اكد برهان غليون رئيس المجلس الوطني السورى انه لولا الدعم الايراني والغطاء السياسي الروسي لما جرأ نظام الاسد على التمادي في هذا العنف الذي لم يحدث في التاريخ. وأوضح ان الايرانيين يعتقدون ان المعركة في دمشق هي معركتهم قبل ان تكون معركة الاسد .. وهم يدافعون عن مشروع ايران ان تكون سلطة او قوة اقليمية كبيرة.. وسوريا هى التي تقدم لها هذه المنصة لتكون قوة اقليمية كبيرة، قائلا انه لا يعتقد ان قضية الموقف الايراني هي قناعة عقلية فهناك وقائع سياسية تفرض نفسها لكننا نتمنى على الايرانيين حتى يضمنوا مصالحهم في سوريا المستقبل التي لن تكون ابدا سوريا الاسد /على حد قوله/. جاء ذلك عقب استقبال وزير الخارجية المصرى محمد عمرو اليوم وفد المجلس الوطنى السورى برئاسة برهان غليون .. وضم الوفد عددا من قيادات المجلس من بينهم بسمة قضمانى وعبد الباسط سيد وأحمد رمضان . وصرح برهان غليون عقب المقابلة بأنه تمت مناقشة العلاقات بين مصر الشقيقة والمجلس الوطنى والثورة السورية . .وأشاد بموقف مصر الثابت فى دعم قضية الشعب السورى .. وأضاف أن الوفد أكد متانة هذه العلاقات واستمرار التعاون الوثيق بين المجلس الوطنى والحكومة المصرية كما تم التشاور حول مبادرة كوفى أنان ومبادرة السلام وكانت الآراء متفقة على دعم هذه المبادرة واعطائها الفرص حتى تنجح ونستطيع أن نصل لطريق آمن لاخراج سوريا من الأزمة الراهنة وتحقيق مطالب الشعب السورى والثورة السورية . وأوضح أنه تمت مناقشة الدور الذى يمكن لمصر أن تلعبه الى جانب الثورة السورية فى العلاقات الدولية وخاصة مع روسيا والصين . وحول ما الذى يمكن أن يضيفه التفاعل المصرى مع الثورة السورية لحلحلة الوضع فى سوريا قال غليون اننا نريد أن الشعب السورى الذى يعيش الآن محنة حقيقة أن يشعر أن مصر أولا وأن العالم العربى يحتضن ثورته وأن العالم العربى هو مرجعه وأنه مهما حدث واذا فشلت أى خطة أن العالم العربى ومصر بخاصة ستكون الى جانبه ولن تتركه وحيدا أمام طغيان النظام . ونعتقد أن هذا أمر مهم للغاية على المستوى السياسى وعلى المستوى المعنوى بالنسبة للمجلس الوطنى وللشعب السورى . وحول الدعوة لتوحيد قوى المعارضة فى الداخل والخارج قال غليون اننا تحدثنا أيضا عن قضايا توحيد المعارضة واتفقنا على أن مشروع المجلس الوطنى من أجل الاعداد للقاء تشاورى يجمع جميع ممثلى المعارضة السورية والمجتمع المدنى من أجل نقاش اعادة هيكلة المجلس وتوسيعه بحيث يعكس كل أطياف المعارضة والثورة فى سوريا .. وقد ناقشنا هذا الموضوع أيضا وعرضنا هذا المشروع وتم الاتفاق على أن ذلك سيكون خطوة مهمة جدا لتوحيد المعارضة. وأكد برهان غليون رئيس المجلس الوطني السورى انه بدون دعم ايران لكان نظام بشار الاسد قد سقط منذ فترة .. واضاف قال "لولا الدعم الايراني و لولا الغطاء السياسي الروسي لما جرأ نظام الاسد على التمادي في هذا العنف الذي لم يحدث في التاريخ. وحول عدم اعتراف مصر بالمجلس الوطني السوري قال غليون انه يعتقد ان كل الدول اعترفت بشكل جماعي بالمجلس الوطني وعلى كل حال فان علاقات المجلس الوطني مع مصر هي علاقات اعتراف بل وفوق الاعتراف .. و لا تهمنا الشكليات واضاف"المجلس الوطني سوف يفتح مكتبا في مصر ايضا" و تابع هذا المكتب موجود في مصر ولكنه سيكون اكثر رسمية. وحول تقيبمه لمرتقبي الجامعة العربية شدد على ان النظام السوري يراوغ .. وبعد خروج المراقبيين من المدينة يبدأ في قصفها مجددا ليعاقب السكان ولذلك قررت البعثة ان تبقي مراقبيين اثنين في حمص حتى الان .. معربا عن اعتقاده بضرورة عمل البعثة بشكل ديناميكي اكبر واسرع حتى تستطيع ان تبقى في المدن ولا ينبغي ان تأتي البعثة ثم تترك المدينة فلا بد ان يبقى دائما مراقبون داخل المدن حتى يشهدوا على عمليات القصف الاجرامي التي تقوم