هاني بدر الدين قال الدكتور مصطفى البرغوثي، الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، ان عام 2014 يعتبر الاكثر دموية في تاريخ اسرائيل، حيث قامت اسرائيل بسلسلة من جرائم القتل والتدمير الممنهج والارهاب المنظم مستخدمة في ذلك جميع انواع الاسلحة وخاصة اثناء عدوانها على قطاع غزة. جاءت تصريحات الدكتور مصطفى البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده في مركز وطن للاعلام اليوم، في رام الله،، وقدم خلاله شرحا تفصيليا لأبرز وأهم الاحداث خلال العام 2014 بالارقام والصور والبيانات مجريا مقارنة منهجية ما بين العام 2014 وعام 2013 تحت عنوان " حصيلة عام 2014 بالارقام والاحصائيات،والتحديات المستقبلية أمام الشعب الفلسطيني". وأضاف الدكتور مصطفى البرغوثي، أن العدوان الاسرائيل على الشعب الفلسطيني بدأ في شهر أيار عندما أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي على المظاهرات الشعبية التي خرجت في ذكرى النكبة والنكسة وقتلت نديم نوارة ومحمد الظاهر، معتبرا أن العدوان الاسرائيلي بدأ على الضفة الغربية واستكمل بشن عدوان بربري وهمجي على قطاع غزة . واشار الدكتور مصطفى البرغوثي، الى ارتكاب اسرائيل جريمة بشعة باطلاق الرصاص الحي وبشكل عشوائي على المتظاهرين الذين خرجوا في مسيرة ال 50 الف التي اتجهت الى معبر قلنديا الاحتلالي بالاضافة الى المظاهرات التي خرجت في مدينة الخليل مما ادى الى اصابة اكثر من 200 جريح بالرصاص في غضون 3 ساعات . وعرض الدكتور مصطفى البرغوثي، حصيلة الشهداء والجرحى في فلسطيني، مجريا مقارنتا بين عام 2014 وعام 2013 والضفة الغربية وقطاع غزة حيث تبين الارقام ارتفاع عدد الشهداء في عام 2014 بالمقارنة مع عام 2013 الى 61 ضعقف في حين ارتفع عدد الجرحى في قطاع غزة الى 133 ضعف بالقارنة بالعام 2013 كما موضح في الرسوم البيانية: وبين الدكتور مصطفى البرغوثي، أنه اذا تم مقارنة عدد الشهداء والجرحى في فلسطين بالمقارنة مع عدد سكان الولايات المريكية المتحدة نسبة وتناسب لكان هناك ما يزيد عن 400 الف قتيل و2 مليون جريح، وأكد أن الولايات المتحدة خاضت 7 حروب في العالم في أعقاب مقتل 4 آلاف مواطن خلال أحداث سبتمبر 2001 فماذا كانت ستفعل لو خسرت 400 الف قتيل. قال الدكتور مصطفى البرغوثي، أن اسرائيل قامت ب 3000 عملية اعتقال خلال عام 2014، منهم 28 نائب في المجلس التشريعي و181 طفل، وأشار الى زيادة عدد الاسرى الى 6500 اسير بالمقارنة مع عام 2013 والذي كان فيه 4763 أسير بزيادة مقدراها 1737 أسير، منهم 500 محكوم اداري بالمقارنة مع العام 2013 والذي كان فيه 148 محكوما اداريا، و16 امرأة في حين ان العام 2013 كان فيه 15 امرأة. العدوان على قطاع غزة : واضاف الدكتور مصطفى البرغوثي، وحسب آخر تقرير للامم المتحدة أن 96 الف منشأة تم تدميرها خلال العدوان، منها 18 ألف بيت دمرت بشكل كامل، و7 آلاف بيت مسحت من الوجود، و78 منشئة دمرت بشكل جزئي، وتم تدمير 13 مركز صحي، و180 مسجد 71 منها مدر بشكل كامل، وتم تدمير 10 مقابر . وأشار الدكتور مصطفى البرغوثي، الى ان الاحتلال الاسرائيلي استخدم جميع انواع الاسلحة اثناء العدوان على قطاع غزة وبشكل عشوائي بما فيها البراميل المتفجرة، والقنابل المسمارية واسلحة محرمة دوليا. وبين الدكتور مصطفى البرغوثي أن العدوان الاسرائيلي على القطاع ادى الى استشهاد 2272 فلسطيني، 83% منهم مدنيون، و85% استشهدوا