الأهرام العربى حصلت «الأهرام العربى» على تفاصيل حفل تنصيب عبدالفتاح السيسى رئيسًا لمصر، وذلك بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فوزه الكاسح فى الانتخابات الرئاسية على منافسه حمدين صباحى بنسبة 96.9% من إجمالى الأصوات الصحيحة، حيث يستغرق حفل التنصيب نحو 45 دقيقة. ويؤدى السيسى اليمين الجديدة «أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهورى، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه». وفى هذه اللحظة الفارقة فى تاريح مصر، سيلقى المتحدث باسم الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا المستشار ماهر سامى كلمة فى بداية الاحتفال، تليها كلمة المستشار أنور رشاد العاصى، رئيس الجمعية العامة للمحكمة، والنائب الأول لرئيس المحكمة الدستورية العليا، وبعدها سيقوم الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسى بأداء اليمين الدستورية أمام 12 مستشارًا هم أعضاء الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا، وهم: عبد الوهاب عبد الرازق، حنفى جبالى، السيد حشيش، محمد الشناوى، ماهر سامى، محمد خيرى طه، سعيد مرعى، عادل عمر شريف، رجب عبد الحكيم سليم، بولس فهمى، وحمدان فهمى، بالإضافة إلى المستشار محمود غنيم، رئيس هيئة مفوضى المحكمة. وعقب أداء اليمين، سيلقى السيسى كلمة قصيرة للأمة، إيذاناً بانتهاء المراسم وتسلمه رسمياً سلطات رئيس الجمهورية، وسيقام حفلان آخران أكبر وأطول لمراسم تسليم وتسلم رئاسة الجمهورية بين الرئيسين عدلى منصور وعبد الفتاح السيسى فى قصر القبة ثم قصر الاتحادية فى اليوم ذاته. وقد وجهت رئاسة الجمهورية دعوات رسمية لملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية والأجنبية التى ساندت ثورة 30 يونيو، ومن أبرز من تم توجيه الدعوة لهم الرئيس الإيرانى حسن روحاني, وسيتم استقبال الزعماء الضيوف فى قصر القبة الذى يتم حاليًا تجديده وتنسيقه وتطوير الساحة المقابلة له على قدم وساق. كما يشارك فى حفل التنصيب - الذى يقام يوم الأحد - عدد من المسئولين العرب والأجانب وأعضاء الحكومة المصرية ورجال الدولة الذين تم توجيه الدعوة لهم، وعلى رأسهم المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وكذلك مفتى الديار المصرية شوقى علام، والدكتور كمال الجنزورى، رئيس الوزراء الأسبق، ورؤساء الهيئات القضائية وكبار رجال القوات المسلحة وهيئة الشرطة وسفراء عدد كبير من الدول خصوصا التى مدت يد العون لمصر بعد ثورة 30 يونيو، إضافة إلى عدد من أسر شهداء الثورة والقوى السياسية والثورية، ورموز مصر السياسية والإعلامية والفنية . وقال السفير بدر عبدالعاطى، المتحدث باسم الخارجية: إن بعض رؤساء وملوك الدول سيشاكون بحضور حفل التنصيب، بينما ستقوم دول أخرى بإرسال نائب الرئيس أو رئيس الوزراء ووزراء للمشاركة فى حفل التنصيب. وقد توالت ردود الأفعال العربية عقب إعلان فوز السيسى رسميا بمنصب رئيس جمهورية مصر العربية، فقد دعا العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى عقد مؤتمر للمانحين لمساعدة مصر فى تجاوز أزمتها الاقتصادية، وذلك فور الإعلان رسميا عن فوز المشير عبد الفتاح السيسى فى انتخابات الرئاسة. وقال الملك عبد الله