سوزى الجنيدى أقامت السفارة المصرية فى برلين اليوم 14 يوليو الجارى احتفالية بمناسبة تسليم لوحة جدارية أثرية بحجم 30 X 40 سم مقتطعة من جدار مقبرة "سوبك حتب" بعصر تحتمس الرابع بالأقصر، والتى خرجت من مصر بطريق التهريب، وبادر الزوجين الألمانيين برويس بتسليمها للسفارة لإعادتها إلى مصر، بعدما أخبرهما قسم المصريات بجامعة بون بخلفية القطعة التى كانا قد اشترياها عام 1987 دون أن يعلما أنها خرجت بشكل غير قانونى. وقد تضمن حفل التسليم تكريم الزوجين الألمانيين برويس لمباردتهما الأخلاقية بإعادة القطعة الأثرية المصرية، حيث تسلم السفير د. محمد حجازى القطعة ووجه لحائزيها الشكر، منوهاً إلى أنه يجب الاقتداء بمثل هذه البادرة الأخلاقية التى أقدمت عليها عائلة برويس. كما قدم السفير حجازى الشكر لكل من عالم المصريات الألمانى الشاب د.يوهانس أونمولر الذى تعرف على القطعة وتوصل إلى حقيقتها عندما قدمتها عائلة برويس للعرض فى معرض أقامه قسم المصريات بجامعة بون، كما وجه الشكر لكل من د. مارتن فيتسنرايتر أمين المتحف والسيد الدكتور. ممدوح الدماطى وزير الدولة للآثار – الذى عمل مستشاراً ثقافياً بالسفارة المصرية فى برلين قبل تعيينه- لجهودهما فى التنسيق لإعادة هذه القطعة إلى مصر. وعرض السفير المصرى خلال كلمته صورة ألتقطت لجدار مقبرة سوبك حتب عام 1930 قبل اقتطاع تلك القطعة منها، وصورة أخرى لحائط المقبرة فى صورته الحالية بعد اقتطاعها منه، لإلقاء الضوء على حجم التدمير والتشويهالذى تتعرض له الآثار المصرية. وأطلق السفير المصرى فى برلين نداءً خلال كلمته للأفراد والجهات من مالكى القطع الأثرية المصرية فى ألمانيا بأن يعيدوا طواعية إلى مصر أية آثار مصرية خرجت منها بشكل غير شرعى، والاقتداء بالزوجين برويس. كما وجه نداءه إلى السلطات الألمانية للتعاون مع مصر لحماية تراثها الثقافى وفقاً للمادة التاسعة من اتفاقية اليونسكو الموقعة عام 1970 لحماية ملكية الممتلكات الثقافية، من خلال التوقيع على مذكرة تفاهم بين البلدين وإصدار قرار بحظر تداول الآثار المصرية كسلع تجارية، ودعا المعاهد الأثرية الألمانية والأثريين إلى مساعدة السفارة المصرية فى رفع الوعى بقضية الآثار المسروقة وتشجيع هواة جمع التحف على إعادة الآثار التى خرجت بشكل غير شرعى. وأضاف السفير د. محمد حجازى أن التراث الثقافى الإنسانى ممثلاً فىالتراث الأثرى المصرى معرض للخطر من قبل عصابات عابرة للحدود تقوم بعمليات التنقيب غير الشرعى وتهريب الآثار خارج مصر لبيعها فى سوق الآثارالعالمية، موضحاً أن الحضارة المصرية كانت أول حضارة فى التاريخ، وأسهمت فى تطور العلوم والبشرية، ولذا فإن العالم كله يدين لها بالفضل، مؤكداً أنه على الجميع المشاركة فى حماية تراث هذه الحضارة التى هى إرث للإنسانية جمعاء وليس ملك لمصر فقط. كما ألقى عالم المصريات الألمانى د. جون أونمولر كلمة ألقى فيها الضوء على القطعة الأثرية التى تم إعادتها وأهميتها وقيمتها الأثرية وكيف توصل إلىحقيقتها عندما قدمت للعرض قسم المصريات بجامعة بون. هذا، وكان السفير المصرى قد سلم الأسرة الألمانية دعوة لزيارة مصر موجهة من وزارة السياحة قدمها المستشار/ محمد جمال مدير المكتب السياحى.