في بيوتهم، ومنهم ايضا 580 طفلا، و261 امرأة، و101 من كبار السن، بالاضافة الى تدمير شبكات المياه والمجاري والبنية التحية والاراضي الزراعية. وأوضح الدكتور مصطفى البرغوثي، أن ما كان يعتقد انه ملجأ آمن للنساء والاطفال لم يستثنى من القصف، حيث ان اسرائيل قصفت 7 مدراس "مراكز ايواء" لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين " الانروا"، مما أدى الى استشهاد 40 شهيدا و280 جريح . وأضاف الدكتور مصطفى البرغوثي، ان حتى المسعفون وسيارات الاسعاف والمستشفيات والصحفيون لم يسلموا من العدوان الاسرائيلي، فقد قامت اسرائيل باستهداف 36 سيارة اسعاف وطواقم الاسعاف التي كانت تعمل على نقل الشهداء والجرحى مما أدى الى استشهاد 22 مسعف، وقصف 8 مستشفيات، بالاضافة الى استشهاد 8 صحفيين. وأشار الدكتور مصطفى البرغوثي، ان 91 عائلة تم ابادتها بشكل كامل ومسحها من السجل المدني، و145 عائلة فقدت 3 افراد منها فاكثر، وتم تدمير 31 جمعية، وتهجير 520 الف فلسطيني خلال العدوان الاسرائيلي على القطاع. واكد الدكتور مصطفى البرغوثي، ان اسرائيل منذ اكثر من 8 سنوات شنت 4 حروب ضد الشعب الفلسطيني في الاعوام، 2006، و2008، و20012، و2014، مستخدمتا الشعب الفلسطيني ميدانا لتجارب الاسلحة، لكي يفتح لها المجال لتصدير أسلحتها، حيث أتمت صفقة تصدير سلاح مع الهند بمليار دولار. اعادة الاعمار: قال الدكتور مصطفى البرغوثي، أن العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة خلف دمارا هائلا في ممتلكات المواطنين يحتاج الى 50 عاما لاعادة اعماره حتى لو عملت المعابر بكامل طاقتها. واشار الدكتور مصطفى البرغوثي، أن عملية اعادة الاعمار معطلة لأن هناك شروطا قاسية فرضت من قبل اسرائيل على عملية الاعمار، كان يجب أن لا يوافق عليها من قبل الاممالمتحدة، معتبرا ان اسرائيل تريد تحويل موظفي الاممالمتحدة الى جواسيس بالزامهم بالافصاح عن تفاصيل عملية الاعمار من حيث عدد المواد المدخلة وهوية البيوت الي سيتم اعادة اعمارها. وعرض الدكتور مصطفى البرغوثي، مشاهد من الدمار والاضرار التي لحق بالمواطنين والاثار الناجمة عن العدوان وخاصة في فصل الشتاء، وحياة المواطنين التي لا تطاق، محذرا من ان قطاع غزة على وشك الانفجار بسبب أزمة البطالة التي تصل الى 100% وازمة الكهرباء، وازمة المياه التي اما غير صالحة للشرب أو ملوثة، بالاضافة الى انعدام الامن والامان. الاستيطان: وقال الدكتور مصطفى البرغوثي، ان الاستيطان تضاعف 140% مقارنة بالعام 2012، وان هجمات المستوطين وصلت الى 327 اعتداء مما ادى الى اصابة 131 مواطنا، بالمقارنة مع عام 2013 الذي اصيب فيه 94 مواطن. وأضاف الدكتور مصطفى البرغوثي، أن القدس والمسجد الاقصى كانا هدفا للمستوطنين وبحماية من جيش الاحتلال، مشيدا ببسالة أهالي القدس في صد قطعان المستوطنين من دخول المسجد الاقصى، مؤكدا أن ضياع المسجد الاقصى يعني ضياع القدس وبالتالي ضياع فلسطين. نجاحات حركة المقاطعة وفرض العقوبات على اسرائيل: قال الدكتور مصطفى البرغوثي، ان حركة المقاطعة وفرض العقوبات على اسرائيل شهدت نجاحا غير مسبوق لصالح القضية الفلسطينية خلال العام 2014، مشيرا الى ان خسائرا فادحة لحقت بالشركات الاسرائيلية والشركات التي تتعامل مع اسرائيل. واضاف الدكتور مصطفى البرغوثي، ان عشرات الشركات الاسرائيلية والتي تتعامل مع اسرائيل منيت بخسارة مالية فادحة خلال العام 