سوزى الجنيدى قال الرئيس عدلي منصور إن مصر خطت منذ أيام قليلة خطوتهالأولى على طريق تأسيس دولة مدنية حديثة تعبر عن إرادة شعوب المنطقة في الحياةالكريمة; وذلك بالاستفتاء على الدستور الجديد الذي جسد طموحات وآمال ثورة الثلاثين من يوينو . وأكد منصور في افتتاح المؤتمر الصحفي الذي عقده , اليوم الاثنين, مع نظيره اليونانيكارولوس بابولياس أن مصر تستعد لاستكمال خارطة الطريق التي رسمتها الثورة,لتكون مصر بذلك هي بحق دولة جديدة, تتطلع لمستقبل زاخر دونما انقطاع عن ماضيها,وتتحرك بخطوات واثقة في محيطها الإقليمي لتعمل على تحقيق مصالحها الوطنية . وأشار منصور إلى أن بحث خلال لقائه مع "بابولياس", ورئيس الوزراء اليوناني سماراس الجوانب المختلفة للعلاقات الثنائية بين البلدين,وفيما يلى نص كلمة الرئيس منصور فى بداية المؤتمر الصحفى :" يسعدني في البداية أن أتوجه بالشكر للسيد الرئيس "كارولوس بابولياس", رئيس جمهوريةاليونان الصديقة, على حفاوة الاستقبال في هذه الدولة العريقة ذات التاريخ المديد, كما يهمني أيضا أن أعرب عن صادق مشاعر السعادة بمحادثاتنا الثنائية التي عكستروح الود والتفاهم بين البلدين, والتقارب الكبير بشأن العديد من الموضوعات الثنائيةوالإقليمية والدولية, وهو أمر ليس بمستغرب فهو يمثل تجسيداً واقعياً لأواصر الصداقة الممتدة بين الشعبين عبر تاريخهما الطويل. لقد جئت إلى هنا معبراً عن مصر جديدة, خطت منذ أيام قليلة خطوتها الأولى على طريقتأسيس دولة مدنية حديثة تعبر عن إرادة شعوب المنطقة في الحياة الكريمة.لقد أقر الشعب المصري دستوره الجديد الذي يجسد طموحات وآمال ثورة الثلاثين من يونيو 2013, كما تستعد مصر لإستكمال خارطة الطريق التي رسمتها الثورة, لتكون مصر بذلكهي بحق دولة جديدة, تتطلع لمستقبل زاخر دونما إنقطاع عن ماضيها, وتتحرك بخطواتواثقة في محيطها الإقليمي لتعمل على تحقيق مصالحها الوطنية دونما تفريط في هويتها, تمد جسور التعاون مع مختلف بلاد العالم لتحقق سياسة متزنة تفتح أمامها آفاقا أرحبتساهم في تلبية مطالب ثورة شعبها وآماله الكبيرة.من هنا, فإن اختياري لجمهورية اليونان كأول دولة غير عربية أقوم بزيارة إليها, إنمايعكس اهتمامنا بتوطيد العلاقات بين بلدينا الصديقين, كما يعتبر تتويجاً للعديدمن الاتصالات التي جرت بين بلدينا بعد ثورة الثلاثين من يونيو. وأؤكد في هذا السياق أن هذا النشاط في العلاقات بين بلدينا يستند إلى أرضية صلبة,لاسيما وأن اليونان كانت ? ولازالت ? من أكثر الدول تفهماً للظرف التاريخي الذيتمر به مصر, ومن أكثرها إدراكاً لمتطلبات المرحلة ولطبيعة التغير في مجتمعنا, بعيداًعن الشعارات والقوالب الجامدة التي قد تناسب مجتمعاً ولا تتوافق مع غيره. ونحنفي مصر نقدِّر ونثمِّن المواقف اليونانية التي قامت على مبدأ عدم التدخل في الشئونالداخلية للدول, والإنصياع لإرادة الشعوب وتطلعها للتغيير.