ندى عمران - أكد وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري عقب انتهاء اجتماع الرؤساء العرب، أن انعقاد القمة العربية في بغداد يعتبر نجاحا للعراق على جميع المستويات، وفيما أكد ان حجم ومستوى التمثيل العربي كان مرضيا وفقا للظروف الحالية، اعتبر أن القمة تبنت مواضيع جديدة لم تتبناها القمم السابقة. وقال زيباري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بعد انتهاء اعمال القمة، مساء أمس الخميس، إن قمة بغداد تعد انجازا كبيرا، وكانت ناجحة بكل المعايير، وهذا ما مشددا على انها اثبتت نجاح الحكومة والعراق بعودته من العزلة إلى القمة. وأضاف زيباري أن الحكومة نجحت في إدارة هذه العملية التي كانت عملية سياسية ودبلوماسية وتنظيمية وإدارية"، معتبراً أن "العراق نجح في هذا الامتحان، وكسبنا الرهان لصالح الدول العربية وليس لصالح العراق فحسب. وأشار الى ان قمة بغداد لأول مرة بحثت قضايا لم تكن مطروحة على القمم والاجتماعات العربية منها التغيير الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة، وحقوق الإنسان والمرأة وتمكين المواطن والحفاظ على كرامته، وان هناك قرارات مهمة نتجت عن القمة تخص فلسطين والأوضاع الاقتصادية والأزمة السورية التي أخذت حيزا من المناقشات والمباحثات إلى أن توصلنا لصيغة مقبولة من قبل الجميع. من جهته أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، إن العراق استعاد عافيته ومكانه الرئيسي والمحوري في الأمة العربية، وأن قمة بغداد تعتبر إنجازا كبيرا له ولجميع الدول العربية. وأضاف العربي، أن هناك شكوكا كانت حول انعقاد مؤتمر قمة بغداد، إلا أن هذه الشكوك قد زال، وان اجتماعات القمم والاجتماعات الوزارية لا تعقد لحل الأزمات السياسية، بل يجب أن تغير من واقع المواطن العربي وأمور المياه والاقتصادية والاجتماعية. وكان الرئيس العراقي جلال الطالباني الذي يرأس الدورة الثالثة والعشرين للقمة العربية ،اوعز بتحويل اجتماع القادة العرب ضمن اعمال القمة المنعقدة في بغداد إلى جلسة خاصة، بعد انتهاء كلمات الرؤساء وممثلي الرؤساء الذين اعتذروا عن الحضور، والتي خلت من كلمات لقطر وسلطنة عمان وجيبوتي، في وقت غادر أمير الكويت قاعة الاجتماع قبيل انتهاء الكلمات. وتناوب خلال الجلسة، التي تسلم فيها العراق رئاسة القمة العربية من ليبيا، رؤساء الدول العربية وممثلي القادة الذين لم يحضروا الاجتماع القاء الكلمات التي ركزت بمجملها على ضرورة تفعيل الدور العربي المشترك ودعم فلسطين ضد العدوان الاسرائيلي إضافة إلى دعم التغيير السلمي في العالم العربي وحل المشاكل عبر الحوار إضافة إلى التنمية والاصلاح، ومكافحة الإرهاب وانتشار الأسلحة النووية في المنطقة. وكانت تصريحات رئيس الوزراء القطري التي ادلى بها لقناة الجزيرة هي احدى المفاجآت التي ربما لم يتوقعها القادة العرب في القمة، فقد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، إن بلاده لم تقاطع القمة العربية في بغداد لكنها حاولت ارسال رسالة للعراقيين بأنها لا تتفق مع ما يحدث من تجاهل لبعض الفئات في العراق ومنها السنة، بطريقة لا تؤدي إلى مصلحة العراق أو العالم العربي بشكل عام، واستبعد قدرة اي دولة على إجهاض التحركات العربية بشأن الازمة السورية. وكان ممثل قطر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية اسامة يوسف القرضاوي هو ممثل قطر في القمة العربية، والذي لم يطلب منه الادلاء باي كلمة خلال انعقاد اعمال المؤتمر، على الرغم من تبني قطر لمعظم القرارت التي اتخذتها الجامعة العربية بخصوص القضية السورية. وبدات في العاصمة العراقية بغداد، بعد ظهر الخميس (29 آذار مارس 2012)، اعمال مؤتمر القمة العربية الثالثة والعشرين بحضور تسعة قادة عرب إضافة إلى الرئيس العراقي جلال الطالباني، وشهد المؤتمر غياباً تاماً للملوك العرب ولم تقاطعه أي من الدول العربية. وتشارك في المؤتمر 21 دولة ما عدا سوريا التي لم تدع إلى حضور القمة بسبب تعليق عضويتها بالجامعة، وحضر القمة تسعة زعماء عرب هم رئيس جمهورية جزر القمر أكليل ظنين، ورئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، والرئيس التونسي محمد المرزوقي، والفلسطيني محمود عباس، والصومالي شريف شيخ أحمد، والسوداني عمر البشير المطلوب قضائياً للمحكمة الجنائية الدولية بتهم الإبادة الجماعية، والرئيس اللبناني العماد ميشيل، وأمير دولة الكويت صباح الأحمد الصباح، والجيبوتي إسماعيل عمر جيلة، إضافة إلى الرئيس العراقي جلال الطالباني. وتضمن اعلان بغداد الخاص بالقمة العربية 48 بنداً لتسعة محاور أهمها حل القضية السورية من دون تدخل خارجي، والإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وإدانة الارهاب بكافة أشكاله وحظر أسلحة الدمار الشامل، ودعم القضية الفلسطينية إضافة إلى تفعيل العمل البرلماني العربي، والأزمة في الصومال، وقضية اليمن، وقضية دعم السودان، ودعم التغيرات السياسية وحل الخلافات العربية بالحوار. وتقرر خلال اجتماع وزراء المال والاقتصاد العرب الذي عقد في 27 آذار /مارس وحضره سبع وزراء فقط ووكلاء الوزارات ومندوبي الدول العربية، اعتماد استراتيجيات أمنية وسياحية ومتابعة تنفيذ البنود الصادرة عن القمم الاقتصادية السابقة، فيما دعا رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الوزراء إلى "وقفة تضامنية" للنهوض بالاقتصاد العربي كما هو معمول به في العالم، كما دعا الشركات العربية إلى المشاركة في إعمار العراق.