د ب أ أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن الوضع في بلاده ليس خارج السيطرة، وأنه قابل لإعادته للأفضل، إلا أنه أفاد بأن التحسن مرهون باتخاذ إجراءات عملية وفعالة على الأرض ومراجعة تركيبة وحدات القوات المسلحة. ووصف زيباري في اتصال هاتفي اجرته معه "الشرق الأوسط" اللندنية الصادرة اليوم الجمعة ما حدث من انهيار للقوات العراقية في الموصل بأنه خطر كبير سبق للعراق وأن حذر منه بسبب تداعيات الأوضاع في سورية. وحذر أن هذا يعد مؤشرا خطيرا لمصداقية العراق مع دول العالم الخارجي والدول التي تسلح الجيش العراقي. واضاف أيضا إن مَن وراء هذه الأحداث هم متسللون من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام والطريقة النقشبندية والعسكريين القدامى وبعض الفصائل الإسلامية المتشددة . وحول سؤال عن طلب العراق من واشنطن القيام بعمليات عسكرية أو المساعدة في استقرار الوضع، قال زيباري " التعاون الأمني الأمريكي موجود بالفعل، وخاصة في تقديم الذخيرة والسلاح ومكافحة الإرهاب والتدريب ". وتابع " وعلى أي حال، العراق طلب مساعدة كل الدول الصديقة والعربية ودول مهتمة بالوضع الأمني واستقرار العراق، وأذكر أنه سبق للحكومة العراقية أن حذرت على مدار الأعوام السابقة من مخاطر وتداعيات الأزمة السورية على العراق وانعكاس ذلك على مدينة الموصل تحديدا، وكذلك صلاح الدين وتكريت، لكن للأسف لم يستمع إلينا أحد وهي نكسة كبيرة بكل المقاييس، ورغم ذلك رب ضارة نافعة، لأنها قد تؤدي إلى تعاون وتفاهم القيادات الأمنية لردع الخطر الداهم ومعالجة الخلافات السياسية ضمن الدستور والأطر السياسية وتجنب الخلافات ويبقى السؤال: هل سننجح في هذا أم لا؟ والإجابة أن هناك تفاصيل كثيرة وهي التي أدت للانهيار الذي حدث ". وحول ما اذا كان العراق قد طلب دعما عربيا لمواجهة الخطر الذي يلاحق العراق حاليا ، اشار زيباري الى ان " الاجتماع الوزاري العربي - الأوروبي في اليونان أصدر وبالإجماع بيان تأييد وتضامن مع العراق، وقد أدان وبأشد العبارات الهجمات الإرهابية الأخيرة التي أدت إلى وقوع الكثير من الضحايا وإلى نزوح الآلاف من ديارهم". يذكر ان القوات المسلحة العراقية تخوض قتالا ضد عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام " داعش " الذي بسط سيطرته على الموصل ثاني اكبر المدن العراقية والتي تبعد عن بغداد 402 كيلومتر ومدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين التي تقع على مسافة 160 كم شمال غرب بغداد.