لقد تناولت مع الرئيس "بابولياس" ورئيس الوزراء "سماراس" الجوانب المختلفة للعلاقاتالثنائية بين البلدين, وقد أعربنا عن شعورنا المتبادل بالإرتياح لعمق هذه العلاقاتوتنوعها, وإتفقنا في ذات الوقت على وجود مساحات أوسع وآفاق أرحب لدعمها, لاسيماوأننا نرتبط بالفعل بالعديد من الإتفاقيات والأطر التعاقدية التي تتيح لنا ذلك. ففي المجال الإقتصادي الذي كان محور إهتمامنا, إستعرضنا سوياً حجم وهيكل التجارةبين البلدين, والذي يقترب من مليار دولار سنوياً, وأعربنا عن ثقتنا في إمكانيةزيادة هذا الحجم مستقبلاً. كما يقترب حجم الإستثمارات اليونانية في مصر من ملياردولار أيضاً على الرغم من بعض المشكلات القانونية التي تواجه المستثمر اليوناني بينالحين والآخر, والتي أكدت حرصنا على حلها. وقد إتفقنا في هذا المجال على تكثيفالجهود والإتصالات بين الجانبين خلال الأشهر القادمة لعقد اللجنة المشتركة للتعاونالإقتصادي والفني في القاهرة في وقت لاحق من هذا العام.وتزداد أهمية زيارتي هذه لليونان كونها تأتي متزامنة مع بدء تولي اليونان للرئاسةالدورية للإتحاد الأوروبي, الذي نتوقع منه, بل سنسعى معه, لإستكمال بنيان التعاونوالتفاعل بما يحقق مصالحنا المشتركة, كما نعوِّل على رئاسة اليونان للإتحاد للدفعنحو تعميق العلاقات الإستراتيجية بين مصر والإتحاد الأوروبي وصولاً إلى حصول مصر على وضعية متقدمة في شراكتها مع الإتحاد, وهذا فضلاً عن الدور الهام الذي يمكنلليونان أن تلعبه فيما يتعلق بتفعيل التعاون في منطقة شرق المتوسط, وأيضاً في تنفيذالمشروعات المشتركة في إطار الإتحاد من أجل المتوسط في مختلف المجالات. ومن المؤكد أن البعد الخارجي كان حاضراً بشدة في محادثاتنا, خاصةً في ضوء الأحداثوالتطورات المتلاحقة في منطقتنا. تناولنا الشأن السوري, وأكدنا ضرورة الإبتعاد عنالحل العسكري وفتح آفاق الحل السياسي لإنجاح مؤتمر جنيف 2, وهو ما يضع مسئولية كبيرةعلى الجانبين للتوصل لإنفراجة تلبي تطلعات الشعب السوري وتحافظ على وحدته. وتطرقنالمسار عملية السلام في الشرق الأوسط, حيث رحبنا بالجهود الأمريكية في هذاالمجال وأكدنا أهمية وضع الإطار العام للحل النهائي للصراع العربي الإسرائيلي, وهوما يتطلب إلتزام الجانبين بالمرجعيات الأساسية المتفق عليها. كما إستعرضنا أيضاً أهم التطورات بشأن المبادرة المصرية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمارالشامل, وإتفقت رؤيتنا بأن هذه المبادرة تصب في دعم الأمن والإستقرار في المنطقة. كما أكدنا سوياً على أهمية محاربة الإرهاب والتطرف, سواء على المستوى الوطنيأو الإقليمي.لا يسعني في النهاية إلا أن أكرر شكري للسيد الرئيس "كارولوس بابولياس" على حفاوةالإستقبال ودفء المشاعر التي لمستها هنا في أثينا, وأن أعبر عن ثقتي في رحابة العلاقاتبين بلدينا وعزمنا على تنمية هذه العلاقات ودعمها لما فيه صالح الشعبين الصديقين