فى برقية تهنئة بعث بها إلى السيسى ونشرتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية : «نقول لكل الأشقاء والأصدقاء فى هذا العالم إن مصر العروبة والإسلام أحوج ما تكون إلينا.. لتتمكن من الخروج من نفق المجهول». وقال فى نص برقيته: «فى يوم تاريخى، ومرحلة جديدة من مسيرة مصر الإسلام والعروبة، يسرنا أن نهنئكم بالثقة الكريمة لشعب أودعكم آماله، وطموحاته، وأحلامه، من أجل غد أفضل. إنها الثقة التى تتكاتف فيها القلوب قبل الأكف، بين كل شرائح المجتمع المصرى، بكل فئاته، وتوجهاته ودياناته، لمواجهة مرحلة استثنائية من تاريخ مصر الحديث. فخامة الأخ الرئيس: اسمحوا لأخيكم المحب لوطنه الثانى، الحريص على وحدة شعبه واستقرار أمنه، أن يعبر لكم عن مشاعره بكل شفافية تأنف الزيف، ليقول لكم: إن شعب جمهورية مصر الشقيق الذى عانى فى الفترة الماضية من فوضى، أسماها البعض ممن قصر بصره على استشراف المستقبل ب ( الفوضى الخلاقة ) التى لا تعدو فى حقيقة أمرها، إلا أن تكون فوضى الضياع، والمصير الغامض، الذى استهدف ويستهدف مقدرات الشعوب وأمنها واستقرارها . هذه الفوضى الدخيلة علينا، والتى ما أنزل الله بها من سلطان، قد حان وقت قطافها دون هوادة، وخلاف ذلك لا كرامة ولا عزة لأى دولة وأمة عاجزة عن كبح جماح الخارجين على وحدة الصف والجماعة، ناسين أو متناسين قول الحق - جل جلاله - (الفتنة أشد من القتل). فتوكل على الله فى سرك وعلانيتك، إيماناً بأنه لا ناصر لك غيره ولا معين، واستعن بعد ذلك برجالات مصر الأكفاء، وليكن مقياس ذلك القوى الأمين انصياعاً لقول الحق تعالى : ( إن خير من استأجرت القوى الأمين). إن المرحلة المقبلة محملة بعظم المسئولية التى تستدعى بالضرورة من كل رجل وامرأة من أشقائنا شعب مصر، أن يكونوا روحاً واحدة، وأن يكونوا على قدر من المسئولية والوعى واليقظة وأن يتحلوا بالصبر، وأن يتحملوا فى المرحلة المقبلة كل الصعاب والعثرات، ليكونوا عوناً لرئيسهم بعد الله، فمن يسبق يأسه صبره، سيجلس على قارعة الطريق يلوك الحسرة والندم، وحاشا لله أن يكون ذلك . فوعى شعب مصر قادر - بإذن الله - على العبور بها فوق كل العوائق والصعاب، ليتحقق ما نصبو إليه جميعاً من أمن هو عماد الاستقرار لشعب مصر الشقيق بعد الله. فخامة الأخ الرئيس: إننا نعلم بأنكم مقبلون على مرحلة لا يحسدكم عليها كل محب مخلص، وفى هذا المجال اسمحوا لى بأن أذكر نفسى وأخى الكريم بأن ميزان الحكم لا يستقيم إلا بضرب هامة الباطل بسيف عماده العدل، وصلابته الحق، لا ترجح فيه كفة الظلم متى ما استقام واستقر بعروة الله الوثقى، ولنحذر جميعاً بطانة السوء، فإنها تجمل وجه الظلم القبيح، غير آبهة إلا بمصالحها الخاصة ... هؤلاء هم أعوان الشيطان وجنده فى الأرض . أخى الكريم: ليكن صدرك رحباً فسيحاً لتقبل الرأى الآخر مهما كان توجهه، وفق حوار وطنى مع كل فئة لم تلوث يدها بسفك دماء الأبرياء، وترهيب الآمنين، فالحوار متى ما التقى على هدف واحد نبيل، وحسنت فيه النيات، فإن النفس لا تأنف منه ولا تكبر عليه . إننا من مكاننا هذا، نقول لكل الأشقاء والأصدقاء فى هذا العالم إن مصر العروبة والإسلام أحوج ما تكون إلينا فى يومها هذا من أمسها، لتتمكن من الخروج من نفق المجهول إلى واقع يشد