بها السلطة. وحول ما اذا كان توحيد المعارضة يعني توحيد قيادة المعارضة قال برهان غليون: كنا عرضنا مشروعا لتوسيع المجلس الوطني واعادة هيكلته بما سيمح له ان يضم اوسع اطياف المعارضة الاخري والتنسيق مع الاطراف التي لاتريد لسبب او اخر او ليس لديها رغبة في ان تعمل من داخل المجلس الوطني. وحول ما اذا كانت هناك مطالب معينة للمجلس من مصر قال انه ليس هناك مطالب ولكن هناك دعم للثورة السورية و المعارضة السورية و توحيد المعارضة السورية ودعم لقضية الشعب السوري، مضيفا انه ليس هناك خلاف فيما يتعلق بالموقف الحاسم لمصر من النظام الراهن في سوريا وبالتالي من تأييد ثورة الشعب السوري من اجل الحرية. وحول الدعوة الموجهة لاجتماع قوى المعارضة السورية في الداخل و الخارج بالقاهرة قال ان اللقاء التشاوري الذي يمكن هو نفسه لقاء المعارضة او مؤتمر المعارضة سيكون في اطار الجامعة العربية بالقاهرة. وعن موضوع تسليح المعارضة السورية والمخاوف من ان يتسبب في حرب اهلية قال غليون انه لم يتم طرح موضوع التسليح مع وزير الخارجية كما انه لم يقم بطرحه ولكننا طرحنا عليه ان من مهام المجلس الوطني اليوم ان يملأ الفراغ الذي تركته السلطة والحفاظ على امن المدنيين و الحفاظ على وحدة سوريا والعمل من اجل اغاثة الشعب السوري المنكوب و العمل من اجل وضع القوى المسلحة داخل سوريا تحت اشراف سياسي من جانب المجلس الوطني و توحيدها تحت قيادة عسكرية و عدم السماح بوجود ميليشيات متنازعة .. وهذة مهام تقع تحت اطار تحويل المعارضة الى سلطة بديلة و اعادة بناء سوريا و الاسس و المؤسساسات السورية منذ الان وبما يمكننا من الانتقال بشكل سلس وبدون ازمات نحو نظام ديمقراطي. وحول موعد لقاء المعارضة تحت مظلة الجامعة العربية قال غليون "خلال الأسبوعين او الثلاثة القادمة". وعن توقعاته بالنسبة للمدى الزمني لسقوط نظام بشار الاسد والمخاوف من انكسار المعارضة السورية قال برهان غليون انه من الصعب في هذا الاطار تحديد زمن فيما يخص سقوط بشار الاسد و لكن من المؤكد أن الشعب السوري سيستمر وقد ضحى بالكثير في هذة الثورة ولن يتراجع عن أهدافه في ازالة هذا النظام من الوجود واسقاطه بكل رموزه مهما حدث حتى لو فقد عشرات الالف من ابنائه كذا اقامة دولة ديمقراطية وحكومة تميلية تضم كافة اطياف الشعب السوري. من جانبه أكد محمد عمرو وزير الخارجية أن تطورات الأزمة السورية قد أثبتت أن ما طرحته مصر من أفكار منذ بداية الأزمة كان ولازال الرؤية الوحيدة القابلة للتطبيق، حيث أن كل ما جرى طرحه من مواقف لاحقة لم يخرج فى جوهره عن الطرح المصرى لسبل حل الأزمة ، وصرح الوزير المفوض عمرو رشدى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية بأن الوزير قد أوضح أن ما يسعى الجميع لتحقيقه الآن لا يخرج فى مضمونه عن المحاور التى طرحتها مصر لحل الأزمة منذ أغسطس الماضى ، والمتمثلة فى رفض التدخل الأجنبى واستبعاد الحل الأمنى أو العسكرى للأزمة ووقف العنف وحقن الدماء وبدء حوار جدى بين الحكومة والمعارضة السورية حول مستقبل البلاد وآلية الإصلاحات ، مشيرا إلى ضرورة تقييم المواقف والمقترحات بحسب قابليتها للتطبيق على أرض الواقع وليس بعلو النبرات أو نارية التعبيرات المستخدمة. كما أكد وزير الخارجية أيضا على حتمية قيام المعارضة السورية بتوحيد صفوفها والانتظام فى كيان واحد يقدم رؤية موحدة للعالم الخارجى بشأن مستقبل سوريا ، مشيرا إلى أن هذا فى حد ذاته سيبعث برسالة طمأنة لجميع الأطراف الإقليمية والدولية بشأن إمكانية الحوار مع المعارضة والتعامل معها باعتبارها معبرة عن آمال الشعب السورى، كما شدد على ضرورة دعم عمل كوفى أنان المبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة ونشر المراقبين فى سوريا للمعاونة فى وقف العنف وإراقة الدماء.