وكالات تعهد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بالعمل مع الكونغرس، لزيادة الدعم لجماعات المعارضة السورية، التي اعتبرها "بديلا أفضل من الإرهابين" ورئيس النظام السوري بشار الأسد. وفي كلمة تلفزيونية بشأن السياسة الخارجية الأمريكية، قال أوباما: "سأعمل مع الكونغرس لزيادة الدعم (لم يحدد طبيعته) للمعارضة السورية، فهم بديل أفضل من الإرهابيين ومن دكتاتور قاسٍ"، يقصد بشار الأسد الذي دعته واشنطن مرارا إلى التنحي. وأضاف، في الكلمة التي ألقاها في حفل تخرج بالأكاديمية العسكرية الأمريكية في مدينة وست بوينت بولاية نيويورك: "سنزيد جهودنا مع جيران سوريا في الأردن ولبنان وتركيا والعراق؛ لأنهم يستضيفون لاجئين (سوريين) ويواجهون إرهابيين يعملون عبر الحدود السورية". ومضى الرئيس الأمريكي قائلا إن تلك البلدان، وليس الولاياتالمتحدة فحسب، تشارك بحصتها في دعم الشعب السوري. وتابع بقوله: "سنستمر في التنسيق مع أصدقائنا وحلفائنا في أوروبا والعالم العربي للضغط من أجل التوصل إلى حل سياسي لهذه الأزمة" القائمة منذ منتصف مارس 2011 وأكد على أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية، مشيراً إلى أنه قرر عدم وضع قوات امريكية ضمن ما وصفه ب "الحرب الاهلية المتعاظمة طائفياً" في سوريا، وهو أمر قال بأنه يراه "قراراً صائباً". كان عضو الهيئة السياسية ل"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، زياد حسن، قال في تصريحات سابقة لوكالة الأناضول إنهم ينتظرون إعلان الرئيس الأمريكي عن حزمة مساعدات عسكرية ل"الجيش الحر"، الذي يقاتل قوات نظام بشار الأسد. وأوضح حسن أن رئيس الائتلاف، أحمد الجربا، "ناقش خلال زيارته الأخيرة لواشنطن (في النصف الأول من الشهر الجاري) ضرورة تقديم دعم عسكري للجيش الحر، وكان لدى الأمريكيين بعض المخاوف من انتقال هذه الاسلحة إلى أيدي المتطرفين، غير أن الجربا قدم تطمينات بعدم وصول تلك الأسلحة إلا إلى الثوار الحقيقيين عبر ضوابط صارمه سيضعها الائتلاف". وفي موضوع آخر، أكد الرئيس الامريكي، خلال خطابه، على ضرورة التغيير في سياسات الولاياتالمتحدةالامريكية في التعامل مع الإرهاب. وقال أوباما: "اعتقد بوجوب تغيير استراتيجية مكافحتنا للإرهاب، إلى شراكة أكثر فاعلية مع دول تسعى الشبكات الإرهابية لإيجاد مواطئ قدم فيها". واعتبر الإرهاب "التهديد المباشر الأكثر خطراً على أمريكا في مستقبلها القريب"، مشيراً إلى أن أكثر الأخطاء التي كلفت أمريكا غالياً بعد الحرب العالمية الثانية "جاءت عن طريق رغبتنا بالاندفاع نحو مغامرات عسكرية دون التفكير بالعواقب ودون التفكير في تأسيس دعم دولي أو شرعية للأفعال". وأكد الرئيس الامريكي على أنه وبالرغم من عدم رؤيته لإحلال السلام عن طريق القوة العسكرية إلا الولاياتالمتحدة ستستخدمها لو "تطلبت مصالحنا الاساسية ذلك، أو تعرض شعبنا للتهديد، أو كانت معيشتنا معرضة للخطر، أو عند تعرض أمن حلفائنا للخطر". ومنذ انتهاء الحرب العالمية عام 1945 التي شاركت فيها أمريكا مع قوات الحلفاء (بريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفيتي سابقا)، ضد قوات المحور (ألمانيا وإيطاليا واليابان)، خاضت واشنطن عدة حروب خارج أرضها في فيتنام 1961 والعراق عام 2003 وأفغانستان2001، بالإضافة إلى الحرب الباردة وسباق التسلح الذي استمر لعقود حتى انهيار الإمبراطورية السوفيتية عام 1990، وتباينت ردود فعل الشعب الأمريكي حول تلك الحروب، لكنها جميعا اتفقت على أن هذه الحروب كلفت الاقتصاد الامريكي غاليا. ونوه الرئيس الأمريكي إلى الخطر المتعاظم لدور التكنولوجيا والعولمة في زيادة قدرات الإرهاب. وقال أوباما إنه سيطالب الكونغرس الأمريكي بميزانية قدرها 5 مليارات دولار لتعزيز جهود الشراكة في مكافحة الإرهاب عن طريق التدريب وبناء القدرات لدى الدول التي تواجه الإرهاب. وأوضح أن "هذه الميزانية سوف تسمح بالمرونة في تنفيذ عدد من المهام بما في ذلك تدريب قوات أمنية في اليمن تساهم في عمليات مسلحة ضد القاعدة، أو دعم قوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام في الصومال، والعمل مع حلفاء أوربيين لتدريب قوات أمن ودوريات لحدود فعالة في ليبيا، وتسهيل عمليات لفرنسا في مالي".