2014 بسبب حملة المقاطعة وفرض العقوبات على اسرائيل، ومنها شركة "G4S" وهي شركة حماية بريطانية، وشركة سودا ستريم التي انخفضت مبيعاتها أكثر من 9%، وشركة "فيولا" و"ألستوم" بالاضافة الى شركة "ايلبت التي خسرت 17 مليون دولار. واشاد الدكتور مصطفى البرغوثي، باعلان الكويت خلال العام 2014 عن مقاطعتها ل 50 شركة تتعامل مع اسرائيل، بالاضافة الى انطلاق 90 حملة في الولايات الامريكيةالمتحدة الحليف الاستراتيجي لاسرائيل لدعم المقاطعة وفرض العقوبات على اسرائيل ولا سيما المقاطعة الاكاديمية. واوضح الدكتور مصطفى البرغوثي، ان العديد من الكنائس والجامعات والنقابات العمالية أعلنت عن مقاطعتها لاسرائيل ومنتجاتها والتعامل معها في جميع انحاء العالم. حركة المقاطعة المحلية: أشاد الدكتور مصطفى البرغوثي، بحملات المقاطعة المحلية التي انطلقت خلال العام 2014 والتي ارتفعت وتيرتها في فترة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، داعيا الى الاستمرار في تلك الحملات حتى نلحق الخسائر في الاقتصادر الاسرائيلي. وأضاف الدكتور مصطفى البرغوثي، ان الاعتقاد بان مقاطعة المنتجات الاسرائيلي غير مجد اعتقاد خاطىء تبينه الاحصاءات والارقام، فقد انخفضت المبيعات الاسرائيلية خلال العام 2014 الى أكثر من 60% في حين ارتفع الاستهلاك من المنتجات المحلية من 20% الى 40%، بالاضافة الى انخفاض النمو في الدخل القومي من 4-7% الى ناقص -.5% مما ادى الى انخفاض الشيكل، مما أدى الى تخفيض مرتبة الاستثمار لاسرائيل على مستوى العالم، مشيرا الى ان موجة رابعة من حملات المقاطعة ستنطلق خلال العام القادم. الاعترافات الدولية ... ومجلس الامن : وقال الدكتور مصطفى البرغوثي، ان هناك نقاطا خطيرة في مشروع القرار المقدم الى مجلس الامن لا يمكن قبولها، مطالبا بسحب المشروع أو العودة الى المشروع الاصلي. واضاف انه لا يجوز ان يكون التوجه الى مجلس الامن بديلا عن التوجه الفوري لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة اسرائيل على جرائمها واجراءاتها المخالفة لكل القوانين الدولية في الاراضي المحتلة خاصة في الوقت الذي تتصاعد فيه احتمالات شن عدوان اجرامي جديد على قطاع غزة. وتساءل الدكتور مصطفى البرغوثي، لماذا يتم تجنب مواجهة اسرائيل امام محكمة الجنايات الدولية وفي كافة المؤسسات الدولية في ظل الاختلال في ميزان القوى. وأشار الى أن مشروع القرار هبط بسقف المطالب والمواقف والثوابت الفلسطينية المتعارف والمتفق عليها .ومن ابرز هذه الهفوات ان صيغة القرار تساوي بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي وتتجاهل ان احدهما يحتل ويقمع الاخر منذ ستة وستين عاما.كما ان القرار يصف نضال الشعب الفلسطيني من اجل الحرية بأنه جزءا من صراع بين طرفين ويتطلب تحقيق ما يصفه"بالمطالب والتطلعات المشروعة للطرفين". واوضح، أنه فيما يتعلق بالقدس تستبدل المطلب الفلسطيني المشروع والمعترف به دوليا بأن القدسالشرقيةالمحتلة هي عاصمة الدولة الفلسطينية بصيغة تقول ان القدس عاصمة مشتركة للدولتين فيما قد يفتح الباب للمشاريع الاسرائيلية بضم واقتطاع معظم اجزاء القدس وتحويل الوجود الفلسطيني فيها الى وجود رمزي، مشيرا الى ضعف الصيغة المقترحة فيما يتعلق بحقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم التي هجروا منها . واكد الدكتور مصطفى البرغوثي، ان ما نص عليه المشروع فيما يتعلق بالمستوطنات