من أزرها، وقوتها، وصلابتها فى كل المجالات. لذلك فإنى أدعوكم جميعاً إلى مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر المانحين، لمساعدتها فى تجاوز أزمتها الاقتصادية، وليعى كل منا أن من يتخاذل اليوم عن تلبية هذا الواجب وهو قادر مقتدر - بفضل من الله - فإنه لا مكان له غداً بيننا إذا ما ألمت به المحن وأحاطت به الأزمات. مناشداً فى ذات الوقت كل الأشقاء والأصدقاء فى الابتعاد والنأى بأنفسهم عن شئون مصر الداخلية بأى شكل من الأشكال، فالمساس بمصر، يعد مساساً بالإسلام والعروبة، وهو فى ذات الوقت مساس بالمملكة العربية السعودية، وهو مبدأ لا نقبل المساومة عليه، أو النقاش حوله تحت أى ظرف كان. نقول ذلك توكلاً على الله وإيماناً راسخاً ثابتاً بأن من ينصر الله ينصره ويثبت أقدامه وإنا - إن شاء الله - لفاعلون. هذا ونسأل الله أن يحفظ مصر الشقيقة من الفتن والشقاق، وأن يمن عليها بالأمن والاستقرار والازدهار . وأن يردع كيد كل حاقد كاره يريد بها وبأهلها السوء. وبعث الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ببرقية تهنئة إلى الرئيس السيسى ، وقال فيها: « نهنئكم على الثقة الغالية التى منحكم إياها الشعب المصرى الشقيق فى مواجهة التحديات التى يمر بها وتحقيق تطلعاته وطموحاته فى الاستقرار والتنمية والتقدم والازدهار والعزة والكرامة». وأكد فى برقيته عمق الروابط التاريخية والأخوية التى تجمع البلدين والشعبين الشقيقين وحرص دولة الإمارات على المضى قدما فى كل ما من شأنه تمتين الصلات الوثيقة وتعزيز التعاون الصادق القائم بين البلدين، ودفعها إلى آفاق أرحب وأوسع بما يعود بالخير على الشعبين الشقيقين ويسهم فى الوقت نفسه فى خدمة المصالح القومية العليا للأمة العربية ويصون مستقبلها. وأضاف: «إننا ماضون بعزم صادق وإرادة صلبة بدعم الأشقاء فى مصر العزيزة علينا على المستويات كافة والوقوف إلى جانبها فى كل الظروف». واستطرد رئيس الدولة فى ختام برقيته إلى الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى : «إننا نتطلع بثقة إلى العمل معكم لما فيه خير شعبينا وأمتنا العربية، ونعبر لسيادتكم عن أصدق تمنياتنا لكم بالتوفيق والنجاح فى قيادة مسيرة الشعب المصرى الشقيق نحو مزيد من الاستقرار والنماء. كما بعث الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت ببرقية تهنئة إلى الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسى، أعرب فيها عن خالص تهانيه وأطيب تمنياته بمناسبة انتخابه رئيسا لمصر، مشيرا إلى أن هذه الثقة التى أولاه إياها الشعب المصرى الشقيق إنما تجسد ما يمكنه من تقدير وثقة فى قيادة البلد الشقيق، للمضى قدما نحو تحقيق كل ما يتطلع إليه من نمو ورقى وازدهار. وبعث ولى العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ببرقية تهنئة تتضمن خالص تهانيه وصادق تمنياته بمناسبة فوزه فى الانتخابات الرئاسية، متمنيا له موفور الصحة ودوام العافية ولجمهورية مصر العربية الشقيقة وشعبها الكريم كل الرفعة والازدهار. كما بعث سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ببرقية تهنئة مماثلة وقال الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين فى برقية تهنئة إلى الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسى: يسعدنا أن نتوجه إليكم بخالص التهنئة بمناسبة فوزكم فى الانتخابات الرئاسية المصرية، وعلى الثقة التى حظيتم بها من الشعب المصرى الشقيق، لقيادة جمهورية مصر العربية فى المرحلة المقبلة والمهمة من تاريخها، متطلعين إلى المشاركة فى حفل تنصيبكم رئيساً لجمهورية مصر العربية الشقيقة، وكلنا ثقة بأنكم قادرون، بعون من الله العلى القدير، على تحقيق ما يصبو إليه الجميع من استقرار وتقدم وازدهار ورقى لبلدكم، وممارسة مصر لدورها الإستراتيجى والريادى فى المنطقة نصرةً لقضايا أمتنا العربية والإسلامية. ويطيب لنا أن نؤكد أننا فى مملكة البحرين سنبقى على الدوام داعمين لجمهورية مصر العربية وشعبها فى جميع الظروف، ونتطلع إلى العمل الوثيق معكم لتعزيز العلاقات التاريخية بين بلدينا وشعبينا الشقيقين فى شتى المجالات وعلى كافة الأصعدة. وهنأ الملك عبدالله الثانى العاهل الأردنى، ، الرئيس المنتخب المشير عبد الفتاح السيسى، بالثقة التى أولاه إياها الشعب المصرى الشقيق، وانتخابه رئيسا للجمهورية. وقال عبد الله، فى برقية بعث بها إليه: «وإننى إذ أعرب لفخامتكم عن ثقتنا بحكمتكم وقدرتكم على دعم مسيرة وطنكم وبناء الحاضر والمستقبل الذى يليق بالشعب المصرى العزيز ومكانته الرائدة، لأؤكد حرصنا على تعزيز الأواصر الأخوية التاريخية وعلاقات التعاون التى تجمع بلدينا وشعبينا الشقيقين، والارتقاء بها فى مختلف الميادين، واستمرار التنسيق والتشاور حيال مختلف قضايا أمتنا العربية والإسلامية». وكان جلالة الملك أجرى اتصالاً هاتفياً مع المشير السيسى، هنأه فيه بفوزه بانتخابات الرئاسة المصرية، والتى قد أعلنت نتائجها الرسمية وأكد ملك الأردن، فى الاتصال، أن هذا الفوز يعكس ثقة الشعب المصرى الشقيق بالرئيس المنتخب السيسى، وبقدرته على قيادة مصر نحو مرحلة جديدة من البناء والتنمية والتحديث وتعزيز الأمن والاستقرار والوفاق الوطنى، واستعادة دور مصر القيادى والمحورى على الصعيدين العربى والإقليمى. الألعاب النارية أضاءت سماء محافظات مصر كلها فور إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فوز المشير السيسى بمنصب رئيس الجمهورية، حيث قام آلاف المواطنين بالوجود فى منطقة الاحتفال وطافت السيارات شوارع الغردقة رافعة علم مصر وصور المشير السيسي. وتمت إذاعة الأغانى الوطنية عقب إعلان نتيجة الانتخابات، وشارك عشرات السائحين فى الاحتفالات والرقص على الأغانى فى المحافظات الساحلية. يذكر أن المستشار أنور العاصى، رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، كان قد أعلن فى مؤتمر صحفى عالمى فوز المرشح عبد الفتاح السيسى بمنصب رئيس الجمهورية بعدد أصوات 23 مليونا و780 ألفا و104 أصوات بنسبة 96.91% على منافسه حمدين صباحى الذى حصل على عدد أصوات 757 ألفا 511 صوتا بنسبة 3.09%. وقال العاصى: إن عدد من شاركوا فى الانتخابات الرئاسية بلغ 25260190 بنسبة 47.45%، ووصلت عدد الأصوات الصحيحة 24 مليونا و537 ألفا و615 بنسبة 95.3%، بينما بلغت الأصوات الباطلة مليونا و40 ألفا. السيسى: حان وقت العمل أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى أول خطاب له بعد إعلان توليه الرئاسة، أن ما حصل عليه