكار فكرة تشكيل قوة تدخل عربى سريع ودعم الأشقاء فى الخليج والأردن والتعاون على مستوى القوات المسلحة لهذه الدول. وكشف ناصر القدوة مبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا النقاب، عن أن تشكيل قوة عربية موحدة للمساعدة فى مواجهة المخاطر التى يمكن أن تتعرض لها الدول العربية فى مواجهة الإرهاب ومواجهة غيره، هو من بين الأفكار التى طرحتها بالفعل الأمانة العامة للجامعة العربية. جاء ذلك ردا على سؤال حول ما إذا كان مطروحا تشكيل قوة عربية للتدخل السريع لمكافحة الإرهاب المتنامى أسوة بقوة التدخل التابعة للاتحاد الإفريقى، لاسيما وأن الوضع على الأرض يتطلب ذلك بدلا من استجداء قوات من الخارج، مضيفا أن الفكرة قيد البحث وتقوم على تشكيل قوة عربية موحدة للمساعدة فى مواجهة المخاطر التى يمكن أن تتعرض لها الدول العربية فى مواجهة الإرهاب ومواجهة غيره. وتسعى الأمانة العامة للجامعة العربية لتقديم غطاء لهذا التحالف حيث أكد نبيل العربى الأمين العام للجامعة على حق مصر فى الدفاع عن نفسها واتخاذ خطوات ضد هذه الجماعات الإرهابية. وقال أحمد بن حلى، نائب الأمين العام للجامعة العربية، ل «الأهرام العربى» إن «الجامعة العربية تؤيد بكل قوة الضربات الجوية التى قامت بها القوات المصرية وكل ما تقوم به مصر من إجراءات للدفاع عن مواطنيها واستقرارها وأمنها». ولفت بن حلى النظر إلى أن «موقف الجامعة التضامنى مع مصر هو موقف تتخذه مع جميع الدول العربية التى تتعرض لتهديدات». مصادر فى جامعة الدول العربية أكدت ل «الأهرام العربى» أن مصر تستند فى هذا الصدد إلى قرارات الدورة رقم 142 فيما اتخذته من آليات لمواجهة الإرهاب والتى أسفرت عن غطاء عربى شامل لاتخاذ جميع الإجراءات لمواجهة إرهاب داعش بقرار انتهى إليه وزراء الخارجية العرب فى هذا الشأن. وكان مجلس جامعة الدول العربية قد دعا فى دورته رقم 142 إلى وضع إستراتيجيات وطنية وإقليمية لمواجهة التنظيمات «الإرهابية» خصوصا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وأعرب المجلس فى قرار له عن إدانته لأعمال الإرهاب التى تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة العربية وتقويض كيانات بعض الدول العربية وتهديد أمنها وسلامة أراضيها ودعمه لجهود الدول العربية، فيما يتخذ من تدابير لمواجهة الهجمات الإرهابية والتصدى لكل من يقف وراءها أو يدعمها أو يحرض عليها. وأدان جميع «الأعمال الإرهابية» التى تستهدف العراق وتقوم بها التنظيمات الإرهابية لاسيما (داعش) من جرائم وانتهاكات ضد المدنيين العراقيين. ودعا الدول العربية التى لم توقع أو تصادق على الاتفاقيات العربية فى مجال التعاون الأمنى والقضائى إلى أن تبادر إلى ذلك بأسرع وقت ممكن، خصوصا تلك الاتفاقيات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. كما دعا الدول العربية إلى المصادقة على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب وتطبيق بنودها دون إبطاء وتفعيل الآلية التنفيذية للاتفاقية. وطالب جميع الدول العربية بتكثيف تبادل المعلومات عن الوقائع المتصلة بالإرهاب حسب الحاجة ومواصلة الجهود لإنشاء شبكة للتعاون القضائى العربى فى مجال مكافحة الإرهاب.و حث الدول العربية على وضع إستراتيجيات وطنية وإقليمية للوقاية من الإرهاب . ورحب باقتراح مصر بعقد اجتماع مشترك لمجلسى وزراء العدل والداخلية العرب لتفعيل الاتفاقيات الأمنية والقضائية العربية ودعوة الجهات المعنية فى الدول العربية إلى المشاركة بكثافة فى هذا المؤتمر. وأوضح أحمد بن حلى، نائب الأمين العام للجامعة العربية أن الاجتماع الوزارى الذى كان مقررا له الأربعاء الماضى لمناقشة الوضع فى اليمن قد تأجل وتم استبداله باجتماع تشاورى على مستوى المندوبين لمناقشة تداعيات الجريمة النكراء التى تعرض لها الرعايا المصريون فى ليبيا، بالإضافة إلى توجيه رسالة تضامن وتأييد إلى مصر. وكذلك لحرص عدد من وزراء الخارجية العرب على المشاركة فى دعوة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لعقد قمة فى واشنطن لبحث موضوع مكافحة الإرهاب . وأشار إلى أن «الهدف من مناقشة هذا هو موضوع التضامن مع مصر هو توجيه رسالة تأييد إلى مصر التى تقوم حاليا بإجراءات وتدابير للحفظ على أمن مواطنيها وأمنها القومي». وتوضح المصادر المطلعة أن مصر بدأت من نحو أسبوعين فى التنسيق والتحرك لطلب الدعم من مجلس الأمن والمنظمات الدولية بالنسبة لمحاربة الإرهاب فى ليبيا وسيناء، حيث أجرى وزير الخارجية سامح شكرى اتصالات مكثفة مع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى والبريطانى هاموند والفرنسي فابيوس والروسي ووزراء خارحية السعودية والإمارات والأردن، وكذا الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى، أوضح وزير الخارجية ردا على سؤال ل«الأهرام العربى» أن مصر لديها رؤية واضحة فيما يتعلق بشمولية قضية الإرهاب، وضرورة أن يتم تناولها من منظور شامل سواء ارتبطا بالتنظيمات أو بالمكونات السياسية والثقافية ذات الصلة ومعالجة هذه المكونات بشكل متكامل، ومن هذا المنطلق فإننا لا نرى أى فارق بين التنظيمات الإرهابية فى الأراضى الليبية أو النيجيرية، أو فى مالى أو فى العراق أو سوريا فكلها منظمات تنتمى إلى فكر عقائدي وتفكيرى واحد وتسعى لتحقيق مصالح سياسية واحدة، بالتالى فلابد أن يتم التعامل معها دون أى ازدواحية. وكان شكري قد تلقى اتصالا هاتفيا من سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي الذي نقل تعازي بلاده الحارة في شهداء الحادث الإرهابي ووقوف روسيا إلي جانب مصر واستعدادها لتقديم جميع أشكال الدعم السياسي والأمني والعسكري. كما قام شكري فور وصوله إلى نيويورك بالاجتماع مع مندوبة الأردن باعتبارها العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن، ومع مندوب ليبيا بهدف التنسيق والتحضير للتحرك المرتقب في مجلس الأمن لبحث الحادث الإرهابي وتداعياته وسبل مواجهة خطر الإرهاب في ليبيا باعتباره يهدد الأمن والسلم الدوليين، خصوصا بعد أن تقرر عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الأربعاء الماضى، ومن جانب آخر وداخل مبنى وزارة الخارجية توافد السفراء الأجانب المعتمدين في القاهرة بعد استدعائهم تباعا لإطلاعهم على تطورات الموقف بعد الحادث البربري، وتأكيد الخطورة البالغة لاستشراء الإرهاب في العالم، وبصفة خاصة في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا ليبيا، وضرورة تحمل المجتمع الدولي مسئولياته. وأكد السفير بدر عبد العاطى ، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية ل«الأهرام العربى» أنه سيتم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة وفقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى لتأمين وتقديم التسهيلات للمواطنين المصريين الراغبين فى العودة من الأراضى الليبية. وكشف عن وجود تنسيق مع عدد من الدول الشقيقة المجاورة لليبيا.. مشيرا إلى أن هناك إجراءات محددة يتم التنسيق بشأنها، كما تم تخصيص غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة وأرقام هواتف فى حالة وجود أية استفسارات أو بيانات تسهل على المواطنين . وردا على سؤال ل«الأهرام العربى» حول هدف التحركات المصرية فى مجلس الأمن قال عبد العاطى: إن الرئيس السيسي ذكر أن مصر لا تقوم بالدفاع غن نفسها فقط بل تدافع عن الإنسانية جميعا فى الحرب التى تخوضها، ولا توجد دولة فى العالم محصنة من خطر الإرهاب، وللأسف الشديد فإن البعض فى الخارج لم يتعامل مع الرؤية المصرية بنفس الجدية. وأضاف أن الهدف الأساسى لتحركات وزير الخارجية فى الولاياتالمتحدة هو تحميل المجتمع الدولى مسئولياته، ولا ننسى أن مجلس الأمن هو الجهة الرئيسية فى إطار منظومة الأممالمتحدة، وطبقا لميثاق الأممالمتحدة المنوط بها اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحفظ السلم والأمن الدوليين والوضع فى ليبيا فى حالة فوضى وخارج عن سيطرة الحكومة. كما التقى وزير الخارجية فور وصوله بان كى مون سكرتير عام الأممالمتحدة الأعضاء الخمسة عشر الدائمين فى مجلس الأمن لمطالبة المجلس والأممالمتحدة بتحمل مسئولياتها فى هذا الشأن، وأيضا كانت هناك لقاءات للوزير مع أعضاء التحالف الدولى ضد داعش فى واشنطن، حيث إن مصر عضو فاعل فى هذا التحالف، وتتعاون فى المشاركة فى المعلومات الاستخباراتية عن التنظيمات الإرهابية وداعش وتقوم بجهد ضخم فى وقف عمليات تهريب الأموال وتمويل الجماعات الإرهابية، وتقوم بجهد كبير فيما يتعلق بدحض الأفكار التدميرية لهذه الاجتماعات التكفيرين ونشر قيم الإسلام المعتدل، وبالتالى فإن مصر طرف فاعل فى التحالف الدولى تتوقع كعضو فى التحالف أن يكون هناك دعم كامل على المستوى السياسى أو المادى باعتبار أننا نواجه نفس العدو ونفس التنظيم الإرهابى وتنظيمات أخرى مماثلة، وإذا كانت هناك إجراءات رادعة تقوم بها الدول ضد هذا التنظيم فى سورياوالعراق فمن باب أولى أن يكون هناك ذات الحسم والقوة تجاه هذا التنظيم الشرير فى ليبيا. وأكد وجود اتصالات وتشاور مستمر مع دول عربية شقيقة مجاورة لليبيا.. وتم إحاطتها علما بالتطورات أولا بأول سواء فيما يتعلق بالإجراءات التى تتخذها مصر للدفاع عن نفسها أو الإجراءات التى يتم تفعيلها على الأرض وفقا لتكليفات الرئيس السيسى، والتى تتعلق بالمنع التام والحظر الشامل على سفر المصريين إلى ليبيا تحت أى ظرف أو مسمى.