اضعف بكثير مما ورد في القرارات الدولية وما نص عليه قرار محكمة العدل الدولية الذي أكد عدم شرعية المستوطنات ومخالفتها للقانون الدولي وضرورة ازالتها بينما يصفها مشروع القرار المقدم بانها " ليس لها شرعية قانونية وتشكل عقبة خطيرة امام السلام". واستغرب الدكتور مصطفى البرغوثي، تكرارعبارات "العنف والتحريض والارهاب " في مشروع القرار دون أي اشارة الى ان الذي يمارسه هو الاحتلال الاسرائيلي ودون أي اشارة الى مشروعية النضال الوطني الفلسطيني باعتباره نضالا تحرريا مشروعا لشعب يرزح تحت الاحتلال والاضطهاد العنصري خاصة ان مشروع القرار يطلب بالامتناع حتى عما يسميه" أعمال التحريض وأعمال استفزازية واصدرا بيانات" وبشكل يساوي بالكامل بين الطرفين. وأوضح الدكتور مصطفى البرغوثي ان مشروع القرار لا يطرح بشكل قاطع الانسحاب من كامل الاراضي المحتلة عام 67 ولاعن قيام الدولة الفلسطينية على كاملها بل يتحدث عن حدود تستند الى خطوط 4 حزيران عام 67 وعندما يترافق ذلك بالحديث عن تبادل الاراضي فانه يخاطر بتشريع الاستيطان وضم الاراضي لاسرائيل. بالاضافة الى ان مشروع القرار يؤكد مرارا المطلب الاسرائيلي بأن الحل الناتج عن التفاوض يضع حدا لكافة المطالب وذلك يستهدف بالاساس حقوق اللاجئين وحقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة طوال عقود. واضاف الدكتور مصطفى البرغوثي، أنه في الوقت الذي تتصاعد فيه حملات المقاطعة وفرض العقوبات على اسرائيل والاعترافات الدولية بدولة فلسطين يعتبر مشروع القرار بصيغته المقدمة محبطا لتلك الحملات وحركة التضامن الدولي على الرغم من ان هناك حديث عن تعديلات ولم تعرض علينا او تقدم بشكل رسمي. وقال الدكتور مصطفى البرغوثي، أن عام 2014 شهد اعترافات متوالية بالدولة الفلسطينية تعزز من مكانة القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي، مشيرا الى اعترافات دولية وبرلمانية مهمة مثل " السويد، اسبانيا، فرنسا، لوكسمبورغ، بريطانيا، ايرلندا، البرتغال، الاتحاد الاوروبي" بالاضافة الى 135 دولة أخرى. الاستراتيجية البديلة: وفي ختام المؤتمر الصحفي قدم الدكتور مصطفى البرغوثي بديلا استراتيجيا لتغيير ميزان القوى لصالح القضية الفلسطينية وبهدف جعل الاحتلال خاسرا، يقوم هذا البديل على أربع أعمدة : أولا: المقاومة بكافة اشكالها بما فيها المقاومة الشعبية والدبلوماسية والنهوض باوسع حركة تضامن دولي مع الشعب الفلسطيني. ثانيا: تعزيز حملة المقاطعة وفرض العقوبات على اسرائيل والانضواء في اوسع حملة مقاطعة للمنتجات الاسرائيلية على الصعيد المحلي. ثالثا: دعم صمود الناس على الارض وتبني سياسات اقتصادية تقوم على المساواة وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، ومحاربة البطالة، ودعم قطاعات الصحة والزراعة والتعليم. رابعا: الوحدة الوطنية، والاسراع في اتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية بتنفيذ ما جاء في اتفاق الشاطىء بشكل كامل، بما فيها دعوة المجلس التشريعي للانعقاد، ودعو الاطار القيادي للاجتماع، وتطبيق ما جاء في وثيقة الحريات العامة والتي تتضمن 11 بندا، وتطبيق المصالحة المجتمعية بهدف الوصول الى قيادة وطنية موحدة. واختتم البرغوثي مؤتمره الصحفي بمشهد للاطفال الفلسطينيين يلعبون وسط الدمار الهائل في قطاع غزة ليؤكد أنه ما من قوة قادرة على قهر اصرار وارادة الشعب الفلسطيني على الحياة وتحقيق الحرية.