أحمد مسعود أعلن برنامج الأغذية العالمي أمس الثلاثاء أن شاحنات الأممالمتحدة في سوريا تقف على أهبة الاستعداد لإيصال الأغذية والأدوية إلى 500 عائلة محاصرة في المدينة القديمة في حمص، حال تلقيه الضوء الأخضر. ولم يتلق ما يقرب من 1.6 مليون من المدنيين في أجزاء أخرى من سوريا إمدادات برنامج الأغذية العالمي العادية منذ عدة أشهر، وكانت قضية وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين واحدة من القضايا الرئيسية التي تتم مناقشتها في المحادثات الجارية بين الحكومة السورية وجماعة المعارضة الرئيسية في جنيف. وتسعى المحادثات إلى إنهاء ما يقرب من ثلاث سنوات من الحرب الأهلية التي قتلت 100 الف شخص وشردت نحو تسعة ملايين آخرين منذ اندلاع الصراع بين الحكومة ومختلف الجماعات التي تسعى إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وقال الممثل الخاص المشترك، الأخضر الإبراهيمي، الذي يدير المناقشات، في حديث للصحفيين إنه لم يحدث أي تقدم اليوم فيما يتعلق بإيصال المساعدات إلى حمص. وأوضح قبل أن يعلن أنه ألغى الاجتماع بعد ظهر اليوم بين الجانبين "لم يكن هناك أي تقدم، لكننا ما زلنا نناقش الأمر وهذا أمر جيد بالنسبة لي". وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي اليزابيث بيرز إن الاستعدادات قائمة لتوزيع 500 حصة تموينية على الأسر و500 كيس من الدقيق تكفي لإطعام 2.500 شخص لمدة شهر. وأضافت أن البرنامج سيرسل أيضا مواد مكملة لعلاج التقزم وسوء التغذية بين الأطفال. وكان برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه قد تمكنوا من الوصول بشكل غير منتظم إلى مدن أخرى في المنطقة حمص، بما في ذلك الرستن والحولة وتلبيسة ، مما يعني أن توصيل المساعدات الغذائية ممكن كل ثلاثة أو ستة أشهر من خلال قوافل الوكالات المشتركة، عندما تسمح الظروف. وأكدت أن برنامج الأغذية العالمي يشعر بالقلق إزاء وضع سكان المناطق التي يصعب الوصول إليها بأنحاء سوريا وعدم القدرة على توصيل المساعدات الغذائية لهم. وأوضحت أن البرنامج لم يتمكن من إيصال المساعدات إلى أكثر من 775 ألف شخص في الرقة والحسكة ودير الزور على مدى عدة أشهر متتالية، فيما يحاصر أكثر من 40 موقعا في ريف دمشق بما يؤثر على نحو 800 ألف شخص. وكان برنامج الأغذية العالمي قد دعا مرارا إلى الوصول المستدام لجميع المناطق السورية التي يعد الوصول إلى المجتمعات فيها محدودا. وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي "الأمر ليس مجرد إيصال قافلة واحدة إلى البلدة القديمة في حمص، ولكن ما هو مطلوب هو الوصول إلى جميع المجتمعات التي تحتاج إلى مساعدة ". وقد قدم صندوق الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) قائمة بالإمدادات إلى الحكومة للموافقة على قافلة مشتركة بين الوكالات، بما في ذلك رزم حالات الطوارئ الطبية، ومستلزمات معالجة الكوليرا، والصابون ومواد النظافة، ومستلزمات معالجة المياه، وأملاح الإماهة الفموية، والملابس الشتوية للأطفال الرضع، ولقاحات شلل الأطفال. وأفاد الصندوق بأن تلك الإمدادات متوفرة في مستودع اليونيسف في حمص، على بعد حوالى عشر كيلومترات من البلدة القديمة، ويمكن إيصالها حال تلقي الضوء الأخضر. وفي الوقت نفسه ذكرت وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) أنها لم تتمكن من توصيل المساعدات إلى 18 الف من سكان مخيم اليرموك قرب دمشق خلال العشرة أيام الماضية.