الشعب المصرى اليوم من استحقاق رئاسى يأتى لدورهم الكبير فى ثورتى الخامس والعشرين من يناير، والثلاثين من يونيو. وتابع: «أبناء مصر الكرام أتوجه إليكم جميعاً بأسمى آيات الشكر والتقدير على ما قدمتوه من نموذج ديمقراطى مشرف». ووجه الرئيس، الشكر إلى المصريين فى الخارج والداخل الذين اصطفوا أمام اللجان لكتابة مستقبلهم، كما وجه الشكر إلى قضاة مصر لدورهم الكبير فى الانتخابات الرئاسية السابقة. كما وجه الرئيس التحية لحمدين صباحي، المرشح الرئاسى الخاسر، مؤكداً أنه وفر فرصة جادة لانتخابات رئاسية حقيقية. وفيما يلى نص الكلمة : بسم الله الرحمن الرحيم شعب مصر العظيم... تختلط مشاعرى اليوم ما بين السعادة والتطلع، السعادة بما حققتموه من إنفاذ لإرادتكم الوطنية فى مشهد ديمقراطى راق ومتحضر، والتطلع لأن أكون أهلاً لثقتكم الغالية التى حملتمونى أمانتها. إن ما حصلتم عليه اليوم فى تلك اللحظة الدقيقة والفارقة من عمر الوطن من استحقاقٍ رئاسى، كثانى استحقاقات خارطة المستقبل التى توافقت عليها القوى الوطنية المصرية، جاء كنتيجة مستحقة لما قدمتموه من تضحيات على مدار ثورتين مجيدتين فى الخامس والعشرين من يناير، والثلاثين من يونيو، استهدفتم فيهما تحقيق العيش الكريم، والحرية والكرامة. أبناء مصر الكرام.. أتوجه إليكم جميعاً رجالاً ونساءً، شباباً وشيوخاً، بأسمى أيات الشكر والتقدير على ما قدمتموه من نموذج ديمقراطى مشرف. أشكر ملايين المصريين الشرفاء داخل الوطن وخارجه الذين أصطفوا أمام صناديق الاقتراع من أجل كتابة مستقبل مصر. وأشكر قضاة مصر، حراس العدالة، الذين أشرفوا بنزاهة وشفافية على العملية الانتخابية. كما أتوجه بالتقدير والعرفان للمجهود المضنى الذى بذله رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية - جناحى أمن الوطن - من أعمال لتأمين الانتخابات بعزمٍ واقتدار. والشكر أيضاً للإعلام المصرى، لما قام به من تسجيلٍ موثق للعملية الانتخابية التى أتاحت للمواطن المصرى حقه فى معرفة الحدث لحظة بلحظة. وأتوجه بتحية خاصة للسيد حمدين صباحى - المرشح الرئاسى - والذى وفر فرصة جادة لتحقيق المنافسة الانتخابية وأقول له وللمصريين جميعاً، إننى أتطلع إلى استمرار جهدكم وعزمكم فى مرحلة البناء المقبلة. أبناء الشعب المصرى العظيم.. أخاطبكم جميعا، لقد أديتم ما عليكم، وحان وقت العمل. العمل الذى تنتقل به مصرنا العزيزة إلى غدٍ مشرق ومستقبلٍ أفضل. العمل الذى يعود به الاستقرار لهذا الوطن لينطلق إلى آفاق التقدم والرُقى اللذين يستحقهما هذا الشعب العظيم. إن المستقبل صفحة بيضاء، وفى أيدينا أن نملأها بما شئنا، عيشاً وحرية وكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية. فإذا افترقنا، نكون قد أخطأنا فى حق الوطن وأنفسنا وأبنائنا... وإن تعاونا على العمل والبناء، سنملؤها بما نتمنى لوطننا من رفاهية وازدهار، وبما نأمل لأبنائنا من عزة وفخار، وبما نرجوه لأنفسنا من عيش كريم وانتصار. إن ثقتى بالله عز وجل مطلقة بلا حدود، كما أثق بوعيكم بما يواجهه الوطن من مخاطر.. فلنعمل معاً بنية صادقة وإصرار على تحقيق النجاح، لنبتغى رفعة الوطن ومصلحة الشعب أجدد شكرى وتقديرى واحترامى للجميع. حفظ الله مصر، وحفظ شعبها الأبى... وتحيا مصر.