أ. ف. ب. حث وزير الخارجية الاميركي جون كيري مجددا رئيس جنوب السودان وزعيم المتمردين على بدء مفاوضات مباشرة من اجل انقاذ البلاد من "شفير الهاوية". وتعهد كيري في كلمة القاها في مقر الاتحاد الافريقي في العاصمة الاثيوبية بانه سيبقى ملتزما بالجهود من اجل انهاء المعارك المستمرة في جنوب السودان منذ اربعة اشهر. وقال كيري "بالامس كنت في جنوب السودان ورايت كيف يمكن ان تواجه امة فتية كان لها رؤية متفائلة للمستقبل تحديات بسبب احقاد قديمة تحولت الى اعمال عنف"، في اشارة الى النزاع بين رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار. واضاف كيري "لقد عبرت عن قلقي الشديد امام كير حول القتل المتعمد للمدنيين من الجانبين من اجل تشكيل حكومة انتقالية يمكن ان تنقذ هذه الامة من شفير الهاوية. كما اتصلت بنائب الرئيس السابق رياك مشار وطلبت منه الامر نفسه". وتابع "اذا لم يتخذ الجانبان خطوات جريئة لوقف العنف، فانهما يخاطران بجر جنوب السودان الى ماساة اكبر وحتى المجاعة. سيدمران بالكامل كل ما يدعيان انهما يحاربان من اجله". وقال "ساواصل التزامي الشخصي مع الجانبين في الايام المقبلة". وقال مسؤولون ان كيري لوح بفرض عقوبات محددة الاهداف ضد كير ومشار وهناك امال كبيرة بان يلتقي المسؤولان في العاصمة الاثيوبية في الايام المقبلة للمرة الاولى منذ بدء المعارك في 15 كانون الاول/ديسمبر. وبعد لقائهما الجمعة في جوبا، قال كيري ان كير مستعد للقاء مشار بوساطة اثيوبية. وتحدث كيري هاتفيا في وقت متاخر الجمعة مع مشار الذي قال انه منفتح امام اجراء محادثات لانهاء النزاع الا انه لم يؤكد رسميا قدومه الى اثيوبيا. وتتعرض الولاياتالمتحدة لضغوط من اجل التدخل لانها كانت الراعية الاساسية لاستقلال جنوب السودان عن الخرطوم وضخت مليارات الدولارات لمساعدة البلاد منذ انفصالها عن السودان في 2011. واندلع النزاع في 15 كانون الاول/ديسمبر عندما اتهم كير مشار بتنفيذ محاولة انقلاب. واطلق مشار حركة تمرد مصرا على ان كير حاول التخلص من منافسيه. ولم تتوقف الاسرة الدولية عن استنكار الفظائع وجرائم الحرب (مجازر قبلية وعمليات اغتصاب وتجنيد الاف الاطفال للقتال...) التي ارتكبتها القوات الحكومية والمتمردون. لكن ذلك لم يكن له تاثير على الارض. وقضى الاف الاشخاص - على الارجح عشرات الالاف لكن المحصلات الدقيقة مفقودة -، بينما فر 1,2 مليون جنوب سوداني على الاقل من منازلهم في هذا البلد المصنف بين الاكثر فقرا في العالم. وتؤوي مخيمات الاممالمتحدة عبر البلاد وفي ظروف مزرية، اكثر من 78 الف مدني يخشون التعرض للقتل اذا ما جازفوا في الخروج من هذه المخيمات. وحذرت المنظمات الانسانية من ان جنوب السودان على شفير اسوأ مجاعة تشهدها افريقيا منذ الثمانينات.